يحافظ الجيش الأميركي على جهوزية للرد على أي تهديد للأمن الدولي في الشرق الأوسط، خاصة مع مواصلة إيران القيام بأعمال عدوانية واستفزازية متعمدة في المياه الدولية.
ويوم الأربعاء، 5 تموز/يوليو، ردت البحرية الأميركية على التهديدات الإيرانية وأحبطت محاولتين للبحرية الإيرانية لاحتجاز ناقلات تجارية في المياه الدولية قبالة سلطنة عمان، وعمد الإيرانيون في واحدة منها إلى إطلاق النيران.
وقالت القيادة المركزية الأميركية إنه في كلتا الحالتين، غادر الإيرانيون بعد ظهور مدمرة أميركية في مكان الحادث.
وكشفت البحرية الأميركية أن الحرس الثوري الإيراني عمد يوم الخميس إلى احتجاز سفينة تجارية في الخليج.
وفي بيان، أكد الأسطول الخامس للبحرية الأميركية من مقره في البحرين أن "الحرس الثوري الإيراني احتجز بالقوة سفينة تجارية من المحتمل أنها كانت تشارك في نشاط تهريب".
وأضاف أن القوات الأميركية راقبت الحادث في المياه الدولية، لكنها "قيمت ظروف هذا الحدث ورأت أنها لا تستدعي أي رد".
وتابع البيان أن "القوات الأميركية تبقى يقظة ومستعدة لحماية الحقوق الملاحية لحركة الملاحة البحرية المشروعة في المياه الحيوية للشرق الأوسط".
وكان أسطول من السفن تابع لبحرية الحرس الثوري الإيراني قد حاصر في 3 أيار/مايو السفينة نيوفي المملوكة لليونان وترفع علم بنما أثناء سفرها من دبي إلى الفجيرة في الإمارات العربية المتحدة، واحتجزها.
وجاءت عملية احتجاز السفينة في مضيق هرمز بعد ستة أيام من حادث مماثل في مياه الخليج، عندما هبطت قوات كوماندوز تابعة للبحرية الإيرانية محمولة بطائرات الهليكوبتر على سطح ناقلة النفط أدفانتج سويت التي ترفع علم جزر مارشال الأميركية.
وفي 12 أيار/مايو، أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن إيران احتجزت ناقلة ثالثة ترفع علم بنما.
شراكات استباقية
وعقب تزايد عمليات احتجاز السفن التجارية من جانب إيران، زاد الجيش الأميركي في أيار/مايو تناوب السفن والطائرات التي تقوم بدوريات في مضيق هرمز.
وقال تيم هوكينز المتحدث باسم الأسطول الخامس إن الأصول العسكرية الموجودة بالفعل، بما في ذلك الطائرات والسفن، ستستخدم "لزيادة دوريات التناوب لتعزيز وجودنا خصوصافي مضيق هرمز ومحيطه".
ويتم تكثيف المراقبة من خلال مجموعة الأمن البحري الدولي المكونة من 11 دولة ومهمة التوعية البحرية الأوروبية في مضيق هرمز المكونة من ثماني دول.
وتضم عضوية مجموعة الأمن البحري الدولي ألبانيا والبحرين وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا والمملكة العربية السعودية وسيشيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة ، بينما تضم EMASoH حاليًا بلجيكا والدنمارك وفرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا والبرتغال والنرويج.
تشمل الائتلافات الأخرى القوات البحرية المشتركة (CMF) وقوة المهام المشتركة (CTF) 152 ، والتي تقودها حاليًا القوة البحرية الملكية البحرينية.
وتتم قيادة قوة المهام المشتركة 152 بالتناوب بين الدول المشاركة، علما أن كل من الكويت والأردن والسعودية والإمارات كانت سابقا على رأسها.
وتقوم مجموعة من الدول الأخرى بتخصيص سفن وطائرات وعناصر لقوة المهام هذه، وبينها قطر والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا.
واستجابة للمخاوف المتزايدة بشأن الشحن الدولي، أعدت الولايات المتحدة أسطولا مكونا من 100 مركبة سطحية غير مأهولة، يقال إنه سيكون جاهزا للعمل في غضون بضعة أشهر.
وقال مسؤولون ومحللون إن الجيش الأميركي، الذي يمتلك قوة بشرية وقوة نيران وقدرات استخباراتية لا مثيل لها، هو الشريك المفضل في المنطقة.
ونقلت إذاعة صوت أميركا في 18 أيار/مايو عن جينيفر كافانا، وهي زميل أقدم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، قولها إن هناك ما بين "30 ألف إلى 40 ألف جندي أميركي في المنطقة وعشرات القواعد، بما في ذلك العديد من المنشآت العسكرية الكبيرة والأصول سابقة التمركز، كما أن المساعدة من قوات الأمن كبيرة في المنطقة".
وفي 14 أيار/مايو، كتب المقدم في سلاح الجو الأميركي، ناثان ب. أولسن، في تحليل لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن "أكبر ميزة عسكرية أميركية دائمة في منطقة الشرق الأوسط تتجسد في قدرتها على الوصول وإنشاء القواعد والتحليق فوقها".
وإحدى أهم الطرق التي تعزز بها الولايات المتحدة شراكاتها الأمنية في المنطقة هي التدريبات وبرامج التدريب واسعة النطاق.
وأضاف أولسن "الأمثلة الرئيسة هي المناورة البحرية الدولية 2022بقيادة الولايات المتحدة ومناورة كاتلاس إكسبرس 2022 اللتين تضمنتا سفنا حربية من 60 بحرية إقليمية".
في العام الماضي وحده، أجرى الجيش الأميركي 70 مناورة بحرية في الشرق الأوسط.
ولفت أولسن إلى أن "العلاقات التي نسجت عبر الأنشطة العسكرية الإقليمية تزود الولايات المتحدة بقدرة لا مثيل لها للحصول على إذن الوصول السريع والتحليق في الأجواء".
تفوق جوي
وميزة أساسية أخرى هي قدرة الجيش الأميركي على الحفاظ على التفوق الجوي في المنطقة باستخدام الطائرات المقاتلة المتقدمة وأنظمة الأسلحة والدفاعات الجوية الأرضية.
وتوفر طائرة إيه-10 ثنديربولت 2 ("الجنزير") للجيش الأميركي وحلفائه سلاحا تكتيكيا قويا ومتعدد الاستخدامات، يمكن استعماله في مجموعة واسعة من ظروف المعارك، وقد اثبت أنه قاتل ضد مجموعة من الأهداف بما في ذلك الدبابات والسفن السطحية.
وقال محللون إن طائرات إيه-10 ستكون مدمرة بشكل خاص ضد قوارب الهجوم السريع، مثل تلك التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني بالقرب من مضيق هرمز.
وفي آذار/مارس، وصلت أول طائرة هجومية من طراز إيه-10 ثنديربولت 2 إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات العربية المتحدة.
وفي الوقت نفسه، يمكن للطائرة بي-1بي لانسر التحليق بسرعة تقارب 1500 كيلومتر في الساعة وحمل أكثر من 34 طنا من الحمولة المتفجرة.
ويسمح تصميم وأجهزة الاستشعار لـ بي-1 بتنفيذ هجمات مفاجئة على أهداف العدو في عمق الأراضي المعادية، وتمكنها سرعتها من الفرار من الطائرات المقاتلة والهرب دون أن تصاب بأذى.
وتمتلك الطائرة ما يقرب من 50 رقما قياسيا عالميا من حيث السرعة والحمولة المتفجرة ومدى ووقت الصعود في فئتها، وفقا لسلاح الجو الأميركي.
وفي 8 حزيران/يونيو، حلقت طائرتان من طراز بي-1بي عبر الشرق الأوسط، لتنضما إلى الدول الشريكة في القوات الجوية المتحالفة في مهمة تاريخية لفريق مهام القاذفات.
وكانت هذه المرة الأولى التي ينشر فيها سلاح الجو الأميركي أنواعا متعددة من الأسلحة وينفذ ضربات ضد أهداف محاكاة متعددة خلال مهمة واحدة لفريق مهام القاذفات.
ويُظهر الجيش الأميركي بشكل منتظم استعداده لدعم الشركاء الرئيسين في الشرق الأوسط بالقاذفات الاستراتيجية التي يمكن إطلاقها في الجو في أية لحظة.
وتشمل تلك القاذفات القاذفة بي-52 ستراتوفورتريس، وهي قاذفة ثقيلة بعيدة المدى يمكنها أداء مجموعة متنوعة من المهام بينها الهجوم الاستراتيجي والدعم الجوي القريب والاعتراض الجوي والعمليات الجوية المضادة والعمليات البحرية.
دعم حيوي
إلى هذا، قدمت مجموعة حاملة الطائرات جورج أتش-دبليو بوش الضاربة و والغواصات التي تعمل بالطاقة النووية التابعة للبحرية الأميركية من فئة أوهايو ، دعما حيويا في المنطقة.
وتضم مجموعة الحاملات حاملة الطائرات يو إس إس جورج أتش-دبليو بوش، وهي حاملة الطائرات العملاقة الأكثر حداثة من فئة نيميتز التابعة للبحرية الأميركية، وطراد الصواريخ الموجهة يو إس إس اييتي غولف، واثنيتن إلى ثلاث مدمرات صواريخ موجهة من فئة أرلي بيرك من السرب المدمر (ديرسون) 26.
ويضم السرب أقوى جناح جوي في البحرية الأميركية، مع طائرات مقاتلة من طراز إف/إيه-18إي/إف وطائرة هجومية إلكترونية وطائرات هليكوبتر هجومية.
وإلى جانب القوات الجوية الأميركية، توفر مجموعة الحاملات قدرات لا مثيل لها للتزود بالوقود لطائراتها وتلك الخاصة بحلفائها، ما يمكنها من الطيران لمسافات طويلة تتخطى مخزون الوقود لديها.
وفي العام الماضي، ولأول مرة، رست غواصة صواريخ بالستية من فئة أوهايو في جزيرة دييغو غارسيا النائية في المحيط الهندي كجزء من انتشار ممتد لأشهر، حسبما أعلنت القيادة الاستراتيجية الأميركية في بيان صدر في 7 كانون الأول/ديسمبر.
وذكر البيان أن السفينة يو إس إس ويست فيرجينيا قامت بزيارة الميناء بين 25 و31 تشرين الأول/أكتوبر.
وتعد الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية من فئة أوهايو التابعة للبحرية الأميركية من بين أقوى الغواصات في العالم، وقد عززت مؤخرا وجودها في المحيط الهندي في دلالة على استعدادها للضرب إذا طلب منها ذلك.