أمن

الولايات المتحدة مستعدة لدعم شركائها الرئيسيين في الشرق الأوسط بقاذفات استراتيجية

فريق عمل المشارق

مقاتلة من طراز بي-52 ستراتوفورتريس تابعة للقوات الجوية الأميركية (أقصى اليمين)، تحلق إلى جانب طائرات إف-15إس إي تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية خلال مهمة لفرقة عمل القاذفات في 27 كانون الثاني/يناير 2021. [القوات الجوية الأميركية]

مقاتلة من طراز بي-52 ستراتوفورتريس تابعة للقوات الجوية الأميركية (أقصى اليمين)، تحلق إلى جانب طائرات إف-15إس إي تابعة للقوات الجوية الملكية السعودية خلال مهمة لفرقة عمل القاذفات في 27 كانون الثاني/يناير 2021. [القوات الجوية الأميركية]

تواصل الولايات المتحدة إظهار استعدادها لدعم الشركاء الرئيسيين في الشرق الأوسط بقاذفات استراتيجية تستطيع نشرها بدون إشعار سابق.

ويُظهر الجيش الأميركي هذه القدرة بانتظام من خلال إرسال فرقة عمل القاذفات إلى المناطق التي لا توجد فيها قاذفات أميركية بصورة دائمة، معززا في الوقت عينه قدراته القتالية الجوية مع الشركاء الإقليميين.

وإن إحدى القواعد التي أصبحت مألوفة لأطقم مقاتلات بي-52 ستراتوفورتريس التابعة للقوات الجوية الأميركية هي قاعدة العديد الجوية في قطر.

ووفقا لسلاح الجو الأميركي، تعد طائرة بي-52 ستراتوفورتريس قاذفة ثقيلة طويلة المدى، يمكنها أداء مجموعة منوعة من المهام بينها الهجوم الاستراتيجي والإسناد الجوي القريب والاعتراض الجوي والعمليات الجوية والبحرية الهجومية.

وصول مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز بي-52إتش ستراتوفورتريس في 4 أيار/مايو 2021 إلى قاعدة العديد الجوية في قطر. [القوات الجوية الأميركية]

وصول مقاتلة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز بي-52إتش ستراتوفورتريس في 4 أيار/مايو 2021 إلى قاعدة العديد الجوية في قطر. [القوات الجوية الأميركية]

وشكلت قاعدة العديد قاعدة انطلاق عمليات بي-52 في أفغانستان بين عامي 2001 و2021، وكذلك خلال معركة دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من أجزاء من العراق كانت قد اجتاحها في صيف 2014.

وخلال فترة انتشار استمرت عامين للإطاحة بداعش، حلقت طائرات بي-52 في أكثر من 1850 مهمة من العديد إلى العراق وسوريا وأفغانستان، وأسقطت ما يقارب الـ 12 ألف قنبلة، حسبما ذكرت صحيفة إير فورس تايمز في نيسان/أبريل 2018.

وبحسب القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، فإن "العمليات الجوية لطائرات التحالف بما في ذلك طائرات بي-52، لعبت دورا أساسيا في الجهود المبذولة لمحاصرة داعش في وادي نهر الفرات الأوسط بسوريا".

وأوضح مدير العمليات في سرب التفجيرات رقم 69 اللفتنانت كولونيل دانيال لامبرت عام 2018، "لقد منعنا ظهور داعش مجددا عبر تمشيط المناطق التي تمت استعادتها، ومنعنا إعادة غزوها".

الالتزام بالأمن الإقليمي

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، نفذت القيادة المركزية الأميركية مهمة لفرقة عمل القاذفات، فأرسلت بالتنسيق مع الدول الشريكة طائرتين من طراز بي-52إتش ستراتوفورتريس من الولايات المتحدة إلى أجواء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

وذكرت مجلة إير أند سبايس فورسز أن إسرائيل والسعودية كانتا من الدول الشريكة الـ 13 المشاركة، مشيرة إلى أن الدول المشاركة قدمت مرافقة بالمقاتلات لطائرات بي-52إتش في نقاط مختلفة على طول المسار المعتمد.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا عقب المناورة إن مهمة تشرين الثاني/نوفمبر "تظهر التزامنا بالأمن الإقليمي والقدرات الجماعية لشركائنا العسكريين في المنطقة".

وأوضح أن "القيادة المركزية الأميركية لديها القدرة على أن تنشر بسرعة قدرا كبيرا من القوة القتالية في الجو إلى جانب شركائنا. ويمكن أن نفعل الشيء نفسه في البر والبحر للتعامل مع أي تحد بصورة حاسمة".

ومن جانبه، قال الليفتينانت جنرال أليكسوس غرينكويتش قائد سلاح الجو التاسع إن "مهمة فرقة عمل القاذفات هذه هي انعكاس واضح للالتزام الأميركي الدائم تجاه المنطقة".

وأضاف "يمكننا بالتعاون مع شركائنا، أن ننشر قوة قتالية ضخمة في منطقة عملياتنا المشتركة".

وأردف "ففي هذه البيئة الديناميكية، لا يمكن لأي أحد أن يعمل بمفرده وكل مهمة لفرقة عمل القاذفات نقوم بتنفيذها تسمح لنا بتعزيز إمكانية التشغيل البيني وممارسة المهام التشغيلية الأساسية مع حلفائنا وشركائنا".

ويخطط الجيش الأميركي لتنفيذ عدد من المهام الأخرى التابعة لفرقة عمل القاذفات في المنطقة خلال العام المقبل.

مناورة جونيبر أوك

وخلال العام الجاري وتحديدا بين 23 و26 كانون الثاني/يناير، شاركت مقاتلات بي-52 والطائرات الحربية الإسرائيلية في مناورة مشتركة تحت اسم جونيبر أوك 23.2، وقد وصفتها القيادة المركزية الأميركية بأنها "أكبر مناورات مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في التاريخ".

وأضافت القيادة أن نحو 6400 جندي أميركي وأكثر من 1500 جندي إسرائيلي شاركوا في المناورة التي هدفت إلى تعزيز قدرة القيادة المركزية الأميركية على نشر القوة القتالية بسرعة في المنطقة.

وتابعت أن عناصر القيادة والسيطرة وطائرات الإنقاذ والتزود بالوقود التابعة لمجموعة حاملة الطائرات القتالية يو إس إس جورج إتش.دبليو بوش، شاركت في المناورات الواسعة وطويلة المدى التي تضمنت تدريبات بالذخيرة الحية بأكثر من 140 طائرة.

وكان بينها مزيج من المقاتلات والقاذفات بعيدة المدى، بما في ذلك بي-52 وإف-35 وإف-15 وإف-16 وإف/إيه-18 وإيه سي-130 وإيه إتش-64.

وذكرت مجلة إير أند سبايس فورسز في كانون الثاني/يناير أن "جونيبر أوك شملت 4 قاذفات من طراز بي-52، أي ضعف ما تشمله مهام عادية لفرقة عمل القاذفات".

وقال كوريلا عقب المناورة "إننا في القيادة المركزية الأميركية سنأخذ الدروس المستفادة من مناورات جونيبر أوك وسنشاركها ونعتمدها مع كل شركائنا في مختلف أنحاء منطقة القيادة المركزية الأميركية".

الشراكة الأميركية-السعودية

هذا وعملت السعودية طوال عقود جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة، وقد قدمت مواكبة بالمقاتلات لطائرات بي-52إتش في نقاط مختلفة خلال مهمة فريق عمل القاذفات في 22 تشرين الثاني/نوفمبر.

ويعود تاريخ اتفاقية المساعدة الدفاعية المشتركة بين الولايات المتحدة والسعودية إلى عام 1951.

وفي تشرين الأول/أكتوبر، شاركت المملكة في مهمة حلقت فيها طائرتان من طراز بي-52إتش ستراتوفورتريس "فوق شرق البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحمر قبل مغادرتهما المنطقة"، وفقا لما أورده موقع أفييشن سورس نيوز.

وقال الموقع إن "المهمة شملت أيضا مرافقة بالمقاتلات من القوات الجوية الملكية والقوات الجوية الكويتية والسعودية".

ونقل أفييشن سورس نيوز عن كوريلا قوله إن "هذا النوع من العمليات يظهر القدرات الجماعية للشراكة العسكرية التي طورناها في الشرق الأوسط".

وفي أيلول/سبتمبر، شاركت الطائرات السعودية والأميركية أيضا في مهمة مشتركة لفريق عمل القاذفات، تضمنت كذلك مرافقة بمقاتلات من المملكة المتحدة والكويت.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500