أمن

غواصات أميركية مسلحة نوويا تسيّر دوريات بالمحيط الهندي مع جهوزية للضرب عند الحاجة

فريق عمل المشارق

غواصة الصواريخ الباليستية يو إس إس لويزيانا (أس أس بي إن 743) من فئة أوهايو تعبر في 9 شباط/فبراير بيوجت ساوند عبر مدينة سياتل بعد خضوعها مدة 41 شهرا لإصلاح هندسي لجهاز التزود بالوقود في حوض بناء السفن التابع لبيوجت ساوند ومنشأة الصيانة الوسيطة. [البحرية الأميركية]

غواصة الصواريخ الباليستية يو إس إس لويزيانا (أس أس بي إن 743) من فئة أوهايو تعبر في 9 شباط/فبراير بيوجت ساوند عبر مدينة سياتل بعد خضوعها مدة 41 شهرا لإصلاح هندسي لجهاز التزود بالوقود في حوض بناء السفن التابع لبيوجت ساوند ومنشأة الصيانة الوسيطة. [البحرية الأميركية]

تعد الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية من فئة أوهايو والتابعة للبحرية الأميركية من أقوى الغواصات في العالم، وقد تم العمل مؤخرا على تعزيز وجودها في المحيط الهندي.

واعلنت القيادة الاستراتيجية الأميركية (ستراتكوم) في بيان أصدرته يوم 7 كانون الأول/ديسمبر، أن غواصة صواريخ باليستية من فئة أوهايو رست في جزيرة دييغو غارسيا النائية للمرة الأولى في إطار عملية انتشار مطولة تمتد لأشهر عدة.

وجاء في البيان أن غواصة يو إس إس ويست فرجينيا توقفت في الميناء من 25 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر.

وذكرت شبكة سي إن إن أن تحركات الغواصات النووية التابعة للبحرية سرية للغاية، لذا فإن الإعلان المتأخر أعطى الغواصة الوقت الكافي للتوجه إلى مواقع أخرى في المحيط الهندي.

كل غواصة صواريخ باليستية تابعة للبحرية الأميركية من فئة أوهايو، تحمل ما يصل إلى 20 صاروخا برؤوس حربية متعددة ومهيأة للاستهداف بشكل مستقل. [البحرية الأميركية]

كل غواصة صواريخ باليستية تابعة للبحرية الأميركية من فئة أوهايو، تحمل ما يصل إلى 20 صاروخا برؤوس حربية متعددة ومهيأة للاستهداف بشكل مستقل. [البحرية الأميركية]

وقال مسؤول عسكري مطلع على مسألة توقف الغواصة غير الاعتيادي في هذا الميناء لشبكة سي إن إن، إن أهمية الإعلان عن الميناء الذي رست فيه يو إس إس ويست فرجينيا تتمثل بهدف توجيه رسالة إلى الخصوم المحتملين وإلى الحلفاء على حد سواء.

وقال المسؤول "عليهم أن يدركوا من خلال هذا الأمر أن غواصة صواريخ باليستية غير قابلة للرصد، يمكنها أن تعمل في أي محيط لفترة طويلة من الوقت".

يُذكر أن دييغو غارسيا هي منطقة ما وراء البحار تابعة للمملكة المتحدة وتقع جنوبي خط الاستواء وتستخدمها القوات الأميركية والبريطانية.

ووفقا للبيان، أجرت الغواصة استبدالا كاملا للطاقم أثناء وجوها في الجزيرة، كما أجرت لاحقا عملية إعادة تزويد في البحر.

وقال قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية الأدميرال تشارلز ريتشارد في البيان إن "كل خطة تشغيلية تستند إلى فرضية أن الردع النووي صامد وأن (غواصات الصواريخ الباليستية) مثل ويست فرجينيا تلعب دورا حيويا لردع نووي موثوق لصالح الولايات المتحدة وحلفائنا".

هذا وتسبب الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا بتداعيات عديدة في جميع أنحاء العالم، أبرزها ارتفاع تكلفة الطاقة وزيادة المجاعة العالمية، ولكنه عزز من جهة أخرى بشكل غير مباشر قدرة الجيش الأميركي على العمل في المحيط الهندي.

وتحققت قدرة البحرية الأميركية الواسعة على العمل في المحيط الهندي من خلال دخول غواصات ذات تقنية عالية تابعة لحلفاء الناتو إلى المياه التي تقوم البحرية الأميركية عادة بدوريات فيها، وتحققت أيضا عبر أرجحية أن يضم أعضاء جدد محتملون في الناتو كالسويد وفنلندا، ترساناتهم البحرية إلى وضعية الدفاع المشترك.

الأهمية الإستراتيجية لبحر العرب

وأفادت البحرية أن غواصة ويست فرجينيا كانت قد ظهرت في وقت سابق من تشرين الأول/أكتوبر في بحر العرب ليتمكن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا من الصعود على متنها والمشاركة في مناورات اتصالات "لإقرار التكتيكات الناشئة والمبتكرة في المحيط الهندي".

ويتحول بحر العرب في المحيط الهندي إلى منطقة تتمتع بأهمية استراتيجية وتعد ميزاته مثالية لغواصات البحرية الأميركية من فئة أوهايو والتي تعمل بالطاقة النووية.

ويضم بحر العرب فرعين مهمين، يمتد الأول من خليج عدن في الناحية الجنوبية الغربية والبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب.

أما الفرع الثاني، فيمر عبر خليج عُمان إلى الشمال الغربي ليتصل بالخليج العربي.

ويمتد بحر العرب على نحو 3.8 مليون كيلومتر مربع ويصل عمقه إلى 4652 مترا كأقصى حد، ويوفر عددا لا يحصى من مناطق الدوريات الآمنة ونقاط الانطلاق للغواصات من فئة أوهايو.

إلى هذا، فإن متوسط عمقه البالغ 2734 مترا يجعله أعمق من الخليج العربي الضحل في العديد من الأماكن والذي يعتبر بشكل عام أقل ملاءمة للغواصات الكبيرة.

وللبحر أعماق غير اعتيادية بالقرب من الأراضي المجاورة، باستثناء الجهة الشمالية الشرقية قبالة باكستان والهند علما أنه يوجد عدد قليل من الجزر في المنطقة.

ويعرف بحر العرب أيضا على أنه أحد البحار الأعلى حرارة في العالم، وهذه الميزة مفيدة للغواصات.

وتؤثر درجة حرارة عمقه على انتقال الموجات الصوتية وفعالية السونار، وهي تقنية شائعة تستخدم لرصد السفن تحت سطح المياه.

وعلى سبيل المثال، يعد السونار النشط الذي يرصد الغواصات عبر إرسال نبضة صوتية والاستماع إلى الصدى، أقل فعالية.

فغالبا ما تضيع إشارة العودة في مياه البحر الدافئة.

غير قابلة للرصد

ويضم أسطول أكبر غواصات صنعتها البحرية الأميركية على الإطلاق أي الغواصات من فئة أوهايو، 14 غواصة صواريخ باليستية و4 غواصات صواريخ كروز.

وبحسب البحرية، تعمل غواصات الصواريخ الباليستية كمنصة إطلاق غير قابلة للرصد للصواريخ العابرة للقارات، وهي مصممة للتخفي وإيصال الرؤوس الحربية النووية بمنتهى الدقة.

وصُنعت صواريخ غواصات الصواريخ الباليستية خصيصا لدوريات الردع طويلة الأمد، وتشكل جزءا من الثالوث النووي الأميركي الذي يشمل أيضا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والقاذفات البرية بعيدة المدى.

وتتمثل المهمة الأساسية لغواصات الصواريخ الباليستية في البقاء مختبئة في البحر مع صواريخها الباليستية التي تطلق من الغواصات، وردع أي هجوم نووي على الولايات المتحدة من قبل دولة أخرى من خلال ضمان القدرة على تنفيذ الضربة الثانية.

وتتحكم القيادة الاستراتيجية الأميركية المكلفة بمهمة ردع أي هجوم استراتيجي واستخدام القوة لضمان أمن الولايات المتحدة وحلفائها في تحركات هذه الغواصات، بالإضافة إلى القدرات النووية البرية والجوية الأخرى.

وفي كل لحظة، تكون بعض غواصات البحرية من فئة أوهايو في مهمة إجراء دوريات ردع نووي.

ووفقا لبيانات وردت العام الماضي، أجرت 9 غواصات من فئة أوهايو بدوريات في المحيط الهادئ، في حين أجرت 5 أخرى دوريات في المحيط الأطلسي. ويقع الميناء الأم للغواصات في ولايتي جورجيا وواشنطن.

’السلاح الأكثر فتكا‘

وتم تصميم الغواصات من فئة أوهايو بـ 3 فتحات لوجستية ذات قطر كبير تسمح للبحارة بنقل الإمدادات والمعدات بسرعة، ما يخفض الوقت المطلوب لإعادة التزويد والصيانة.

ويمكن أن تعمل مدة 15 عاما أو أكثر بين عمليات الإصلاح الرئيسة. وتقضي معدل 77 يوما في البحر يليها 35 يوما في الميناء للصيانة.

وتضم كل غواصة صواريخ باليتية طاقمين الأول أزرق والثاني ذهبي، ويتناوبان على إدارة الغواصات.

وبحسب البحرية، "يعزز ذلك قدرة غواصات الصواريخ الباليسية على القيام بعملها الاستراتيجي ويقلل من عدد الغواصات المطلوبة لتلبية المتطلبات الاستراتيجية، كما يسمح بتدريب مناسب للطاقم وبجهوزية دائمة وروح معنوية مرتفعة".

وكتب سيباستيان روبلين لمجلة ناشونال إنترست في عام 2021 أن الغواصات من فئة أوهايو "قد تكون أكثر أنظمة الأسلحة فتكا التي صنعتها البشرية".

وفي الأصل، تحمل كل غواصة من غواصات الصواريخ الباليستية ما يصل إلى 24 صاروخا قصير المدى تطلق من الغواصات، وهي محملة برؤوس حربية متعددة ومهيأة للاستهداف بشكل مستقل.

وبموجب أحكام المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية، تم تخفيض هذا العدد إلى 20 صاروخا بعد أن تم تعطيل 4 من أنابيب الصواريخ الخاصة بكل غواصة بشكل دائم.

وكتب روبلين أن السلاح الاستراتيجي لغواصات الصواريخ الباليستية هو صاروخ ترايدنت 2 دي 5 "الذي يمكن إطلاقه من تحت الماء لضرب أهداف على بعد أكثر من 7000 ميل [11265 كيلومترا] وذلك بحسب الحمولة".

وتابع "عندما يدخل صاروخ ترايدنت 2 الغلاف الجوي مرة أخرى بسرعات تصل إلى 24 ماخ، ينقسم إلى ما يصل إلى 8 مركبات إعادة دخول مستقلة، ويحمل كل منها رأسا نوويا يزن مائة أو 475 كيلوطن".

وأشار إلى أنه يمكن إطلاق وابل كامل من غواصة أوهايو في أقل من دقيقة واحدة.

وأوضح أن "الخطة الحالية تكمن في الإبقاء على 12 غواصة من فئة أوهايو نشطة في وقت واحد على أن تكون كل واحدة منها مزودة بـ 20 صاروخ ترايدنت 2، في وقت تبقى فيه 2 [من غواصات الصواريخ الباليستية] قيد الصيانة، مع الحفاظ على إجمالي 240 صاروخا نشطا في آن واحد مع ما مجموعه 1090 رأسا حربيا".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

واو

الرد