دبي - طالبت البحرية الأميركية يوم الخميس، 27 نيسان/أبريل، بالإفراج الفوري عن ناقلة ترفع علم جزر مارشال الأميركية واحتجزتها القوات الإيرانية في خليج عُمان، منتقدة "مضايقات [إيران] المستمرة للسفن".
وكانت الناقلة تعبر المياه الدولية في خليج عٌمان عندما اصطدمت بحسب إيران، بسفينة إيرانية.
وقال الأسطول الخامس للبحرية الأميركية من مقره في البحرين ببيان إنه "يتعين على الحكومة الإيرانية الإفراج عن ناقلة النفط فورا"، مؤكدا أنه يراقب الوضع من كثب.
وأضاف أن "تصرفات إيران تتعارض مع القانون الدولي وتزعزع الأمن والاستقرار الإقليميين".
وتابع أن "مضايقات إيران المستمرة للسفن والتدخل في حقوق الملاحة في المياه الإقليمية يشكلان تهديدا للأمن البحري والاقتصاد العالمي".
ويأتي التصعيد الأخير ضمن سلسلة من الحوادث الشبيهة التي شهدتها السنوات الأخيرة، وذلك بعد أيام فقط من تشديد خصوم طهران الغربيين العقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني.
واتهم الأسطول الخامس بداية الحرس الثوري بالاستيلاء على السفينة، لكنه أوضح بعد ذلك أن البحرية الإيرانية هي التي نفذت العملية.
وحدد السفينة على أنها ناقلة النفط أدفانتدج سويت، وقال إنها بثت نداء استغاثة أثناء عملية الاستيلاء عليها.
وفي هذا السياق، قالت البحرية الإيرانية إن السفينة "المخالفة" صودرت بعد اصطدامها بسفينة إيرانية، ما ترك 2 من طاقم السفينة في عداد المفقودين مع إصابة آخرين.
ولم يتضح سبب المصادرة، ولكن ذكر مسؤول أميركي لموقع المونيتور أن خطوة إيران قد تكون مرتبطة بقضية الناقلة سويس راجان، وهي ناقلة أخرى ترفع علم جزر مارشال وتخضع بحسب المعلومات لتحقيقات أميركية.
وأوضح الموقع أن سويس راجان تخضع لتحقيق من قبل وزارة العدل الأميركية على خلفية مزاعم بشأن نقلها النفط الإيراني الخاضع للعقوبات في بحر الصين الجنوبي.
أعمال عدائية في المياه الإقليمية
وتعتبر مياه الخليج الحيوية نقطة عبور لما لا يقل عن ثلث النفط المنقول بحرا في العالم.
وتشكل عملية الاستيلاء على الناقلة يوم الخميس آخر عملية تتم في مضيق هرمز ومحيطه، حيث تعرضت سفن عدة لهجمات غامضة وأسقطت طائرات مسيرة واحتجزت ناقلات نفط.
واتهم خبراء إقليميون الحرس الثوري بالتدخل في أنظمة الاتصالات والملاحة الخاصة بالسفن التجارية في مضيق هرمز ومياه الخليج.
وأوضحوا للمشارق أن هذه لعبة سياسية تهدف إلى إرباك السفن حتى تدخل دون قصد في المياه الإيرانية، حيث تقوم قوات الحرس الثوري باحتجازها.
وردا على الأعمال العدائية الإيرانية المتزايدة، عززت الولايات المتحدة قوتها الجوية في المنطقة فأرسلت لأول مرة في 31 آذار/مارس طائرة هجومية تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز أيه-10 ثندربولت 2 إلى قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات.
وتستطيع طائرة أيه-10 التي تعد أول طائرة مصممة خصيصا للدعم الجوي عن قرب، تدمير القوات المعادية والبنية التحتية التابعة لها بما في ذلك الدبابات والسفن الهجومية.
وقال محللون إن طائرات أيه-10 تعتبر فتاكة بشكل خاص ضد قوارب الهجوم السريع، مثل تلك التي يستخدمها الحرس الثوري بالقرب من مضيق هرمز.
وقالت البحرية الأميركية إنه "في العامين الماضيين، استولت إيران بشكل غير قانوني على ما لا يقل عن 5 سفن تجارية كانت تبحر في الشرق الأوسط".
وأضافت أن موقع تتبع حركة المرور البحري أظهر الناقلة أدفانتدج سويت المملوكة من شركة أدفانتدج تانكر للمرة الأخيرة قبالة سواحل عُمان. ولفتت إلى أن سفينة النفط الخام غادرت الكويت وكانت في طريقها إلى مدينة هيوستن الأميركية.
وقالت شركة أدفانتدج تانكرز يوم الجمعة في بيان أرسل إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إن الناقلة "ترافقها البحرية الإيرانية حاليا إلى ميناء على أساس خلاف دولي".
وفي تموز/يوليو 2019، احتجز الحرس الثوري ناقلة النفط التي ترفع العلم البريطاني ستينا إمبيرو في الممر المائي نفسه بحجة أنها صدمت قارب صيد، وأطلق سراحها بعد شهرين.
وفي كانون الثاني/يناير 2021، احتجزت البحرية الإيرانية الناقلة الكورية الجنوبية هانكوك تشيمي أثناء عبورها مضيق هرمز. واحتجزت الناقلة في وقت كانت فيه إيران تسعى للإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في بنوك كوريا الجنوبية.
وتم الإفراج عن السفينة بعد 4 أشهر.
وفي 29 تموز/يوليو 2021، أدى هجوم بطائرة مسيرة على سفينة أم تي مرسر ستريت قبالة ميناء الفجيرة إلى مقتل قبطان السفينة الروماني وحارس أمن بريطاني. وخلص الجيش الأميركي إلى أن إيران كانت وراء الهجوم.
كذلك في 4 آب/أغسطس 2021، حاولت قوات اشتبه بأنها مدعومة من إيران اختطاف ناقلة النفط إم في أسفلت برنسيس، فصعد عناصرها على متن السفينة وأمروا طاقمها بالإبحار إلى إيران. وغادر المشتبه بهم السفينة فور وصول السفن الأميركية والعمانية.
وفي أيار/مايو 2022، احتجزت إيران ناقلتي نفط يونانيتين.
ʼطلقات ناريةʻ على سفينة قبالة اليمن
وفي حادثة منفصلة سجلت في المنطقة المضطربة يوم الجمعة، وجهت طلقات نارية على سفينة في المياه جنوبي اليمن وفقا لمنظمة بحرية بريطانية.
وفي التفاصيل أن سفينة مجهولة الهوية تعرضت في خليج عدن لهجوم، حسبما أفادت مؤسسة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة، وهي مؤسسة توفر تنبيهات أمنية لتجارة الشحن.
وقالت المؤسسة في بيان موجز إن 3 قوارب شاركت في الهجوم وكان على متن كل منها 3 إلى 4 أشخاص. ولم تقدم تفاصيل أخرى.
وتشارك المؤسسة في عمليات مكافحة القرصنة وهي تابعة للبحرية الملكية البريطانية التي تنسق المراقبة في المنطقة.
ووجه اللوم في هجمات سابقة إلى قراصنة صوماليين، لكن هذه الهجمات تراجعت في السنوات الأخيرة نتيجة العمليات الأمنية الدولية.
وفي كانون الثاني/يناير 2022، استولى الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران على سفينة ترفع العلم الإماراتي في البحر الأحمر.
وشددت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي يوم الاثنين العقوبات المفروضة على الحرس الثوري، مشيرة إلى انتهاكات مزعومة لحقوق الإنسان.
وتضاف الإجراءات الغربية إلى تلك التي تم اتخاذها بالفعل بشأن رد طهران المتشدد على الاحتجاجات التي هزت إيران منذ وفاة مهسا أميني، 22 عاما، في أيلول/سبتمبر أثناء احتجازها من قبل "شرطة الآداب".
وتم اعتقال أميني بسبب مزاعم حول خرقها قواعد اللباس الصارمة المفروضة على النساء.
واستهدفت العقوبات الأميركية أيضا الأمانة العامة الجديدة للمجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني في إيران، وهي الهيئة المسؤولة عن سياسة إيران للفضاء السيبراني وحجب المواقع الشعبية.
وقال المسؤول في وزارة الخزانة براين إي. نيلسون إن "الشعب الإيراني يستحق حرية التعبير بدون أن يهدد بانتقام عنيف وفرض الرقابة عليه من قبل من هم في السلطة".
وأضاف "ستواصل الولايات المتحدة إلى جانب حلفائها وشركائها الرئيسيين مثل المملكة المتحدة، اتخاذ إجراءات ضد المسؤولين في النظام عن أعمال القمع والرقابة العنيفة".