الطائرة بي-1بي لانسر توفر قدرات رئيسة للقوات الهجومية المشتركة

تسمح سرعة الطائرة بي-1بي لانسر وطريقة التحكم الفائقة وحمولتها الضخمة من المتفجرات بأن تندمج بسلاسة في مجموعات القوات المشتركة و تجعلها عنصرا رئيسا في أي قوة هجومية مشتركة.

وتضم ميزاتها تصميم يدمج بين الجناح والجسم وأجنحة متغيرة الهندسة ومحركات احتراق لاحق توربينية توفر لها جميعها مدى طويلا وقدرة على المناورة وسرعة عالية وتعزز في الوقت نفسه القدرة على البقاء والنجاة، وفقا لصحيفة الوقائع التي يصدرها سلاح الجو الأميركي.

وتستطيع القاذفة لانسر، المزودة بأربعة محركات توربينية من طراز F101-GE-102 تنتجها شركة جنرال إليكتريك، أن تحمل حمولة متفجرات تبلغ 75 ألف رطل (34019 كجم) وأن تصل لسرعة قصوى تزيد عن 900 ميل في الساعة (أكثر من 1448 كم في الساعة) أو 1.2 ماخ عند مستوى البحر.

وتستطيع حمل 84 قنبلة متعددة الاستعمالات زنة كل منها 500 رطل من طراز Mk-82 أو 24 قنبلة متعددة الاستعمالات زنة كل منها 2000 رطل من طراز Mk-84، و24 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك زنة 2000 رطل من طراز GBU-31 أو 15 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك زنة 500 رطل من طراز GBU-38 أو 24 صاروخ جو-أرض مشترك من طراز AGM-158A، من بين ذخائر أخرى.

ومنذ العام 2019، بحث سلاح الجو أيضا في إدماج ما بين 4 إلى 8 من الأسلحة فوق الصوتية عبر نقل الحاجز وتمكين تحميل قاذفة دوارة تقليدية، وهو نفس النظام المستخدم داخل القاذفة بي-52، على القاذفة بي-1.

ويختبر سلاح الجو الأميركي أيضا العمود المعياري القابل للتكيف تبعا للحمولة (LAM) الذي طورته شركة بوينج، والذي يستطيع أن يعزز قدرة الذخائر التقليدية الموجهة وغير الموجهة في الطائرة بي-1بي بما يصل إلى 50 بالمائة.

ووفق سلاح الجو الأميركي، حققت هذه الطائرة 50 رقما قياسيا عالميا في السرعة وحمولة المتفجرات والمدى ووقت الصعود في فئتها.

وشارك هذا الطراز للمرة الأولى في العمليات القتالية ضد العراق خلال عملية ثعلب الصحراء في كانون الأول/ديسمبر 1998.

وأثناء الأشهر الستة الأولى من عملية الحرية الدائمة التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2001، أسقطت ثمان طائرات من هذا الطراز ما يصل إلى 40 بالمائة من إجمالي الحمولة التي أسقطتها القوات الجوية للحلفاء، حسبما أشار سلاح الجو الأميركي.

وتضمن هذا الرقم ما يصل إلى 3900 من ذخائر الهجوم المباشر المشترك، أو 67 بالمائة من الإجمالي.

وفي عملية حرية العراق، شاركت القاذفة بي-1بي بأقل من 1 بالمائة من المهام القتالية بينما أسقطت 43 بالمائة من ذخائر الهجوم المباشر المشترك المستخدمة.

ويسمح تصميم القاذفة بي-1 وأجهزة الاستشعار المزودة بها بأن تنفذ هجمات مفاجئة على أهداف العدو في عمق أراضيه، وتمكنها سرعتها من تجاوز الطائرات المقاتلة والفرار دون أن يحلقها أذى.

والشكل الفريد للطائرة مصمم بحيث يشتت الموجات الرادارية بعيدا عن الطائرة ويقلل المقطع العرضي الراداري. إلى هذا، تساعد أسطح الطائرة المغطاة بمادة معينة ماصة للرادار في تقليل المقطع العرضي الراداري بصورة إضافية.

قدرات الاستهداف

ويستطيع رادار الفتحة التركيبية في هذه القاذفة تتبع المركبات المتحركة واستهدافها والاشتباك معها، فضلا عن العمل بأوضاع الاستهداف الذاتي وتتبع التضاريس.

وكانت شركة نورثروب غرومان قد قدمت في عام 2015 رادار الشعاع الرشيق القابل للتطوير - الهجوم العالمي (SABR-GS)، وذلك للقاذفة بي-1بي لانسر.

وفي حينه، قالت الشركة في بيان إن "خرائط رادار الفتحة الاصطناعية الكبيرة والمعالجة المتقدمة للصور وتكامل أجهزة الاستشعار، توفر ميزة كبيرة في الوعي الظرفي وتعطي القاذفة بي-1 قدرات جديدة قوية للاستخبارات والمراقبة والاستطلاع والاستهداف".

وأضافت "استخدمت أيضا معايير البنية المفتوحة لإدماج البيانات من أجهزة الاستشعار الأخرى على متن الطائرة، ما يتيح استمرار الابتكار والميسورية طوال عمر النظام".

ولأن أن حجم رادار SABR-GS يبلغ ثلاثة أضعاف حجم نظام رادار الشعاع الرشيق القابل للتطوير في المقاتلة إف-16، فقد حل الأول محل هوائي الرادار APQ-164 المستخدم في القاذفة بي-1بي.

والقاذفة لانسر مزودة أيضا بنظام ملاحة بالقصور الذاتي بمساعدة نظام تحديد موقع عالمي عالي الدقة، ويمكّن هذا النظام الأطقم من التحليق بدون مساعدة من أجهزة الملاحة الأرضية، فضلا عن الاشتباك مع الأهداف بدقة عالية.

وفي هذه الأثناء، فإن قدرة لينك-16 توفر وعيا ظرفيا أفضل بساحة المعارك واتصالا خلفيا وراء خط البصر، عبر السماح للقاذفة بي-1بي بالاتصال بالأصول الأخرى، مثل المدفعية أو الطائرات المقاتلة، وذلك عند الاشتباك مع الأهداف.

وفي بيئة الاستهداف الحساسة للوقت، يستطيع أفراد الطاقم أن يستخدموا بيانات الاستهداف من أحد مراكز العمليات الجوية المشتركة أو غير ذلك من أصول القيادة والتحكم، لضرب الأهداف الظاهرة بسرعة وكفاءة.

ووفق سلاح الجو الأميركي، فإن مراكز العمليات الجوية المشتركة "تتكون من مجموعة كبيرة من الأشخاص والبرامج والعمليات التي تنفذ العمليات الجوية والفضائية المشتركة اليومية وتوفر رد الفعل السريع والتحكم الإيجابي والتنسيق وعدم تضارب أنظمة الأسلحة".

"كما أن مركز العمليات الجوية المشتركة، الذي يعمل كالمركز العصبي للحملة الجوية، يخطط تنفيذ الطلعة ويراقبها ويوجهها، ويخطط كذلك الإسناد الجوي الوثيق والضربة الجوية الدقيقة، فضلا عن عمليات الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة، وعمليات الجسر الجوي والتزود بالوقود في الجو وعمليات الإجلاء الطبي الجوي والإسقاط الجوي وعمليات أخرى لا تعد ولا تحصى شديدة الأهمية للمهام".

المهام والمناورات الأخيرة

وفي يوم 8 حزيران/يونيو، حلقت طائرتان من طراز بي-1بي عبر منطقة الشرق الأوسط، وانضمتا للقوات الجوية للدول الشريكة في مهمة تاريخية لفريق مهام للقاذفات.

وكانت تلك المرة الأولى التي يستخدم فيها سلاح الجو الأميركي أنواع أسلحة متعددة وينفذ ضربات ضد أهداف محاكاة متعددة خلال مهمة وحيدة لفريق مهام القاذفات.

فقد حلقت القاذفات من طراز بي-1بي لانسر من قاعدة فيرفورد الجوية الملكية في المملكة المتحدة للانضمام لمقاتلات منوعة من قوات التحالف في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل وقطر والمملكة العربية السعودية.

ونشر سلاح الجو الإسرائيلي صورة للمناورة، في حين نشر الجيش الأميركي صورا لفريق مهام القاذفات فوق قطر والمملكة العربية السعودية.

وخلال هذه المهمة، استخدمت القاذفات أسلحة حية من طراز ذخائر الهجوم المباشر المشترك وصواريخ الهجوم المشترك.

هذا ويبلغ مدى صواريخ الهجوم المشترك، أو الصواريخ التي تطلق من الجو وتتميز بصعوبة رصدها، 370 كيلومترا، في حين يصل مدى النسخة ذات المدى الأوسع إلى نحو ألف كيلومتر.

وقال الليفتينانت جنرال أليكسوس غرينكيويتش، قائد القوات الجوية الأميركية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، إن "مهام القاذفات تلك تمثل الالتزام الأميركي أمام شركائنا وتظهر قدرتنا على توفير قوة هائلة دون سابق إنذار".

وأضاف أن "اليوم كان إظهارا لتلك القدرة ولقوة شراكاتنا".

وقبل ثلاثة أيام، وبالتحديد يوم 5 حزيران/يونيو، انضمت قاذفتان من طراز لانسر إلى طائرات تابعة لحلف الناتو خلال مناورة تحدي القطب الشمالي 2023 في مهمة مضادة بحرية، حسبما قالت القوات الأميركية في أوروبا والقوات الجوية في أفريقيا في بيان.

وانضمت إلى القاذفتين طائرات من سلاح الجو الأميركي وسلاح الجو الملكي النرويجي من طراز إف-35 إيه لايتينينغ 2 وطائرات تابعة للبحرية الأميركية من طراز إف/إيه-18 سوبر هورنت وطراز ئي إيه-18 غرولر وطراز بي-8إيه بوسيدون، إلى جانب أصول بحرية تابعة للحلفاء في جميع أنحاء بحر الشمال.

وأوضح البيان أن "سلاح الجو الأميركي والبحرية الأميركية يجريان بصورة روتينية عمليات في أقصى الشمال إلى جانب القوات الجوية والبحرية من فنلندا والسويد والنرويج".

هذا وقد وفرت مناورة تحدي القطب الشمالي فرصا لحلفاء الناتو للاندماج مع القاذفات الاستراتيجية الأميركية في بيئة جديدة، حسبما أضاف البيان.