قال أعضاء بارزون في التحالف الدولي الذي يتكون من 84 عضوا يوم الاثنين، 24 نيسان/أبريل، إنه قد حدث "تراجع في الهجمات" التي نفذت في العراق وسوريا هذا العام من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش) .
لكنهم حذروا في إفادات تفصيلية على الإنترنت يوم الاثنين، ويوم 28 شباط/فبراير أن التنظيم المتطرف يشكل تهديدا مستمرا.
كما أشاروا إلى أن التهديدات التي تمثلها إيران والجماعات التي تدعمها في المنطقة، وأيضا أشكال التعاون الخبيث المتزايد بين إيران وروسيا، "لا تأخذ إلا في التزايد".
وكان تنظيم داعش قد اجتاح مساحات شاسعة من العراق وسوريا في العام 2014 وأنشأ دولة بدائية في حملة طبعتها عمليات القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب والوحشية.
ومن ثم قام التحالف الدولي وشركاؤه بطرد التنظيم من الأراضي التي كانت تحت سيطرته في العراق في عام 2017 وفي سوريا في عام 2019، لكن خلايا تنظيم داعش لا تزال تنفذ هجمات متقطعة في كلا البلدين.
وقال قائد التحالف الدولي الميجور جنرال الأميركي ماثيو ماكفرلين إنه في العراق هذا العام حتى أوائل شهر نيسان/أبريل "رأينا انخفاضا قياسيا بلغ 68 بالمائة في الهجمات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي".
وأضاف أنه في سوريا، "سجلنا انخفاضا بنسبة 55 بالمائة خلال نفس الفترة".
وتابع أن الهجمات التي تم عزوها لمقاتلي تنظيم داعش هذا العام كانت "صغيرة نسبيا، ونفذت من جانب مقاتل واحد لبضعة أفراد"، مبينا أن التنظيم "قد فشل في تنظيم أو تنسيق أي شيء أكثر من ذلك على مدار العام الماضي".
وكان شهر رمضان، الذي انتهى الأسبوع الماضي، "أحد أكثر أشهر رمضان سلمية منذ سنوات"، بحسب ما أكد، مشيرا إلى حدوث "انخفاض بنسبة 80 بالمائة مقارنة بالعام الماضي" في العراق و37 بالمائة لسوريا.
وكان قد قال خلال إفادة في شهر شباط/فبراير إن قوات التحالف الدولي تجري عمليات أمنية في مناطق واسعة دعما للشركاء الأمنيين وعمليات دقيقة للقضاء على زعماء تنظيم داعش في سورياوالعراق.
وأوضح ماكفرلين أنه "عام بعد عام، رأينا انخفاضا في عدد هجمات تنظيم داعش وفي فعالية تلك الهجمات".
في سوريا، يظل تركيز التحالف منصبا على منع ظهور الفكر الإرهابي مجددافيما يعمل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وذكر ماكفرلين أن "تنظيم داعش يستمر في محاولاته لإعادة بناء القيادة بناء على ما يقوم به التحالف من عمليات للقضاء على القياديين البارزين.
وشدد على ضرورة "عدم الاكتفاء بالإبقاء على الضغط على الشبكة بأسرها بل أيضا مراقبة تنظيم داعش وتتبعه فيما يحاول العودة للظهور".
التزام متواصل للمنطقة
وفي تقرير صدر في شباط/فبراير، قدرت الأمم المتحدة أن تنظيم داعش لا يزال لديه "بين خمسة آلاف وسبعة آلاف من العناصر والأنصار" في جميع أنحاء العراق وسوريا، وأن "تقريبا نصف ذلك العدد مقاتلون"، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.
ففي العراق، تعمل خلايا تنظيم داعش في المناطق الريفية الجبلية "مستغلة الحدود العراقية-السورية المليئة بالثغرات ومحتفظة بالقدرة على المناورة لتجنب الهجمات" ومحاولة في نفس الوقت "إعادة البناء والتعافي"، حسبما قال تقرير الأمم المتحدة.
وقدر التقرير "الاحتياطات النقدية المتضائلة" للتنظيم ببين حوالي 25 و50 مليون دولار أميركي، وقال إنه كان قد بدأ الاستثمار في الفنادق والعقارات لغسل الأموال والانخراط في سرقة المواشي لجمع الأموال.
وقالت مساعدة نائب وزير الدفاع الأميركية دانا سترول في شباط/فبراير إنه "مع أن التنظيم لم يعد يسيطر على أراض، إلا أن لديه الأيديولوجيا لإلهام عناصر وتجنيدهم بصفوفه، ولديه كذلك الإرادة على إعادة التكوين".
وأضافت أن هذا هو السبب "الذي جعلنا نلتزم بالصبر الاستراتيجي وندعم شركائنا لضمان عدم تمكن هذا الجيش الإرهابي من إعادة التكوين وترهيب الناس والمواطنين في العراق وسوريا، بل في واقع الأمر في بقية الشرق الأوسط".
وشددت سترول على أن التزام الولايات المتحدة أمام الشرق الأوسط متواصل، مشيرة إلى أنها تحافظ على وجود قواتها وملتزمة أمام شركائها وتوسع طرق العمل معهم وتمكنهم.
التهديد من إيران وروسيا
وقالت سترول يوم الاثنين إنه في سوريا "نستمر في رؤية أنشطة مناطق غير آمنة وغير احترافية من جانب الروس".
وكانت قد أشارت سابقا إلى "مجموعة من التهديدات الإيرانية المتزايدة"، مشيرة "لا نرى إلا تزايدا في التهديدات التي تمثلها إيران والجماعات التي تدعمها بالنسبة للمنطقة".
وتابعت "نرى تلك التهديدات على الأرض برعاية إيران وهي تسلح الميليشيات والوكلاء والجهات من غير الدول على الأرض وتقوم بتدريبهم وتمويلهم وتوجيههم".
"ونراها كذلك في التهديدات الجوية، بدءا من نشر إيران للصواريخ والمسيرات الهجومية الانتحاريةوانتهاء بالجهات من غير الدول عبر المنطقة".
"وأخيرا، نرى العدوان المتزايد في البحر عبر أفعالها البحرية".
"ناهيك عن أنشطتها السيبرانية الخبيثةالتي من الواضح أنها لا تهدد فقط شركائنا في الشرق الأوسط بل أيضا خارج الشرق الأوسط".
وأوضحت سترول "نحن الآن في نقطة لم تعد فيها تهديدات إيران مقتصرة على الشرق الأوسط بل أصبحت تشكل تحديا عالميا".
"وهذا نتيجة للتعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا وعمليات النقل غير الشرعي من جانب إيران إلى روسيا للمسيرات الهجومية الانتحاريةالتي يتم استخدامها في أوكرانيا لقتل المدنيين الأوكرانيين".
واستدركت سترول أنه بالإضافة إلى مواجهة تلك الأنشطة، "نحتاج الآن لحشد تحالف ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل تحالف عالمي للرد علىالتعاون الخبيث بين إيران وروسيا".
واختتمت قائلة إنه "من المعقول أن نتوقع أن الأساليب والتقنيات والإجراءات التي يتعلمها الإيرانيون ويتقنونها في أوكرانيا ستعود في يوم من الأيام لتهديد شركائنا في منطقة الشرق الأوسط".