الجمعيات الخيرية في اليمن تساعد العائلات النازحة لمواجهة برد الشتاء

مع تدني درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، تحشد منظمات المجتمع المدني جهودها لتزويد النازحين في اليمن بالبطانيات والغذاء وتوفير المأوى لهم، بهدف تعزيز صمودهم خلال أشهر الشتاء.

وأطلقت مؤسسة وجوه للإعلام والتنمية ومؤسسة سلام للاستجابة الانسانية والتنمية، خلال كانون الأول/ديسمبر الماضي، "مشروع بطانية الشتاء" الذي يستهدف آلاف النازحين في عدد من المحافظات، بالشراكة مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الانسانية وعدد من المنظمات المحلية.

وفي حديث للمشارق قال رئيس منظمة وجوه للإعلام، منصور الجرادي، إن "هذه الحملة أمنت المأوى والبطانيات لـ 23 ألف عائلة نازحة في صنعاء و40 ألف أسرة في بقية المحافظات حيث تنخفض درجات الحرارة الى ما دون الصفر المئوية، وبينها ذمار و صعدة وعمران والجوف".

وأضاف أن الحملة ستواصل عملها خلال شهر كانون الثاني/يناير على الرغم من أنه كان مقرراً أن تُختصر على كانون الأول/ديسمبر فقط.

وأكد أن "تعاون أفراد المجتمع الداعمين ورجال الأعمال والمنظمات الدولية، ساهم في الوصول إلى الفئات المستهدفة من النازحين، أولئك الذين يقيمون في الأماكن المخصصة للنازحين أو الذين يسكنون في الأحياء والحارات المختلفة على حد سواء".

بطانيات وسلل غذائية

من جانبها، تبذل المنظمة اليمنية للإغاثة الإنسانية والتنمية (منى) جهوداً لمساعدة النازحين ومدّهم بالبطانيات والسلل الغذائية.

وقال فاتك الرديني مؤسس منظمة منى ومديرها للمشارق، إن المنظمة "وزعت مطلع كانون الثاني/يناير مساعدات إيوائية وبطانيات وحقائب صحية للأسر النازحة والمتضررة في محافظة صنعاء وأمانة العاصمة".

وأردف أن المنظمة الخيرية وزعت أيضاً سلل غذائية لـ 30 أسرة في منطقة حريب القراميش بمحافظة مأرب، "لتكون بذلك أول منظمة محلية ودولية تصل إلى محافظة مأرب منذ بدء الحرب".

إلى هذا، أشار الرديني إلى أن المنظمة وزعت 500 سلة غذائية في مديريات بيت الفقيه والدريهمي والمنصورية بمحافظة الحديدة، كجزء من الحملة الخامسة التي تنفذها لإنقاذ منطقة تهامة.

وعن مصادر تمويل الأنشطة الإغاثية التي تنفذها المنظمة قال الرديني: "نحن نعتمد في تمويلنا على فاعلي الخير المحليين، إضافة إلى منظمة الهجرة الدولية ومؤسسة الخير البريطانية".

’لمسة دفئ‘

وبين المبادرات الشبابية التي تعمل لتزويد النازحين بالبطانيات والملابس مبادرة نهضة شباب اليمن للتنمية، "لمسة دفئ"، وهي تؤمنها لـ 500 أسرة نازحة في صنعاء.

وعن هذه المبادرة أوضح رئيسها فيصل عبد العزيز، أنها لاقت تفاعلاً جيداً من أفراد المجتمع ومن التجار، مشيراً إلى أن أعضاءها من الشباب الذين تحركهم مفاهيم "الوسطية والاعتدال ونبذ التطرف والعنصرية والطائفية".

وأضاف عبد العزيز أن الحملة انطلقت مطلع كانون الثاني/يناير تحت شعار "سارع قبل أن أتجمد"، لتأمين البطانيات والملابس للنازحين والفقراء والذين تضرروا من الحرب والصراع.

وتابع: "لا نزال نجمع البطانيات من رجال الأعمال وفاعلي الخير".

وقال: "أطلقنا أيضاً حملة مجتمعية ننفذها حاليا لحث أفراد المجتمع على التبرع بالملابس والبطانيات وأي اثاث أو مفروشات لتوزيعها على الأسر النازحة والمتضررة، بهدف مساعدتهم على تحمل موجة البرد الشديدة التي يواجهونها حالياً".

المجتمع والتجار يساهمون في المساعدات

ولفت عبد العزيز إلى أن "أفراد المجتمع تجاوبوا بشكل إيجابي وكبير وسارعوا إلى التبرع بالبطانيات والملابس المستعملة، وانسحب الأمر على المراكز التجارية التي ساهمت بدورها بكمية من الملابس الجديدة".

وأردف أن حملة جمع البطانيات وتوزيعها ستستمر حتى "اكتمال الكمية المطلوبة وتوزيعها بعد ذلك على المستهدفين".

وأكد أن هؤلاء يشملون النازحين القادمين من المحافظات المجاورة والذين تركوا منازلهم وممتلكاتهم وفروا للنجاة بأرواحهم ونسائهم وأطفالهم من جحيم الصراعات والحروب من محافظات عمران وصعدة وحجة والجوف".

وأوضح أن المبادرة تصل إلى المستهدفين عبر التعاون مع المنظمات المجتمعية ومن خلال تبادل الأخبار.

وقال عبد العزيز: "تواصلنا مع عقال الحارات الذين يملكون معلومات كافية عن الأسر الجديدة التي سكنت أحيائهم، لمساعدتنا على الوصول إلى المستهدفين إضافة إلى توزيع نسبة من هذه المساعدات على سكان المناطق التي تتجمع فيها الأسر النازحة".