تحليل

المسيرات الإيرانية تهدد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والخارج

فريق عمل المشارق

صورة التقطت في 18 أيلول/سبتمبر 2019 تظهر بقايا ما قالت وزارة الدفاع السعودية إنها صواريخ موجهة ومسيرات إيرانية تم انتشالها من موقع هجوم استهدف منشآت شركة أرامكو السعودية. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 18 أيلول/سبتمبر 2019 تظهر بقايا ما قالت وزارة الدفاع السعودية إنها صواريخ موجهة ومسيرات إيرانية تم انتشالها من موقع هجوم استهدف منشآت شركة أرامكو السعودية. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

تستمر المسيرات المصنعة في إيران والتي تستخدمها جهات حكومية وغير حكومية مختلفة بتهديد الأمن برا وبحرا في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، في ظل تمدد شبكة الصادرات الفتاكة للنظام الإيراني إلى خارج حدود المنطقة.

ونقل موقع إيران برايمر أن إيران هي منتج ومصدّر أساسي للمسيرات، وهي ترسل المعدات والخبرات المرتبطة بهذه المسيرات إلى شبكة موسعة من الوكلاء والشبكات الشريكة.

وأشارت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إلى أن إيران تملك أكبر ترسانة مسيرات في الشرق الأوسط، مع ما لا يقل عن 9 أنواع مختلفة من المسيرات الانتحارية.

وقال مدير الوكالة اللفتنانت جنرال سكوت بيرير في أيار/مايو الماضي إن هذا الانتشار وتنوع المسيرات "يوفران لطهران وسيلة قابلة للإنكار لمهاجمة مصالح الولايات المتحدة وشركائها في مختلف أنحاء الشرق الأوسط".

ممثلون من بعثات دبلوماسية في أوكرانيا يتفحصون مسيرات تم إسقاطها وتستخدمها روسيا بحسب المعلومات لضرب البنى التحتية الحيوية وأهداف أخرى في أوكرانيا، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في كييف بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر. [سرغي سوبنسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ممثلون من بعثات دبلوماسية في أوكرانيا يتفحصون مسيرات تم إسقاطها وتستخدمها روسيا بحسب المعلومات لضرب البنى التحتية الحيوية وأهداف أخرى في أوكرانيا، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في كييف بتاريخ 15 كانون الأول/ديسمبر. [سرغي سوبنسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ويمكن رؤية ضلوع إيران في عشرات الهجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في سوريا والعراق، بما في ذلك هجوم بدأ مؤخرا بضربة بمسيرة يوم الخميس، 23 آذار/مارس، بالقرب من مدينة الحسكة السورية.

واستهدف الهجوم بـ"المسيرة الانتحارية" القاتلة منشأة صيانة في قاعدة للتحالف الدولي، ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي وإصابة 5 عسكريين أميركيين وقوبل برد أميركي وتحذير شديد اللهجة من الرئيس جو بايدن.

تخريب في سوريا والعراق

وفي سوريا، استخدمت المسيرات الإيرانية لمهاجمة قواعد التحالف الدولي وتقويض عمليات مكافحة الإرهاب وتمهيد الطريق لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ليعيد كسب موطئ قدم له في البلاد التي مزقتها الحرب.

ومن المعلومات التي أثارت غضب الناشطين السوريين أخبار تحدثت في آب/أغسطس الماضي عن قيام خبراء من حزب الله المدعوم من إيران بتدريب عناصر ميليشيا لواء فاطميون على كيفية تشغيل المسيرات في الصحراء الشرقية (البادية) بالقرب من تدمر.

وتحدى المحامي السوري بشير البسام استخدام المسيرات من قبل الميليشيات التابعة لإيران في سوريا، قائلا إن ذلك "يضع سوريا والسوريين في موقف أصعب من الموقف الحالي".

وتساءل "لماذا تجهيز هذه الميليشيات بالذات بالطائرات المسيرة؟"، مشيرا إلى أن أفعال إيران ستعرّض سوريا لمزيد من العقوبات الدولية.

وفي العراق، استخدمت ميليشيات غامضة تابعة لإيران المسيرات لمهاجمة منشآت تابعة للبعثات الدبلوماسية الأجنبية وقوات التحالف الدولي الذي يحارب داعش.

واستخدمت هذه الميليشيات أيضا المسيرات لمهاجمة وترهيب السعودية والإمارات من الأراضي العراقية.

وتهدد مثل هذه الهجمات العلاقات العربية بشكل مباشر، بما في ذلك التقارب العراقي-السعودي، ما قد يؤدي إلى تحويل أموال إعادة الإعمار السعودية عن العراق الذي هو بأمس الحاجة إليها.

الصادرات الفتاكة لليمن

وفي اليمن، تم استعراض المسيرات الإيرانية في مختلف أنحاء صنعاء الخاضعة للحوثيين .

ومن المرجح أن المسيرات تستخدم لنقل الأسلحة إلى الحوثيين، حسبما جاء في تقرير رفع إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وهو ما يتعارض تماما مع الجهود المبذولة لوضع حد للحرب التي طال أمدها.

وكانت القوات اليمنية قد اعترضت في كانون الثاني/يناير شحنة من محركات مسيرات كانت مرسلة إلى الحوثيين عند الحدود العمانية أثناء تفقدها شاحنة زعم أنها محملة بالملابس، حسبما جاء في تقارير إعلامية.

وتساءل نائب رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبد الملك المخلافي على تويتر "كم يمكن أن تقتل هذه المسيرات من البشر؟ وكم هربت مثيلتها على مدى 8 سنوات؟".

وفي هذا السياق، ذكر مسؤولون في كانون الثاني/يناير أنه تم نشر خبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة الحديدة اليمنية لمساعدة الحوثيين على شن هجمات على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وذكرت قناة الحدث الإخبارية في كانون الأول/ديسمبر أن وجود خبراء الحرس الثوري الذين أعدوا منصات لإطلاق الصواريخ والمسيرات تزامن مع تهديدات أطلقها الحوثيون بالتصعيد وشن هجمات جديدة ضد ممرات الشحن.

وقال المتحدث باسم محافظة الحديدة علي حميد الأهدل للمشارق إن جماعة الحوثي "تقوم بتركيب قطع الطيران المسير الذي تستقدمه من إيران" في البر الرئيسي وفي جزيرة كمران بالبحر الأحمر.

قسم حاملات المسيرات الإيراني

يُذكر أن المسيرات الإيرانية التي تهاجم طرق الشحن الدولية في البحر الأحمر والعمليات التجارية في السعودية تتسبب باضطرابات كبيرة في المياه التي تعد ممرا أساسيا لإمدادات الطاقة العالمية.

كذلك، استهدفت الهجمات بصورة متكررة مطارا في مدينة أبها السعودية ومنشآت نفطية في جدة، وهي هجمات نفذت "بقوارب مسيرة" أو من البر اليمني.

وفي تقرير صدر بتاريخ 7 آذار/مارس، قال معهد الشرق الأوسط إنه علم أن البحرية التابعة للحرس الثوري بصدد تحويل سفينتي شحن تجاريتين يملكها الأسطول البحري لخطوط الشحن لجمهورية إيران الإسلامية (إريسل غروب) إلى حاملات طائرات هي الأولى من نوعها في البلاد.

وذكر التقرير أن "شاهد مهداوي وشاهد باقري من المفترض أن تصبحا جزءا من قسم حاملات المسيرات في البحرية الإيرانية والذي يتألف من عدة سفن وغواصات".

وأوضح التقرير أنه يتم تصميم السفينتين بحيث تكونا قادرتين على حمل مروحيات ومسيرات ثابتة الجناحين ويمكن إطلاقها من المدرج، بما في ذلك مسيرة شاهد-136 الانتحارية التي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر.

وتعمل شركة إيران لبناء السفن والصناعات البحرية في بندر عباس بالقرب من مضيق هرمز على دعم أعمال التحويل الجارية بشاهد مهداوي منذ أيار/مايو الماضي على أقل تقدير.

وبحسب الإعلام الإيراني، ستعزز الحاملتان قدرات الرصد الإيرانية بعيدة المدى وقدرات الضرب في الشرق الأوسط وخارجه.

وقد يتم استخدامهما لتنفيذ ضربات "غير متكافئة وانتهازية" على الأصول البحرية وأهداف سهلة تابعة لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة.

وتابع تقرير معهد الشرق الأوسط أنه "كما فعلت إيران مع مسيراتها، قد تقوم بتصدير هذه القدرات إلى شركاء هم جهات حكومية أو شبه حكومية أو غير حكومية ووكلاء في الشرق الأوسط وحول العالم".

ولفت إلى أن الحرس الثوري قام عام 2021 بتحويل ناقلة نفط إلى قاعدة انطلاق أمامية هي سفينة ماكران القادرة على حمل مسيرات قتالية.

تصدير المسيرات إلى روسيا وغيرها من الدول

يُذكر أن إيران غالبا ما تضيف مسيرات جديدة إلى ترسانتها وقد ازداد طموحها أكثر فأكثر في عملية طرق تصنيعها واستخدامها وتصديرها.

وحتى الشهر الجاري، صدّرت إيران مئات مسيرات شاهد الانتحارية ومسيرات مهاجر للضرب والترصد إلى موسكو، حسبما ذكر موقع إيران برايمر.

وتستخدم روسيا مسيرات إيرانية من طراز شاهد في هجماتها على البنى التحتية الأوكرانية، ما عطل وصول الإمدادات الخاصة بالتدفئة والمياه والكهرباء إلى معظم السكان وتسبب بسقوط ضحايا من المدنيين.

وقالت أوكرانيا يوم الثلاثاء إن روسيا أطلقت ما مجموعه 15 مسيرة إيرانية الصنع على البلاد خلال الليل، وقد تم تدمير 14 منها.

وذكرت القوات المسلحة الأوكرانية أنها أسقطت نحو 12 مسيرة روسية فوق كييف و"اندلعت النار في مبنى غير سكني بسبب بقايا المسيرة التي سقطت عليه"، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر إيران برايمر أنه إضافة إلى إمداد المسيرات الفتاكة لروسيا، عملت إيران على تأمين المسيرات لما لا يقل عن 4 حكومات أخرى هي حكومات فنزويلا والسودان وإثيوبيا وطاجيكستان، إضافة إلى 7 ميليشيات بالوكالة.

وفي ظل التهديد المتواصل والموسع الذي تشكله المسيرات الإيرانية على المنطقة وخارجها، عملت القيادة المركزية الأميركية بصورة نشطة على جمع التلميحات والمعلومات من المواطنين بشأن استخدام المسيرات.

ويشمل ذلك المسيرات المصنعة في أيران ونسخها.

ويقدم برنامج المكافآت التابع لوزارة الدفاع بالقيادة المركزية الأميركية مكافآت مالية بقيمة تصل إلى 5 ملايين دولار للأفراد المستحقين الذين يدلون بمعلومات تحمي الولايات المتحدة أو القوات الحليفة وتسمح لها بمحاربة الإرهاب.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500