أمن

أدلة تؤكد استخدام روسيا لمسيرات إيرانية فتاكة في أوكرانيا

فريق عمل المشارق

مندوبو البعثات الدبلوماسية في أوكرانيا يتفحصون مسيرات تم إسقاطها ويزعم أن روسيا استخدمتها لضرب البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا وغيرها من الأهداف، وذلك في كييف يوم 15 كانون الأول/ديسمبر. [سيرغي سوبينسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

مندوبو البعثات الدبلوماسية في أوكرانيا يتفحصون مسيرات تم إسقاطها ويزعم أن روسيا استخدمتها لضرب البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا وغيرها من الأهداف، وذلك في كييف يوم 15 كانون الأول/ديسمبر. [سيرغي سوبينسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد تحليل نشر حديثا أن روسيا تستخدم أنواعا مختلفة من المسيرات الإيرانية الفتاكة ضد أوكرانيا، وذلك في انتهاك واضح لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي تقرير نشر يوم الثلاثاء، 14 شباط/فبراير، قالت وكالة استخبارات الدفاع الأميركية إن التحليل يؤكد استخدام روسيا لأنواع مختلفة من المسيرات الإيرانية ضد أوكرانيا.

وقدم التقرير تحليلا بصريا مقارنا لصور متاحة للجمهور عن مسيرات استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا وصور تم رفع سريتها مؤخرا عن مسيرات إيرانية استخدمت في هجمات في الشرق الأوسط.

وتناول التقرير المسيرة الانتحارية الهجومية طراز شاهد-136 التي أعاد الروس تسميتها باسم جيران-2 والمسيرة الانتحارية الهجومية طراز شاهد-131 (جيران-1) والمسيرة متعددة الأدوار طراز مهاجر-6.

مقارنة بصرية أعدتها وكالة استخبارات الدفاع تقدم تحليلا مقارنا لصور متاحة للجمهور عن مسيرات استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا وصور تم رفع سريتها مؤخرا عن مسيرات إيرانية استخدمت في شن هجمات على المصالح الأميركية ومصالح الشركاء في الشرق الأوسط.

مقارنة بصرية أعدتها وكالة استخبارات الدفاع تقدم تحليلا مقارنا لصور متاحة للجمهور عن مسيرات استخدمتها روسيا في حربها في أوكرانيا وصور تم رفع سريتها مؤخرا عن مسيرات إيرانية استخدمت في شن هجمات على المصالح الأميركية ومصالح الشركاء في الشرق الأوسط.

صورة تظهر موقع ارتطام المسيرة الإيرانية التي استهدفت سفينة مرسر ستريت يوم 30 تموز/يوليو، ما أسفر عن مقتل شخصين على متنها. [القيادة المركزية الأميركية]

صورة تظهر موقع ارتطام المسيرة الإيرانية التي استهدفت سفينة مرسر ستريت يوم 30 تموز/يوليو، ما أسفر عن مقتل شخصين على متنها. [القيادة المركزية الأميركية]

وقال التقرير إن "صور حطام ومكونات المسيرات الآتية من أوكرانيا تتوافق مع الأنظمة التي عرضت في المعارض العسكرية وغيرها من الفعاليات في الشرق الأوسط".

وفي منتصف العام 2022، ظهرت أدلة على "انتهاكات جسيمة" لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، حسبما ذكر السفير روبرت وود خلال إفادة بمجلس الأمن يوم 19 كانون الأول/ديسمبر حول القرار.

وأبلغ المجلس أن "أوكرانيا أوردت أدلة على استخدام مسيرات إيرانية المنشأ من قبل روسيا للهجوم على البنية التحتية المدنية"، علما أن بيان أوكرانيا هذا "مدعوم بالكثير من الأدلة من مصادر عامة متعددة".

وتابع أنه بالإضافة إلى ذلك، "أقرت إيران بنقل مسيرات إلى روسيا، بما في ذلك عبر تصريحات علنية أدلى بها وزير الخارجية الإيرانية يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر".

وأشار إلى أن قرار مجلس الأمن رقم 2231 "يمنع كل البلاد وحتى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، من نقل هذه الأنواع من المسيرات من إيران بدون موافقة مسبقة من مجلس الأمن".

وذكر أن "انتهاك روسيا العلني للقرار 2231 من شأنه أن يكون مصدر قلق عميقا تحت أية ظروف. لكننا نشعر بقلق استثنائي إزاء استخدام روسيا هذه المسيرات لمهاجمة البنية التحتية المدنية في أوكرانيا".

وتساءل "ما الذي يمكن أن يكون أكثر قسوة من السعي لإطفاء الأنوار ووقف التدفئة وقطع الماء عن ملايين الأسر الأوكرانية"؟

وقال وود إنه منذ صيف 2022 حين بدأت روسيا باستخدام المسيرات الإيرانية في أوكرانيا، قدمت أوكرانيا ودول أخرى للأمم المتحدة معلومات وتحليلات إضافية حول هذا الانتهاك.

وأضاف أنه في 14 كانون الأول/ديسمبر، استأنفت روسيا استخدام المسيرات الإيرانية التي تم شراؤها بمخالفة لقرار مجلس الأمن رقم 2231، مطلقة وابلا من مثل هذه المسيرات ضد كييف.

وتابع "نظرا لاندماج إيران المتزايد في قطاع الدفاع الروسي، نخشى حصول المزيد من الانتهاكات في المستقبل. وقد تفكر روسيا حتى بانتهاك قرار مجلس الأمن رقم 2231 بصورة إضافية عبر استيراد صواريخ باليستية كاملة من إيران".

المسيرات الإيرانية في هجمات الشرق الأوسط

يذكر أن نسخ المسيرات الإيرانية نفسها التي استخدمت في هجمات روسيا على أوكرانيا، استخدمت أيضا في تنفيذ هجمات في منطقة الشرق الأوسط.

وأبرز تحقيق أجرته الولايات المتحدة في هجوم مميت استهدف الناقلة مرسر ستريت قبالة ساحل عُمان يوم 29 تموز/يوليو 2021، أدلة قاطعة تشير إلى أن المسيرتين اللتين استخدمتا لاستهداف السفينة تم تصنيعهما في إيران.

وقالت المملكة المتحدة يوم الثلاثاء إنها قدمت أدلة تثبت أن إيران انتهكت قرارات الأمم المتحدة بشأن انتشار الأسلحة وتربط الحرس الثوري الإيراني بتهريب أنظمة الأسلحة، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط وغيرها من وسائل الإعلام.

وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن الأسلحة التي ضبطتها السفينة إتش أم أس مونتروز والتي قدمت للأمم المتحدة كدليل، أظهرت أن الحرس الثوري يهرب الأسلحة في مخالفة لقرار مجلس الأمن.

وقالت الوزارة إنه أثناء قيامها بدورية في الخليج في مطلع العام 2022، ضبطت السفينة مونتروز في مناسبتين أسلحة متطورة أثناء تهريبها من إيران إلى اليمن على متن قوارب سريعة.

وأضافت أن صواريخ أرض-جو ومحركات صواريخ كروز تستخدم في الهجمات البرية "قدمت لمندوبي الأمم المتحدة الذين قدموا تقييما للصراع في اليمن والأنشطة النووية الإيرانية".

كما قدمت المملكة المتحدة دليلا على مسيرة رباعية تجارية مصممة لأغراض الاستطلاع، علما أن وزارة الدفاع البريطانية قامت بفك تشفير سجلاتها.

وكشفت عملية فك التشفير سجلات 22 اختبار طيران أجري في مقر قوة الفضاء التابعة للحرس الثوري الإيراني ومنشأة اختبارات تابعة له في طهران.

وأوضح البيان أن "هذا الدليل أظهر وجود صلة مباشرة بين الدولة الإيرانية وتهريب أنظمة الصواريخ التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السعودية والإمارات".

وتابع أن تهديد الأسلحة الإيرانية لا يقتصر على منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إيران قد قامت بتوريد مسيرات هجومية لروسيا في انتهاك لقرار مجلس الأمن رقم 2231.

الاتحاد الأوروبي يقترح عقوبات جديدة على روسيا

وفي هذه الأثناء، اقترح الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء فرض عقوبات جديدة على روسيا من شأنها أن تمنع نقل بضائع بقيمة 11 مليار يورو (11.7 مليار دولار أميركي) وتستهدف منتجي المسيرات الإيرانيين على خلفية الحرب في أوكرانيا، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إنها تأمل أن توافق الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوربي على الحزمة الجديدة في إطار رزمة مشتركة من عقوبات مجموعة السبع مع حلول الذكرى السنوية الأولى للغزو في 24 شباط/فبراير.

وأضافت "نحن نستهدف الكثير من البضائع الصناعية التي تحتاجها روسيا والتي لا تستطيع أن تحصل عليها من بلدان ثالثة".

وأوضحت أن القائمة تشمل "بضائع حيوية مثل الإلكترونيات والعربات المتخصصة وأجزاء الماكينات وقطع غيار الشاحنات والمحركات النفاثة".

وأشارت إلى أنه يتم السعي لوضع قيود على تصدير 47 مكونا إلكترونيا إضافيا "يمكن استخدامها في أنظمة الأسلحة الروسية، بما في ذلك المسيرات والصواريخ والمروحيات".

وستفرض العقوبات الجديدة قيودا إضافية على الجهات المصنعة الإيرانية التي زودت روسيا بالمسيرات المستخدمة في مهاجمة البنية التحتية في أوكرانيا.

وأكدت فون دير لاين أن الحرس الثوري "كان يمد روسيا بالمسيرات طراز شاهد".

وأضافت "لذا، فإننا نضيف الآن 7 كيانات إيرانية لنظام الاستخدام المزدوج لدينا. وهي الآن خاضعة لحظر كامل على بيع السلع الحساسة لروسيا".

وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض 9 دفعات من العقوبات على موسكو منذ شن هجومها على أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي، وهي تستهدف الصادرات الروسية الرئيسية مثل النفط في محاولة لحرمان حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الأموال التي تحتاجها.

وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن العقوبات الجديدة ستطال أيضا مائة فرد وكيان آخر، بمن فيهم "المسؤولين عن الأنشطة العسكرية للقرارات السياسية والدعاية والمعلومات المضللة".

وأضاف "نحن نستهدف أولئك المتورطين في عمليات اختطاف البشر والترحيل والتبني الإجباري للأطفال الأوكرانيين من قبل روسيا وأيضا أولئك الذين يمكنون نهب الموارد الأوكرانية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500