إيران وراء عشرات الهجمات على القوات الأميركية في سوريا منذ 2021

فيما تعمل القوات الأميركية مع شركاء التحالف الدوليين على إرساء الاستقرار في العراق وسوريا عقب هزيمة تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) على الأرض، تتعرض لهجمات متكررة من القوات المدعومة من إيران.

فمنذ كانون الثاني/يناير 2021، تم شن عشرات الهجمات على المواقع الأميركية في سوريا وحدها، كما تعرضت أهداف مدنية وعسكرية أميركية في العراق للهجوم بصورة منتظمة من جانب مجموعة من الميليشيات الغامضة المدعومة من إيران.

وبدأت آخر موجة من الهجمات يوم الخميس، 23 آذار/مارس، حين ضربت مسيرة "مصنوعة في إيران" منشأة صيانة في قاعدة تابعة للتحالف بالقرب من مدينة الحسكة، ما أدى إلى مقتل متعاقد أميركي واصابة خمسة جنود أميركيين.

وردا على الهجوم غير المبرر الذي شنتهمركبة جوية غير مأهولة انتحارية أو "مسيرة انتحارية"، فقد نفذت القوات الأميركية "ضربات دقيقة" ليلة الخميس على منشآت تابعة للحرس الثوري الإيراني في محافظة الحسكة.

ووجه الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الجمعة أيضا تحذيرا شديدا لإيران، متعهدا في الوقت نفسه بأن تواصل الولايات المتحدة جهودها لمواجهة التهديدات الإرهابية من تنظيم داعش في المنطقة، وذلك بالشراكة مع التحالف الدولي.

وقال إن "الولايات المتحدة لا تسعى، وأنا هنا أؤكد أنها لا تسعى، للدخول في صراع مع إيران، لكن استعدوا لرؤيتنا ونحن نعمل بقوة لحماية شعبنا".

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الميليشيات المدعومة من إيران شنت في وقت متأخر من يوم الجمعة هجمات أخرى بالصواريخ.

وقالت القيادة المركزية الأميركية إن عشرة صواريخ أطلقت على قوات أميركية وقوات تحالف في قاعدة القرية الخضراء بشمال شرق سوريا.

وأضافت القيادة أنه لم تقع أي إصابات أو أضرار للمنشآت في القاعدة، لكن صاروخا ضرب منزلا على بعد نحو خمس كيلومترات، ما تسبب في إصابات طفيفة لامرأتين وطفلين.

وأضاف المرصد أن الميليشيات التي تدعمها إيران استهدفت في وقت لاحق من يوم الجمعة قاعدة في حقل كونكو للغاز.

وتابع أن نيران الصواريخ استهدفت بعد ذلك منشآت للتحالف في قاعدة حقل العمر النفطي وفي الريف الشرقي لدير الزور، "ما تسبب في أضرار مادية"، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر المرصد أن "الهدوء الحذر" عاد إلى منطقة دير الزور في الساعات الأولى من صباح السبت.

'الهجمات المتهورة' تضر بالاستقرار

هذا وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا للجنة المسؤولة عن التمويل والإشراف في وزارة الدفاع الأميركية، وذلك يوم الخميس قبل هجوم الحسكة، إن إيران شنت 78 هجوما على مواقع أميركية في سوريا منذ كانون الثاني/يناير 2021.

وللولايات المتحدة نحو 900 جندي في مواقع بجميع أنحاء شمال شرق سوريا للإبقاء على الضغط على فلول تنظيم داعش ودعم قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي تسيطر على معظم مناطق شمال شرق البلاد.

وكثيرا ما يتعرض العسكريون الأميركيون في سوريا للهجوم من جانب الميليشيات التي تدعمها إيران والتي لها وجود مكثف في جميع أنحاء سوريا، لا سيما على طول الحدود العراقية وفي جنوب نهر الفرات في محافظة دير الزور.

ويوم 20 كانون الثاني/يناير، ردت قوات التحالف الدولي وعناصر من الجيش السوري الحرعلى هجوم استخدمت فيه ثلاث مسيرات بالقرب من ثكنة التنف بالمنطقة الحدودية الثلاثية على طول الحدود السورية والأردنية والعراقية.

واشتبكت قوات التحالف بنجاح مع اثنتين من المسيرات الثلاث، ما منع ارتطامهما، حسبما ذكر التحالف الدولي في بيان.

وأضاف البيان أن المسيرة الثالثة هبطت داخل مجمع للجيش السوري الحر دون أن تسفر عن أي أضرار للبنية التحتية أو تسبب أذى أو إصابات.

ودان القائد العام لعملية العزم الصلب التي تنفذها قوة المهام المشتركة، الميجور جنرال ماثيو ماكفارلين، هذا العمل العدائي.

وقال إن "هذه الهجمات لا تعرض حياة المدنيين الأبرياء وجنودنا للخطر وحسب، بل تؤثر أيضا على الاستقرار الإقليمي عبر تقويض الجهود المتواصلة لإلحاق الهزيمة بداعش التي تقوم بها قوات شركائنا".

وقالت مصادر إن الحرس الثوري الإيراني بدأ في كانون الثاني/يناير جولة جديدة من التدريب لعناصر الميليشيات المتحالفة معه في شرق سوريا على كيفية تشغيل المسيرات، وشارك في هذا التدريب نحو 70 عنصرا من لواء فاطميون في دير الزور.

وبعد أن أكملوا دورة تدريبية استمرت شهرين، تم إرسال 26 عنصرا من الميليشيا الأفغانية التابعة للحرس الثوري إلى إيران لتلقي المزيد من التدريب العسكري على المسيرات والاستخبارات، حسبما ذكر المرصد.

تاريخ طويل من الهجمات الإيرانية

وكانت القوات الأميركية قد أسقطت يوم 15 آب/أغسطس مسيرتين استهدفتا ثكنة التنف.

وأشارت نتائج التحقيقات إلى أن المسيرتين، اللتين تم تحديد طرازهما على أنهما من سلسلة صماد، قد أطلقتا من مجمع جرف الصخرفي محافظة بابل العراقية، وهي "منطقة عسكرية" مغلقة بالكامل تقع تحت سيطرة كتائب حزب الله المدعومة من إيران.

وأصيب ثلاث عناصر من الجيش الأميركي بجروح طفيفة يوم 24 أغسطس/آب عندما سقطت عدة صواريخ على قاعدتي كونوكو والقرية الخضراء في دير الزور، وهي منشآت تديرها قوات قسد.

وردا على هذا الهجوم، استهدفت مروحيات هجومية أميركية عدة مواقع يستخدمها المسلحون الذين تدعمهم إيران في إطلاق الصواريخ، ما أدى إلى تدمير ثلاث عربات ومعدات استخدمت في إطلاق بعض الصواريخ ومقتل عدد من المسلحين المشتبه بأنهم مدعومون من إيران، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأميركية.

والطائرات المسيرة التي تصنعها وتزودها إيرانقد أُغرقت بلدان المنطقة التي تنتشر فيها الميليشيات المدعومة من إيران .

ففي اليمن، استخدمت ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران الطائرات المسيرة في مناسبات عدة لضرب منشآت في السعودية والإمارات.

وكشف تقرير قدمه فريق خبراء أممي معني باليمن إلى مجلس الأمن الدولي في شباط/فبراير، عن احتمال أن تكون الطائرات المسيرة قد استخدمت في تهريب أسلحة إيرانية إلى مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن.

وفي العراق، استخدمت الميليشيات التي تدعمها إيران المسيرات الإيرانية طيلة سنوات لضرب القواعد العسكرية والأهداف الأجنبية في الخليج العربي.