أمن

روسيا تنتهك بروتوكولات خفض التصعيد بطلعات استفزازية في الشرق الأوسط

فريق عمل المشارق

طيارو مقاتلات روسية يقفون تحت مقاتلة من طراز سو-35 في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية بسوريا يوم 26 أيلول/سبتمبر 2019. [ماكسيم بوبوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

طيارو مقاتلات روسية يقفون تحت مقاتلة من طراز سو-35 في قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية بسوريا يوم 26 أيلول/سبتمبر 2019. [ماكسيم بوبوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال مسؤول عسكري أميركي كبير يوم الخميس، 16 آذار/مارس وبعد يومين من ارتطام مقاتلات روسية مع مسيرة أميركية فوق البحر الأسود، إن الولايات المتحدة شهدت الشهر الجاري تصعيدا في السلوك العدائي للطيارين الروس.

وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إريك" كوريلا إن طياري المقاتلات الروسية بدأوا منذ 1 آذار/مارس يحلقون بطائرات هجومية مسلحة فوق القواعد العسكرية الأميركية في سوريا على نحو متزايد وبطريقة استفزازية.

وأضاف كوريلا في جلسة استماع بالكونغرس الأميركي يوم الخميس "إنهم يحلقون فوق قواعدنا بطائرات هجوم بري مزودة بأسلحة في محاولات استفزازية".

وأكد أن هذه الطلعات "غير آمنة وغير مهنية وليست ما نتوقعه من قوة جوية محترفة".

لقطة شاشة من فيديو نشره سلاح الجو الأميركي تظهر مقاتلة روسية من طراز سو-27 وهي تعترض مسيرة أميركية من طراز إم كيو-9 ريبر قبل الارتطام بها يوم 14 آذار/مارس.

لقطة شاشة من فيديو نشره سلاح الجو الأميركي تظهر مقاتلة روسية من طراز سو-27 وهي تعترض مسيرة أميركية من طراز إم كيو-9 ريبر قبل الارتطام بها يوم 14 آذار/مارس.

وتابع "إنهم يحاولون التفاوض مجددا بشأن بروتوكولات خفض التصعيد التي ينتهكونها كل يوم"، مضيفا أن الطلعات ليست أمرا جديدا لكن القوات الأميركية قد لاحظت "زيادة كبيرة" في استخدام هذا التكتيك منذ 1 آذار/مارس.

ولدى الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا في قاعدتين مختلفتين في إطار حملة متواصلة لإلحاق الهزيمة بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد وقعتا عام 2015 اتفاقا "لخفض التصعيد" لتنسيق المجال الجوي فوق سوريا وتجنب الحوادث الجوية.

تصادم في الجو

ويأتي تصريح كوريلا بعد يومين من ارتطام مقاتلة روسية من طراز سو-27 بمروحة مسيرة أميركية من طراز إم كيو-9 ريبر في المجال الجوي الدولي فوق البحر الأسود، ما أدى إلى تحطم المسيرة.

وقالت القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا (يوكوم) في بيان يوم الثلاثاء، إن "المقاتلة الروسية ألقت الوقود عدة مرات قبل الارتطام وحلقت أمام المسيرة بطريقة متهورة وغير سليمة بيئيا وغير مهنية".

وأضافت أن "هذا الحادث يدل على غياب الكفاءة، فضلا عن كونه غير آمن وغير مهني".

ووفق الجنرال جيمس هيكر قائد القوات الجوية الأميركية في أوروبا والقوات الجوية في إفريقيا، فإن المسيرة الأميركية كانت تؤدي عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي.

وقال إن "الطائرات الأميركية وطائرات الحلفاء ستستمر في العمل في المجال الجوي الدولي، ونحن ندعو الروس للتصرف بطريقة مهنية وآمنة"، مضيفا أن "الروس كادوا أن يتسببوا في تحطم كلتا الطائرتين".

وأضاف بيان القيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا أن "هذه الحادثة تدخل ضمن نمط من الأعمال الخطيرة التي يقوم بها الطيارون الروس أثناء التفاعل مع الطائرات الأميركية وطائرات الحلفاء فوق المجال الجوي الدولي، بما في ذلك فوق البحر الأسود".

وتابع أن "هذه الأعمال العدائية التي يقوم بها الطيارون الروس خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى سوء تقدير وتصعيد غير مقصود".

وبعد يوم من الحادث، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن المسؤولين يقومون بتحليل التصادم الذي وقع في الجو، والذي هو جزء من نمط من السلوكيات العدائية من قبل الطيارين الروس تجاه الطائرات الأميركية وطائرات الحلفاء في أماكن أخرى من العالم.

وأضاف ميلي "لاحظنا مؤخرا نمط سلوكيات من قبل الروس، ينفذون وفقه المزيد من الأعمال العدائية. لم نستكمل بعد تحليلنا حول سبب حدوث ذلك".

وأورد موقع المونيتور يوم الخميس أن كلا من مايلي ووزير الدفاع الأميركي لويد أوستين اتصلا بنظيرهما الروسيين هذا الأسبوع، لكي يستطلعا نية موسكو.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين، إن الولايات المتحدة استدعت السفير الروسي إلى وزارة الخارجية بعد ظهر الثلاثاء، في حين سجل السفير الأميركي في موسكو أيضا "اعتراضا شديدا" على الحادث.

وأضاف برايس أن الحادث يمثل انتهاكا واضحا للقانون الدولي.

هذا وتستخدم الولايات المتحدة المسيرات من طراز إم كيو-9 ريبر لأغراض الاستطلاع والهجوم، وكانت تعمل فوق البحر الأسود منذ فترة طويلة في مراقبة القوات البحرية الروسية.

وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين في واشنطن، مشيرا إلى قيام طائرة بإجراء اتصال بصري أو إلكتروني مع طائرة أخرى، إنه "ليس أمرا غير شائع ... أن تحدث عمليات اعتراض من جانب الطائرات الروسية للطائرات الأميركية فوق البحر الأسود".

وأضاف لكن هذه الحالة "جديرة بالملاحظة لأنها كانت غير آمنة وغير مهنية إلى نحو بعيد، بل يمكن القول إنها كانت متهورة".

وتابع "لسنا بحاجة لأن نجري نوعا من الاتصال بالروس قبل التحليق في المجال الجوي الدولي. لا يوجد داع لفعل ذلك، ونحن لا نفعله كذلك".

من جانبها، أنكرت وزارة الدفاع الروسية التسبب في تحطم الطائرة.

تاريخ من الاستفزازات المتهورة

وللطيارين الروس تاريخ طويل من الاستفزازات الجوية منذ أن تدخلت روسيا في الحرب الأهلية السورية عام 2015 إلى جانب الرئيس بشار الأسد.

ففي نيسان/أبريل 2020، وفي حادثين منفصلين، اعترضت طائرات روسية من طراز سو-35 طائرة من طراز بي-8إيه تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر المتوسط، حيث قامت بمناورات عالية السرعة وهي منقلبة واقتربت إلى مسافة 7.5م من طائرة الاستطلاع الأميركية.

وقالت البحرية إن "المناورات كانت غير آمنة وعرضت سلامة الطيارين والطاقم للخطر".

وبعد شهر، قالت البحرية الأميركية إن طائرتين روسيتين من طراز سو-35 اعترضتا طائرة أخرى تابعة للبحرية من طراز بي-8إيه فوق البحر المتوسط، في مواجهة استمرت 65 دقيقة.

وأضافت أن المقابلة كانت "غير آمنة وغير مهنية جراء قيام الطيارين الروس بالتحليق عن قرب إلى جانب كل جناح من جناحي الطائرة بي-8إيه في نفس الوقت".

وفي يومي 12 و13 شباط/فبراير 2022، "تعرضت ثلاث طائرات تابعة للبحرية الأميركية من طراز بي-8إيه لعمليات اعتراض غير مهنية من قبل طائرات روسية" في المجال الجوي الدولي فوق البحر المتوسط، حسبما قالت وزارة الدفاع الأميركية في ذلك الوقت.

وأضاف أنه "في حين لم يصب أحد بأذى، فإن مثل هذه المواجهات يمكن أن تؤدي إلى سوء تقدير وأخطاء تسفر عن نتائج أكثر خطورة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500