قال مراقبون إن متخصصين من حزب الله اللبناني يعملون على تدريب عناصر من ميليشيا فاطميون الأفغانية على تشغيل الطائرات المسيرة في منطقة البادية السورية (الصحراء الشرقية) بالقرب من مدينة تدمر.
وأكد الناشط الإعلامي عمار صالح أن خبراء من حزب الله كانوا في موقع التليلة بالقرب من مدينة تدمر من أجل تدريب عناصر لواء فاطميون ونفذوا تدريبات بعد تعليمهم كيفية استعمال الطائرات المسيرة.
وأضاف أن خبراء حزب الله دربوا أيضا هؤلاء العناصر على أعمال صيانة الطائرات في مخابئ أنشأت واستخدمت سابقا من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وكشف صالح عن تطويق المنطقة في البادية حيث جرت التدريبات بشكل كامل، وقد منع العناصر السوريين من الدخول إليها.
وشملت التدريبات تعليم عناصر فاطميون على كيفية تشغيل طائرة مسيرة من نوع أبابيل-3 وطائرة أخرى أصغر حجما ومجهولة الطراز.
وأشار صالح إلى أنه يتم تدريب الميليشيات المدعومة من إيران في منطقة البادية بصورة منتظمة، وهو ما يؤدي إلى فرار مربي المواشي والرعاة من المنطقة خوفا على سلامتهم.
ولفت إلى أن عملية الترهيب هذه غيرت المشهد الاجتماعي والديموغرافي للمنطقة التي تعد تاريخيا موطنا لعشائر مختلفة.
انتشار متزايد لحزب الله وفاطميون
وفي هذا السياق، قال المحلل المتخصص في شؤون الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني شيار تركو، إن العلاقة بين حزب الله وميليشيا فاطميون وثيقة جدا.
وأوضح أنه "سبق للحزب أن استقدم خبراءه ومدربيه لتدريب عناصر فاطميون على عمليات القنص والقصف المدفعي بالإضافة الى إنشاء فرق عمليات خاصة".
وذكر أن التعاون بين حزب الله وميليشيا فاطميون بدأ في العام 2016 عندما بدأ يُعرف عن وجود الميليشيا الأفغانية في سوريا.
وأردف أن "سيطرة كل من التنظيمين فقط على منطقة البادية يطرح تساؤلات عديدة حول استبعاد عناصر الميليشيات الأخرى الموالية للحرس الثوري وخاصة السورية منها من المنطقة".
ولفت تركو إلى أن نفوذ حزب الله في منطقة تدمر توسع بشكل كبير بعد انسحاب القوات الروسية منها. وتابع أن حزب الله وفاطميون يسيطران اليوم على المنطقة برمتها وقد وسعا جهودهما الخاصة بالتجنيد، وهما يملكان العشرات من مخازن الأسلحة والمخابئ تحت الأرض.
وأضاف أن حزب الله يمتلك أكبر مخازن الأسلحة في منطقة البادية، وهي تحتوي على ترسانة كبيرة جدا من الصواريخ والمعدات لإنتاج الصواريخ وغيرها من الأسلحة.
وبدوره، شكك المحامي السوري بشير البسام في استخدام الميليشيات التابعة للحرس الثوري في سوريا الطائرات المسيرة، مضيفا أن هذه الممارسة "تضع سوريا والسوريين في موقف أصعب من الموقف الحالي".
وتساءل "لماذا تجهيز هذه الميليشيا بالذات بالطائرات المسيرة؟".
ولفت البسام إلى أن النظام الإيراني يبرر وجود ميليشياته ونشره الطائرات المسيرة بالإشارة إلى تهديدات إرهابية مزعومة على الأرض في سوريا، مؤكدا أن هذه الذريعة لا صحة لها لعدم وجود تهديدات إرهابية فعلية.
وقال إنه عوضا عن ذلك، ستعرّض ممارسات إيران سوريا لمزيد من العقوبات الدولية لما يثيره وجود الحرس الثوري فيها واستخدامه للطائرات المسيرة من توترات.
وتذكّر أنشطة حزب الله وميليشيا فاطميون في سوريا بالهجمات التي شنها الحوثيون المدعومون من إيران على السعودية والإمارات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.