أمن

عرضان للطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في صنعاء وطهران

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

صورة وزعها الحوثيون في 21 أيلول/سبتمبر تظهر عرضا عسكريا بصنعاء. [المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة وزعها الحوثيون في 21 أيلول/سبتمبر تظهر عرضا عسكريا بصنعاء. [المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي/وكالة الصحافة الفرنسية]

نفذ آلاف المقاتلين الحوثيين عرضا في صنعاء لإحياء الذكرى الثامنة للانقلاب الذي نفذته الجماعة المدعومة من إيران في أيلول/سبتمبر 2014 مع استعراض للقوة، وذلك في خطوة اعتبرت انتهاكا لرمزية الهدنة السارية حاليا.

ومرت الطائرات المسيرة والصواريخ التي تشكل العلامة الفارقة للحملة العسكرية الحوثية يوم الأربعاء، 21 أيلول/سبتمبر، أمام منصة على متن شاحنات مسطحة، وذلك بعد 3 أسابيع من عرض مماثل في الحديدة الخاضعة لسيطرة الجماعة.

وكانت إيران قد بدأت في تزويد الحوثيين بالطائرات المسيرة وقطع وتكنولوجيا هذه الطائرات في إطار استراتيجية حرب بالوكالة بعد فترة قصيرة من تنفيذ الجماعة انقلابها في أيلول/سبتمبر 2014 بصنعاء، الأمر الذي أدى إلى اندلاع حرب مطولة ومتواصلة في اليمن.

وذكر موقع إيران برايمر أنه يُزعم أن الحوثيين يملكون "أكثر ترسانات الطائرات المسيرة تنوعا وتقدما بين وكلاء إيران الآخرين".

صورة نشرها الحوثيون في 21 أيلول/سبتمبر تظهر شاحنات تحمل على متنها صواريخ خلال عرض عسكري بصنعاء. [المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة نشرها الحوثيون في 21 أيلول/سبتمبر تظهر شاحنات تحمل على متنها صواريخ خلال عرض عسكري بصنعاء. [المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ʼوزير الدفاعʻ الحوثي محمد ناصر العاطفي (في الوسط) يشارك بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر في عرض لإحياء الذكرى الثامنة لسيطرة الجماعة على صنعاء. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

ʼوزير الدفاعʻ الحوثي محمد ناصر العاطفي (في الوسط) يشارك بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر في عرض لإحياء الذكرى الثامنة لسيطرة الجماعة على صنعاء. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتشمل اليوم ترسانة الحوثيين طائرات مسيرة للقتال والترصد، وقد أرسل بعضها مباشرة من إيران في حين تم استنساخ البعض الآخر.

واستخدمت الجماعة الطائرات المسيرة المسلحة لاستهداف منشآت مدنية في السعودية والإمارات، إلى جانب منازل المدنيين في اليمن.

يُذكر أن العمليات القتالية قد تراجعت بشكل ملحوظ منذ دخول هدنة برعاية الأمم المتحدة حيز التنفيذ في نيسان/أبريل. ومن المنتظر تمديدها في 2 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي حين شدد رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط على "رغبة [الجماعة] الشديدة بإحلال السلام"، وجه مساعد الناطق باسم الجيش اليمني العقيد عزيز راشد تهديدا للحكومة الشرعية وحلفائها.

وقال إن العرض تضمن "رسائل" واضحة للتحالف العربي بقيادة السعودية والذي تدخل دعما لحكومة اليمن عقب الانقلاب الذي نفذه الحوثيون.

وأضاف أن "العرض العسكري يشير إلى تطور القدرات العسكرية، من الطائرات المسيرة إلى الطائرات الحربية التي تشارك اليوم في العرض".

وحذر قائلا إنه في حال لم يتم فهم هذه الرسائل، "فسيكون هناك قدرات متطورة أخرى لن يستطيع التحالف تحملها".

يُذكر أن هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ قد استهدفت المطارات والمنشآت النفطية في السعودية المجاورة بصورة متكررة. وقد قتل 3 أشخاص في سلسلة هجمات ضد الإمارات التي هي أيضا شريك في التحالف خلال شهر كانون الثاني/يناير.

وزعمت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين أن العرض شمل "أسلحة استراتيجية جديد لم يتم الكشف عنها سابقا".

إيران تعرض صاروخا جديدا

وذكر التليفزيون الرسمي أنه بعد يوم من العرض العسكري للحوثيين، أي يوم الخميس، كشفت إيران عن صاروخ بالستي جديد متوسط المدى خلال عرض عسكري سنوي ينظم إحياء لذكرى تاريخ اندلاع الحرب بين إيران والعراق والتي امتدت بين 1980 و1988.

وأضافت المحطة التي عرضت صورا للصاروخ وهو محمل على آلية عسكرية أن "صاروخ رضوان البالستي الذي يعمل بالوقود السائل له مدى تشغيلي يبلغ 1400 كيلومتر".

ووصف قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي السلاح على أنه "صاروخ بالستي دقيق"، بحسب ما ذكرته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية إيرنا.

ومنذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، تعمل إيران على تطوير برنامج صواريخ لتعزيز موقعها كقوة عسكرية في الشرق الأوسط.

ووفقا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تملك إيران نحو 20 نوعا من الصواريخ البالستية، بالإضافة إلى صواريخ كروز وطائرات مسيرة.

وفي شباط/فبراير، كشف الحرس الثوري عن صاروخ خيبر شيكان متوسط المدى، وزعم أنه قادر على "ضرب أهداف ضمن دائرة نصف قطرها 1450 كيلومترا".

ولكن محللين يقولون إن الصواريخ الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى تقدم قدرات ضرب وردع محدودة وقد أدت الإخفاقات والنكسات المتكررة إلى تقويض أي قول بشأن تطوير ذي معنى للأسلحة.

تهديدات وترهيب

وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي والأستاذ بجامعة النهرين في بغداد قحطان الخفاجي إن التطوير المتواصل لتقنيات الطائرات المسيرة من قبل الحرس الثوري وإنتاجه لنماذج مطابقة لوكلائه هو "وسيلة تهديد مثيرة للقلق".

وقال إنه نظرا لأن وكلاء الحرس الثوري يستخدمون نسخا من الطائرات المسيرة في هجماتهم، فإن إيران قادرة على الإفلات من المسؤولية المباشرة عن الهجمات المنفذة من قبل تلك الجماعات وذلك بزعم أن الطائرات المسيرة مصنعة من قبل الوكلاء أنفسهم.

وتابع أنه في حين أن وكلاءها ينفذون الهجمات في المنطقة، تحاول إيران ترهيب جيرانها عبر التفاخر بقدراتها التسليحية والعبث بالأمن الإقليمي عبر مواصلة تطوير تقنيات الطائرات المسيرة.

وأشار في حديثه للمشارق إلى أن الأسلحة الفتاكة، بما فيها الطائرات المسيرة المسلحة، تهرب من إيران عبر الحدود البرية إلى العراق، ومنه لباقي الدول المجاورة أو بحرا من إيران إلى اليمن.

وأشار إلى أن النظام الإيراني يهدف إلى إدامة الحضور التدميري لميليشياته الإقليمية، ضمن سعيه إلى "تصدير ثورة" العام 1979 وفرض هيمنته على المنطقة.

يُذكر أن القيادة المركزية الأميركية تكافئ الأفراد الذين يقدمون معلومات استخبارية مفيدة وموثوقة وفي الوقت المناسب عن عمليات الجماعات الإرهابية والتهديدات التي تشكلها الطائرات المسيرة وهجمات الذئاب المنفردة ضد القوات الأميركية ومخابئ الأسلحة.

وتقدم مكافآت مالية تصل قيمتها إلى 5 مليارات دولار للأشخاص المؤهلين الذين يوفرون معلومات تحمي القوات الأميركية أو القوات المتحالفة معها وتسمح لها بمحاربة الإرهاب. ويمكن تقديم البلاغات هنا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500