عدالة

انتشار الطائرات المسيرة الإيرانية داخل العراق يهدد بغداد والمنطقة

فارس العمران

طائرة مسيرة من طراز مهاجر-6 معروضة خلال عرض عسكري أقامته منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في حزيران/يونيو 2021. [أورورا إنتل/تويتر]

طائرة مسيرة من طراز مهاجر-6 معروضة خلال عرض عسكري أقامته منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في حزيران/يونيو 2021. [أورورا إنتل/تويتر]

أثار تصدير إيران للطائرات المسيرة إلى وكلائها في العراق غضب جيرانه الذين هوجموا بطائرات مسيرة مسلحة من الأراضي العراقية، وغضب المسؤولين العراقيين الذين سئموا من تدخل إيران في شؤون بلادهم.

ومنذ العام 2019 على الأقل يزود الحرس الثوري الإيراني وكلاءه العراقيين بعشرات الطائرات المسيرة بعد أن كان قد حصر توزيعها سابقا بالحوثيين في اليمن وحزب الله اللبناني.

وأشار محللون إلى أن تركيز إيران على استخدام الطائرات المسيرة على مر السنوات في الحروب سمح للحرس الثوري بالاستفادة من المعدات العسكرية المتدنية الكلفة في تنفيذ أعماله التخريبية بالمنطقة.

وفي حديثه للمشارق، قال الباحث السياسي عبد القادر النايل إن إيران تساعد أيضا وكلاءها الإقليميين في اكتساب المزيد من القدرات التقنية ليتمكنوا من إنتاج طائرات مسيرة مسلحة بأنفسهم.

ركام طائرات مسيرة تحمل شعارات النظام الإيراني أسقطتها القوات الكردية في أربيل يوم 26 حزيران/يونيو. [وحدة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان]

ركام طائرات مسيرة تحمل شعارات النظام الإيراني أسقطتها القوات الكردية في أربيل يوم 26 حزيران/يونيو. [وحدة مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان]

تم العثور على قذيفة على سطح منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد فشل محاولة اغتياله بطائرات مسيرة في تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الأنباء العراقية]

تم العثور على قذيفة على سطح منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بعد فشل محاولة اغتياله بطائرات مسيرة في تشرين الثاني/نوفمبر. [وكالة الأنباء العراقية]

وأوضح النايل أن "الإيرانيين دربوا عناصر الميليشيات على كيفية تحليق نماذج متطورة من طائراتهم المسيرة، وكذلك على تصنيعها بمعدات رخيصة يمكن تحديثها لتتمكن من الطيران لمسافات طويلة وحمل حمولة أثقل".

وكشف أن عمليات التدريب على الطائرات المسيرة وتصنيعها وتطويرها، تجري في القاعدة الرئيسة للميليشيات في جرف الصخر جنوبي بغداد.

ترسانة الميليشيات من الطائرات المسيرة

ووفقا لموقع إيران برايمر، أظهرت 4 ميليشيات عراقية على الأقل هي منظمة بدر وكتائب حزب الله وكتائب جند الإمام وحركة النجباء، قدرات مرتبطة بالطائرات المسيرة.

وتمتلك هذه الميليشيات في ترسانتها عدة أنواع من الطائرات المسيرة بينها طائرة ياسر المسيرة الاستطلاعية التي تصنعها منظمة صناعات الطيران الإيرانية، وطائرتي بصير-1 وعقاب-1 المسيرتين.

وإن بصير-1 كناية عن طائرة مسيرة استطلاعية وقتالية تشبه في مواصفاتها طائرة أبابيل-3 الإيرانية التي يتراوح مداها بين مائة و150 كيلومتر، وتستطيع التحليق لمدة تصل إلى 4 ساعات.

ويبلغ المدى المبلغ عنه للطائرة المسيرة عقاب-1 التي تصنعها شركة فارناس باسارجاد لصناعات الفضاء الإيرانية، 25 كيلومترا ويمكن أن تطير مدة 45 دقيقة.

وعُرضت هذه الأنواع وغيرها من الطائرات المسيرة وبينها مهاجر-6، خلال عرض عسكري ضخم نظمته منظمة بدر وكتائب حزب الله وعصائب أهل الحق في 26 حزيران/يونيو.

ولكن ادعت منظمة بدر منذ سنوات وتحديدا في العام 2015، أن لديها ترسانة طائرات مسيرة.

ففي شباط/فبراير 2015، قال أحد زعماء المنظمة في بغداد إن إيران زودت المسلحين بطائرات مسيرة وعلمتهم كيفية صنعها.

وذكر لرويترز أن الميليشيا "باتت اليوم بمساعدة مستشارين [إيرانيين]، تعرف كيفية تشغيل وتصنيع الطائرات المسيرة".

سلسلة من الهجمات

وأشار النايل إلى أن "الميليشيات استخدمت [في السنوات الأخيرة] هذه الطائرات المسيرة لمهاجمة العديد من المواقع المدنية والعسكرية داخل العراق، وأعلنت مسؤوليتها أيضا عن هجمات عنيفة مماثلة على الإمارات والسعودية".

وفي العام الماضي، تم تنفيذ ما لا يقل عن 10 هجمات بطائرات مسيرة في العراق، بينها هجوم نفذ في 11 أيلول/سبتمبر على مطار أربيل الدولي وهجوم آخر استهدف في 7 تشرين الثاني/نوفمبر منزل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.

وتم خلال العام الجاري وحتى اليوم إحباط 3 هجمات بطائرات مسيرة في العراق، بينها حادثة 8 نيسان/أبريل التي أسقطت خلالها طائرة مسيرة بالقرب من قاعدة عين الأسد الجوية في الأنبار.

وفي 2 شباط/فبراير، أعلنت مجموعة ألوية الوعد الحق وهي جماعة غامضة تابعة لكتائب حزب الله، مسؤوليتها عن هجوم بطائرة مسيرة على أبو ظبي في الإمارات قيل إنه شُن من الأراضي العراقية.

وكانت الجماعة نفسها قد أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن هجوم استهدف في كانون الثاني/يناير 2021 قصر اليمامة وأهداف أخرى في العاصمة السعودية الرياض.

يد إيران

وبحسب تقارير عدة، تم تهريب أجزاء من بعض الطائرات المسيرة التي يستخدمها وكلاء إيران في العراق من إيران، وقام بتجميعها خبراء من الحرس الثوري.

واستخدمت هذه الطائرات المسيرة في هجمات على مرافق عراقية.

وكان مسؤولون أمنيون عراقيون قد أعلنوا في حزيران/يونيو الماضي عن إسقاط طائرتين مسيرتين مسلحتين بالقرب من معسكر الرشيد القديم جنوبي بغداد، وذلك بعد أيام من هجوم مماثل استهدف مطار بغداد.

وكشف فحص للحطام أن إحدى الطائرات المسيرة التي استخدمت في الهجوم كانت إيرانية الصنع من طراز شاهد.

وقال المحلل العسكري ماجد القيسي للمشارق، إن الميليشيات الموالية لإيران في العراق "لا تملك القدرة على إنتاج طائرات مسيرة بأنظمة وتقنيات حديثة لتحديد الأهداف من مسافات بعيدة وضربها".

ولكنه أشار إلى أن إيران لديها القدرة التكنولوجية لتصنيع تلك الطائرات المسيرة، مضيفا أن الهجمات بالطائرات المسيرة تهدف إلى إحداث اضطرابات.

وتابع القيسي أن كلفة تصنيع هذه الطائرات منخفضة، محذرا مع ذلك من أنها خطيرة لأنها تحلق على ارتفاعات منخفضة ولفترات طويلة ويمكنها مهاجمة أهداف محددة.

هل أعجبك هذا المقال؟

2 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

معلومات جيده

الرد

يعني شنو اقول

الرد