عدن - قال مسؤولون إنه تم نشر خبراء من الحرس الثوري الإيراني في محافظة الحديدة اليمنية من أجل مساعدة الحوثيين على شن هجمات على حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وجاء في تقرير أعدته قناة الحدث الإخبارية في 21 كانون الأول/ديسمبر، أن وجود خبراء الحرس الثوري يتزامن مع تهديدات أطلقها الحوثيون بالتصعيد وشن هجمات جديدة ضد ممرات الشحن.
وذكرت القناة أن الحوثيين أرسلوا الخبراء إلى مديريتي الدريهمي وبيت الفقيه الساحليتين، ونصبوا منصات لإطلاق الصواريخ والمسيرات استعدادا لمعركة جديدة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم محافظة الحديدة علي حميد الأهدل إن "جماعة الحوثي استقدمت مجموعة من الخبراء العسكريين العراقيين والإيرانيين واللبنانيين للتواجد في الحديدة، من أجل العمل بحسب تخصصاتهم في البحار وفي زراعة الألغام".
وذكر للمشارق أن من بين هؤلاء الخبراء متخصصون بالطيارات المسيرة يستطيعون مهاجمة أهداف متعددة بشكل مباشر.
ولفت إلى أن جماعة الحوثي تعمل على "إعادة تركيب قطع الطيران المسير الذي تستقدمه من إيران في جزيرة كمران وفي منطقة الصليف وكذلك في مديرية الدريمهي".
يُذكر أن جزيرة كمران الواقعة قبالة ساحل البحر الأحمر على الجانب الآخر من الصليف في البر الرئيس، هي أكبر جزيرة يمنية في البحر الأحمر.
وذكر الأهدل أن خبراء الحرس الثوري موجودون في بعض المديريات الساحلية لمحافظة الحديدة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، في ما يبدو أنه استعداد لتنفيذ هجمات ضد الملاحة الدولية.
وأضاف أن "جماعة الحوثيين عملت أيضا خلال الأشهر الماضية على حفر قنوات مائية ممتدة عدة كيلومترات من البحر باتجاه اليابسة لأهداف عسكرية"، محذرا من أن المخاطر الحالية "لا تقتصر فقط على هجمات ضد الملاحة فقط".
وتابع أن الجماعة المدعومة من إيران عملت على زرع الألغام بالقرب من جنوبي الحديدة، وتحديدا في منطقة الجبلية بمديرية التحيتا ومنطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه، إلى جانب مناطق متفرقة من مديرية الدريهمي.
وأكد أن كل ذلك يشير إلى أن الحوثيين يستعدون للمعركة، مشيرا إلى أنهم يجندون الصيادين للعمل كمخبرين في البحر ويحشدون مقاتلين من مديريات الحديدة للقتال في صفوفهم.
دعم لوجيستي إيراني
هذا وتوفر سفينة بهشاد الإيرانية التي حلت محل سفينة شافيز وهي سفينة تجسس أخرى راسية في البحر الأحمر، دعما لوجيستيا للحوثيين، بحسب ما ذكره العميد إبراهيم معصلي قائد محور الحديدة في بيان صدر بتاريخ 18 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتقوم بهشاد بنقل الأسلحة المهربة والخبراء الأجانب وتقنيات الاتصالات وأنظمة الدفاع الجوي، كما يهرب طاقمها المسيرات وقطع وقود الصواريخ الباليستية والمخدرات إلى الحديدة، وفق ما أضاف معصلي.
ويزود هؤلاء الحوثيين أيضا بمعلومات حول خطوط الملاحة الدولية وقوات خفر السواحل اليمنية وقوات حفظ السلام الدولية.
وأشار معصلي الى أن السفينة بهشاد زودت مؤخرا الحوثيين بزوارق عسكرية إيرانية الصنع، في حين يقوم مدربون من الحرس الثوري وحزب الله بتدريب عناصر الميليشيا على كيفية استخدامها في تنفيذ هجمات في البحر الأحمر.
وفي هذا الإطار، قال المحلل السياسي أحمد الصباحي إن وجود خبراء الحرس الثوري في الحديدة أمر ليس بالمستغرب.
وأكد للمشارق أن الحرس الثوري يستخدم الحوثيين لإلحاق الضرر بالمصالح الدولية واستهداف ممرات الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأضاف أن إيران تستخدم الحوثيبن كورقة ضغط في المفاوضات الدولية مثل مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 مع قوى العالم، وتهدد المنطقة زاعمة أنها تمتلك القدرة على تعطيل حركة الملاحة.
وأوضح أن الحوثيين يعتمدون بشكل أساسي في مسألة التدريب العسكري والأمور اللوجستية والتقنية على الحرس الثوري وحزب الله اللبناني.
الجهود الأمنية الدولية
وبدوره، أشار مدير مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية عبدالسلام محمد إلى أن إيران أعطت الضوء الأخضر للحوثيين لشن هجمات قد تمتد إلى المياه الدولية ومصادر النفط في دول الخليج.
وذكر للمشارق أن هذا الأمر يعكس عدم رغبة إيران بالسلام في المنطقة ويشير إلى أن الحوثيين ينفذون أوامرها.
ودعا التحالف العربي إلى "مخاطبة المجتمع الدولي وعقد شراكات مع قوة المهام المشتركة 153 التي ترأسها الان مصر للحفاظ على سلامة خطوط الملاحة الدولية".
وتعتبر قوة المهام المشتركة 153 التي تركز على التهديدات في البحر الأحمر، الأحدث من بين 4 فرق مهام تشرف عليها القوات البحرية المشتركة التي تتعامل مع الأمن البحري ومكافحة القرصنة والأمن البحري في الخليج.
وإن القوات البحرية المشتركة كناية عن شراكة بحرية متعددة الجنسيات، تسيّر تحت قبعتها 34 دولة دوريات في 3.2 مليون ميل مربع من المياه الدولية.