بغداد -- أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لوزير الدفاع الأميركي لويد أوستين أثناء لقائهما في بغداد يوم الثلاثاء، 7 آذار/مارس، أن العراق يريد أن "يقوي ويعزز" العلاقات مع الولايات المتحدة.
وقال أوستين إن الولايات المتحدة تسعى بدورها "لمواصلة تقوية وتوسيع الشراكة دعما لأمن العراق واستقراره وسيادته"، معربا عن تفاؤله بشأن مستقبل الشراكة.
وأشار أوستين إلى التعاون الدفاعي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ووصفه بأنه "دعامة رئيسة" في العلاقة الثنائية.
وأضاف أثناء زيارته "إن تركيزنا ينصب على مهمة إلحاق الهزيمة بداعش، ونحن متواجدون هنا لهذا الغرض"، مشددا على أن القوات الأميركية "مستعدة للبقاء في العراق" بدعوة من بغداد للقيام بدور غير قتالي ضد داعش.
وتابع "منذ بضع سنوات قليلة فقط، كان تنظيم داعش يصول ويجول في جميع أنحاء العراق ويرهب مواطنيه ويهدد استقرار المنطقة بأسرها".
وردا على ذلك، نجحت الولايات المتحدة في تكوين تحالف دولي يتألف من 80 عضوا،وتم طرد التنظيم المتطرف من الأراضي العراقية في العام 2017، مع أنه ما يزال يحتفظ بخلايا نائمة في أوكار صحراوية وجبلية في كل من العراق وسوريا.
وفي أواخر عام 2021، وبمناسبة الذكرى السنوية الرابعة للانتصار على داعش، أعلن العراق نهاية العمليات القتالية التي تقوم بها قوات التحالف الدولي، لكن ما يزال هناك 2500 جندي أميركي غير قتالي منتشرين لتقديم المشورة والتدريب.
وأكد أوستين "يجب أن نكون قادرين على العمل بأمن وأمان لمواصلة هذا العمل الحيوي"، مشددا على أن "التهديدات أو الهجمات على قواتنا لا تفعل شيئا غير تقويض هذه المهمة".
من جانبه، أكد السوداني، الذي يترأس حكومة تتألف من فصائل موالية لإيران والذي يسعى لتقوية العلاقات مع الولايات المتحدة، أكد التزام بغداد بـ "الاحتفاظ بعلاقات متوازنة مع القوى الإقليمية والدولية".
وقدمت طهران أيضا الدعم أثناء حرب العراق ضد تنظيم داعش، لكن الميليشيات التي تدعمها إيران، والتي تتحصن الآن في مناطق انتزعت من قبضة تنظيم داعش،قد أصبحت منذ ذلك الحين مشكلة في حد ذاتها.
ففي السنوات الأخيرة، شنت تلك الميليشيات هجمات بمسيرات وصواريخ على قواعد تضم قوات التحالف الدولية.
وقبيل زيارة أوستين، قال مسؤول دفاع أميركي بارز إن إيران تسلح تلك الفصائل جزئيا لكي تبقي الحكومة العراقية تحت وطأة التهديد ولكي تهدد شركاء الولايات المتحدة بـ "تكتيكات قسرية"، حسبما أوردت مجلة المونيتور.
'خطوات ضخمة في مكافحة الإرهاب'
بدورها، أشارت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بايربوك التي بدأت زيارة لمدة أربعة أيام للعراق يوم الخميس، إلى التهديد المستمر الذي يشكله تنظيم داعش.
وقالت في مؤتمر صحافي "لهذا السبب يتواجد الجنود الألمان هنا ... في إطار التحالف ضد داعش ومهمة حلف الناتو".
وأوضح أوستين أن التحالف الدولي حرر أكثر من 50 ألف كم مربع من تنظيم داعش، محررا ما يزيد عن 4.5 مليون عراقي من "القبضة الوحشية" للتنظيم.
وأضاف "الآن، فإن قوات الأمن العراقية، بما فيها قوات البشمركة الكردية، قد قطعت خطوات ضخمة في زيادة قدراتها في مكافحة الإرهاب، وهي اليوم تتقدم الصفوف".
"لكن العمل العسكري وحده لن يضمن إلحاق هزيمة دائمة بداعش، لذا دعوني أعرب عن تقديري للجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية في الوقت الراهن لإرجاع المواطنين العراقيين من شمال شرق سوريا إلى وطنهم".
يذكر أن العراق وبعض البلدان الأخرى التي لديها مواطنين في مخيمات الهول وروج التي يديرها الأكراد في محافظة الحسكة السورية يعملون على إعادة مواطنيهم إلى بلدانهم، وبعضهم من أقارب مقاتلين في تنظيم داعش.
وكانت الولايات المتحدة تشجع عمليات الإرجاع إلى الوطن كوسيلة لتقليل الضغط على المرافق المكتظة، والتي كانت تعاني من اندلاع أعمال العنفوأصبحت بؤرا لتجنيد المتطرفين.
ودعا أوستين كل البلاد لإرجاع مواطنيها من المخيمات، قائلا إن الولايات المتحدة مستعدة لدعمها في هذا المسعى.
تأكيد الشراكات الإقليمية
هذا وجاءت زيارة أوستين إلى العراق عقب محادثات أجراها في الأردن مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وهو حليف قوي للولايات المتحدة في المنطقة.
وفي الأردن، عبر أوستين عن "مخاوفه بشأن مجموعة من التحديات المشتركة، بما في ذلك ... التركيز المستمر على الأمن والاستقرار في العراق ومواجهة الأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، حسبما ذكر البنتاغون في بيان.
وزار أوستين كذلك الإقليم الكردي في العراق، حيث التقى رئيس الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي نێچیرڤان بارزانی، وهو أحد حلفاء الولايات المتحدة.
وقال بارزانی "نشكر الولايات المتحدة على دعمها المتواصل للعراق وكردستان؛ لدينا مصالح مشتركة مع الولايات المتحدة في حفظ أمن العراق واستقراره".
وعلى الرغم من احتياطيات العراق الكبيرة من النفط والغاز، فقد عانى البلد طيلة عقود من نقص الاستثمار في بنيته التحتية والخدمات العامة، ما أثار موجات متكررة من الاحتجاجات.
يذكر أن انتخابات العراق التي أجريت في تشرين الأول/أكتوبر 2021 أعقبها عام كامل من الفراغ السياسي قبل أن يؤدي السوداني اليمين الدستورية كرئيس لحكومة تتولى زعامتها فصائل موالية لإيران.