سياسة

الميليشيات التابعة لإيران تقوض جهود التقارب الإقليمي للعراق

فارس العمران

قادة وممثلون عن الدول المشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في الأردن في 20 كانون الأول/ديسمبر، يقفون لتلتقط صورة لهم. [المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي]

قادة وممثلون عن الدول المشاركة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في الأردن في 20 كانون الأول/ديسمبر، يقفون لتلتقط صورة لهم. [المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي]

قال محللون إنه في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة العراقية المضي قدما باتجاه تعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي، تواصل الميليشيات المتحالفة مع إيران جهودها لإبعادها عن هذا المسار عبر توجيه التهديدات وشن الهجمات.

ومنذ مطلع العام 2021، تقود الحكومة العراقية جهود الوساطة بين السعودية وإيران بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 2016.

ونظمت 5 جولات من الحوار الثنائي في بغداد كان آخرها في نيسان/أبريل 2022، وهي تمهد الطريق لمحادثات جديدة.

ومع ذلك، استمر النظام الإيراني في نسف هذه الجهود من خلال دعمه الميليشيات في العراق وأماكن أخرى في المنطقة، والتي تهدد بشكل مباشر الأمن الإقليمي دعما لمصالح إيران وأجنداتها.

مسؤولون عراقيون وسعوديون يشاركون في نقاش حول سبل تعزيز التعاون الأمني والحفاظ على استقرار الحدود المشتركة في 31 كانون الأول/ديسمبر. [وزارة الداخلية العراقية]

مسؤولون عراقيون وسعوديون يشاركون في نقاش حول سبل تعزيز التعاون الأمني والحفاظ على استقرار الحدود المشتركة في 31 كانون الأول/ديسمبر. [وزارة الداخلية العراقية]

وقد هددت الميليشيا الأكثر ولاء لإيران أي كتائب حزب الله، في 29 تشرين الثاني/نوفمبر بإثارة الفتنة في السعودية بعد اتهام طهران المملكة بمحاولة تقويض نظامها.

وسابقا، حاولت كتائب حزب الله تخريب المحادثات السعودية-الإيرانية عبر شن حملة تحريض وتهديدات ضد السعودية.

وفي 27 تشرين الأول/أكتوبر، اتهمت كتائب حزب الله الرياض بالوقوف وراء هجوم استهدف مرقدا دينيا في مدينة شيراز الإيرانية وتبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وقبل ذلك وتحديدا في كانون الثاني/يناير 2021، شنت ألوية الوعد الحق التابعة لكتائب حزب الله، هجوما على قصر اليمامة ومواقع أخرى في الرياض.

إلى هذا، هدد وكلاء إيرانيون آخرون المملكة ودولا خليجية أخرى ونفذوا هجمات ضدها.

في شباط/فبراير 2022، أعلن الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن هجوم بصواريخ باليستية ومسيرات محملة بالمتفجرات استهدف منشآت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي.

وفي 2 تشرين الأول/أكتوبر، هدد الحوثيون بمهاجمة شركات عاملة في السعودية والإمارات.

وفي الوقت نفسه، نشرت قناتا سباه باسداران وصابرين الإخبارية التابعتان للحرس الثوري الإيراني رسائل على تطبيق تليغرام تهدد السعودية باستهدافها بطائرات مسيرة.

إيران لا تسعى إلى السلام

وقال محللون للمشارق إن هذا النمط من التهديدات والهجمات يدل على أن إيران لا ترغب بإحلال السلام في المنطقة.

وقال المحلل الاستراتيجي علاء النشوع إن "نظام طهران لا يتمتع بأي مصداقية أو موثوقية في مفاوضاته سواء الإقليمية أو الدولية".

وأضاف أنه لا يؤمن بأي مشروع تروج له إيران لتحقيق السلام وإقامة شراكات متوازنة في المنطقة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

وأوضح أن "دعم إيران المستمر لجماعاتها المسلحة ومساعدتها في تنفيذ هجمات بالوكالة يضر بالأمن الإقليمي". وتابع أن "إصدار التهديدات دليل على استمرار نهجها العدائي والتدميري".

وأشار إلى أن إصرار إيران على هذا السلوك يجعلها "أكثر عزلة ولا يدعم الجهود الرامية إلى بناء فرص السلام والاستقرار في المنطقة".

هذا وأعرب محللون عن قلقهم من أن الاستفزازات الإيرانية لن تقوض جهود العراق للوساطة فحسب، بل ستقوض أيضا خططه لتبني سياسات من شأنها أن تلعب دورا محوريا في تحقيق التوازن الإقليمي والانفتاح على دول الجوار.

العراق يرفض محاولات التصعيد

وأثناء حضوره مؤتمر بغداد الثاني للتعاون والشراكة في الأردن يوم 20 كانون الأول/ديسمبر، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن العراق ينأى بنفسه عن "سياسات المحاور" ومحاولات التصعيد.

وقال إن العراق "لن يكون مصدر تهديد لدول الجوار".

وشددت بغداد كذلك على أهمية إقامة علاقات وشراكات وثيقة مع الدول العربية والخليجية من خلال ابرام اتفاقيات ثنائية.

ووافق مجلس الوزراء العراقي في 13 كانون الأول/ديسمبر على اتفاقيتين مع السعودية بشأن النقل البحري وتجنب الازدواج الضريبي.

ويأتي ذلك في سياق اتفاق عراقي-سعودي أبرم في آذار/مارس 2021، تم بموجبه إنشاء صندوق استثمار سعودي-عراقي مشترك بقيمة 3 مليارات دولار.

ويجري أيضا تنسيق أمني مستمر بين الجانبين لمكافحة أنشطة الميليشيات والأعمال العدائية التي تضر بأمن البلدين، إضافة إلى التعاون الثنائي لتأمين الحدود المشتركة.

وأجرى وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري محادثات في هذا الصدد خلال لقائه في 31 كانون الأول/ديسمبر مع سفير السعودية في بغداد، عبد العزيز الشمري.

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

نلاحظ النفط الطائفي التكفير.في هذا التقرير.وهو ينصب على أحزاب شراكة بالفشل المخطط الداعشي الصهيوني الخليجي في العراق.وما هذا التقرير الا الحشد كل الأفكار الشريرة لتوسيع الهوة في المنطقة وزيادة الحشد الطائفي. لماذا لا يتحدث صاحب المقال عن تدخل السعودية السافر في الشؤون الداخلية لليمن.ومشاركتها والإمارات وقطر بضرب المواطنين اليمنيين العزل في اليمن وتدمير البنت التحتية بحجة الحوثيين و تعاونهم مع ايران .

الرد