بغداد -- أعلن العراق والتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) يوم الخميس، 9 كانون الأول/ديسمبر، عن انتهاء التحالف من مهمته القتالية في العراق وتحوله إلى دور تدريبي واستشاري.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أعلن في تموز/يوليو خلال استضافته لرئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي تغير المهمة لنحو 2500 جندي أميركي متمركزين في العراق مع نهاية العام الجاري.
وفي بيان صحافي نشر على موقعه الإلكتروني، أعلن التحالف الدولي أنه "أكمل تحوله إلى مهمة غير قتالية قبل نهاية العام بحسب الاتفاق المبرم".
وأشار البيان إلى أن "المهمة الجديدة ستكون بتقديم المشورة والدعم والتمكين للقوات العراقية".
وقال قائد قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، الميجور جنرال جون و. برينان يوم الخميس، "يوم غد سننضم إلى شعب العراق للاحتفال بالذكرى الرابعة للانتصار على داعش".
وأضاف "لقد ضحى العديد من الرجال والنساء الشجعان بحياتهم لضمان عدم ظهور داعش مجددا، ومع اختتامنا لدورنا القتالي، سنبقى هنا لتقديم المشورة والدعم والتمكين للقوات الأمنية العراقية استجابة لدعوة جمهورية العراق".
وتابع "إننا على ثقة بأن ثمار شراكتنا القوية ستضمن عدم ظهور داعش مجددا وعدم تهديده للشعب العراقي".
علاقة ستستمر
وبدوره، أعلن مستشار الأمن القومي في العراق قاسم الأعرجي الاختتام الرسمي لدور التحالف القتالي في تغريدة على تويتر.
وقال إن "العلاقة مع التحالف الدولي ستستمر في مجال التدريب والاستشارة والتمكين "، وذلك بعد لقاء بين قادة التحالف وقادة العمليات المشتركة للقوات الأمنية العراقية.
ومن جهته، قال الناطق باسم وزير الداخلية العراقية اللواء سعد معن يوم الخميس، إن "التحالف سينهي كليا عملية تحوله إلى مهمة غير قتالية قبل نهاية العام الجاري".
وكانت الولايات المتحدة قد حددت سابقا موعدا نهائيا لذلك في 31 كانون الأول/ديسمبر.
وفعليا، ستبقى القوات الأميركية التي تضم نحو 2500 عنصر وقوات التحالف الدولي الأخرى التي تضم ألف عنصر آخرين والمنتشرة في العراق، في البلاد حيث تلعب دورا استشاريا وتدريبيا في المجال العسكري منذ منتصف العام 2020.
وقال برينان إن التحالف يبقى مع القوات العراقية "قوة رائعة وممكِّنة"، لافتا إلى أن عناصر داعش الذين بلغ عددهم 40 ألف مقاتل قاموا في يوم من الأيام بترهيب 8 ملايين شخص في دويلة امتدت على 110 ألف كيلومتر مربع في العراق وسوريا.
وأضاف "لقد حققنا تقدما كبيرا منذ استجابة التحالف لنداء الاستغاثة".
وذكر "في هذه المرحلة الجديدة، ترمز شراكتنا التحويلية مع العراق إلى الحاجة إلى تيقظ دائم. فمع أن تنظيم داعش قد هزم إلا أنه لم يختف. سنقدم المشورة والدعم للقوات الشريكة لنا لتمكينها من حماية شعب العراق".
حملة بأربع مراحل
يُذكر أن تنظيم داعش كان قد اجتاح مساحات شاسعة من سوريا والعراق في صيف العام 2014، بنية إقامة "خلافة" مزعومة.
وفي 17 تشرين الأول/أكتوبر 2014، قامت وزارة الدفاع الأميركية رسميا بتشكيل قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، من أجل إضفاء طابع رسمي على الأعمال العسكرية المتواصلة ضد التهديد الذي شكله داعش في العراق وسوريا.
وبصفته شراكة دولية توسعت في نهاية المطاف لتشمل أكثر من 80 دولة، صمم التحالف الدولي على إلحاق الهزيمة العسكرية بداعش في العراق وسوريا بالتعاون مع الشركاء الإقليميين لزيادة الاستقرار في المنطقة.
وبلغ التحالف اليوم الفصل النهائي من حملته المؤلفة من 4 مراحل لإلحاق الهزيمة بالتنظيم.
وخلال المرحلة الأولى من الحملة، التي سميت بمرحلة "التفكيك"، نفذ التحالف الدولي غارات جوية ضد داعش لعرقلة توسعه إلى العراق والتقليل من فعاليته.
وبدأ بتدريب وتجهيز ودعم القوات العراقية وتقديم المشورة لها، وبدأ بالتعاون مع القوات على الأرض في سوريا.
وفي نهاية العام 2015، دخل التحالف المرحلة الثانية من خطته، التي سميت "الهجوم المضاد".
وشمل ذلك دعم القوات العراقية والقوات الشريكة السورية في معركتها لطرد التنظيم المتشدد من الأراضي التي كان قد سيطر عليها، وتنفيذ غارات جوية ضده لإضعافه على الأرض.
أما المرحلة الثالثة، التي سميت بمرحلة "الهزيمة"، فشهدت تنفيذ قوات التحالف غارات جوية دعما للمعارك الحاسمة ضد داعش، فنجح الشركاء العراقيون والسوريون في العام 2017 بتحرير الرقة في سوريا والموصل في العراق وبتطهير جيوب المقاومة المتبقية.
تعزيز الأمن والاستقرار
وفي المرحلة الأخيرة، التي سميت مرحلة "دعم إحلال الاستقرار"، عملت قوات التحالف الدولي على توفير الأمن والتخطيط وأشكال أخرى من الدعم للحكومة العراقية والسلطات في سوريا.
وتبقى خلايا داعش نشطة في العراق وتشكل تهديدا مستمرا، وقد أشار تقرير صدر عن الأمم المتحدة خلال العام الجاري إلى أن التنظيم يضم نحو 10 آلاف مقاتل في العراق وسوريا.
وشدد التحالف الدولي على أنه باق في العراق بدعوة من الحكومة العراقية، وتتمركز قواته اليوم في 3 قواعد عراقية تديرها القوات العراقية.
وخلال الأشهر الماضية، أصدر عدة إعلانات سلطت الضوء على تغير مهمته، ومنها إعلان نشره في تشرين الثاني/نوفمبر ولفت فيه إلى مغادرة أكثر من 2100 شاحنة محملة بالمعدات العسكرية العراق.
هناك ضعف في تمفيذ العقوبات الدولية. على مرتكبي الجرائم والتعذيب في دول العالم العربي..ضرورة قسوى في الحزم في تنفيذ العقوبات الاقتصادية عليها والعسكرية...
الرد1 تعليق