أمن

اتفاقية جديدة بين الأردن والولايات المتحدة لتوطيد الشراكة الاستراتيجية ʼالراسخةʻ بينهما

فريق عمل المشارق

ناقلة جنود مدرعة أردنية ودبابات أميركية تشارك في المناورة العسكرية متعددة الجنسيات باسم ʼالأسد المتأهبʻ بمحافظة الزرقاء الأردنية يوم 14 أيلول/سبتمبر. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ناقلة جنود مدرعة أردنية ودبابات أميركية تشارك في المناورة العسكرية متعددة الجنسيات باسم ʼالأسد المتأهبʻ بمحافظة الزرقاء الأردنية يوم 14 أيلول/سبتمبر. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

أعادت الولايات المتحدة والأردن التأكيد على شراكتهما الاستراتيجية "الراسخة"، بالتوقيع على اتفاق وصفته المملكة بأنه "غير مسبوق من حيث مدته وحجم المساعدات المالية التي ينطوي عليها".

وبموجب الاتفاق الذي وصف بأنه "من أهم الأدوات الثنائية الفريدة من نوعها"، تدعم الولايات المتحدة تقديم مبلغ 1.45 مليون دولار أميركي سنويا على شكل مساعدات خارجية للأردن في الفترة الممتدة بين السنة المالية 2023 والسنة المالية 2029.

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن عقب التوقيع على الاتفاق يوم الجمعة الماضي، 16 أيلول/سبتمبر، إن "هذه رابع مذكرة تفاهم تعتمدها دولتانا منذ العام 2010، وذلك من أجل توطيد شراكتنا الاستراتيجية".

وأضاف أنها "لن تغطي فقط أطول فترة، لكنها ستقدم أيضا مساعدة أكبر من أية مذكرة تفاهم سابقة".

وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يتحدثان مع وسائل الإعلام قبل اجتماعهما في واشنطن يوم 10 أيار/مايو 2021. [سول لوب/وكالة الصحافة الفرنسية]

وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي ووزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يتحدثان مع وسائل الإعلام قبل اجتماعهما في واشنطن يوم 10 أيار/مايو 2021. [سول لوب/وكالة الصحافة الفرنسية]

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أن المذكرة "تشكل التزاما أساسيا تجاه استقرار الأردن واستمرارية الشراكة الاستراتيجية".

وأضافت أن "الالتزام الأميركي بأمن الأردن وازدهاره راسخ".

وتابعت أن الاتفاق سيتطرق للتحديات الاستثنائية التي يواجهها الأردن في ظل التأثير الهائل للتحديات الإقليمية ومع سعيه لتنفيذ إصلاحات اقتصادية، مؤكدة أنه "يضمن قوة طويلة المدى للشراكة الوثيقة".

وأوضح البيان أن "الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الأردن في تطوير اقتصاده أكثر فأكثر وتعزيز قابليته للصمود"، وذلك في مسائل منها نقص المياه الحاد الذي تواجهه المملكة.

وتابعت الوزارة في البيان "ستعزز شراكتنا أيضا التعاون والاستثمار في البنية التحتية والطاقة والماء والأمن الغذائي والمناخ، ما يسهل التكامل الإقليمي الذي هناك حاجة كبيرة له".

علاقات قوية ودائمة

وقال بلينكن إن الاتفاق "يعكس مصلحة مشتركة في شرق أوسط أكثر استقرارا وأمانا وازدهارا، كما يعكس التزامنا بتوطيد الشراكة بين حكومتينا وبين شعبينا للمساعدة في تحقيق هذا الهدف".

وأضاف أن "مذكرة التفاهم تشكل أيضا استثمارا في القيادة الاستثنائية للأردن في ما يتعلق بالتحديات الإقليمية والعالمية"، وينعكس ذلك مثلا في توفير ملجأ "وتعاطف استثنائي" لمن نزحوا جراء الصراعات الإقليمية بما في ذلك الحرب في سوريا.

وتابع أن "استضافة مثل هذا العدد الكبير من اللاجئين تطلبت الكثير من الأردن، لا سيما مع خروج البلاد من أزمة كوفيد-19".

وأوضح أن المملكة تستمر في لعب دور رئيسي في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن "المستوى غير المسبوق من التمويل العسكري الخارجي" سيدعم عملية تطوير الجيش الأردني.

ولطالما كانت القوات المسلحة الأردنية حليفا رئيسيا في الحرب ضد الأيديولوجيا المتطرفة العنيفة والإرهاب، بما في ذلك بموقعها كعضو في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حسبما ذكره بلينكن.

ولفت إلى أن القوات الأردنية "تكثف جهودها لمواجهة التهديدات الجديدة مثل مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية للبلاد".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي إن المملكة "ممتنة للدعم الذي لا يتزعزع" الذي استمرت الولايات المتحدة في تقديمه للأردن.

ووصف الاتفاق بأنه "غير مسبوق من حيث مدته وحجم المساعدات المالية التي ينطوي عليها"، قائلا إنه يعكس قوة علاقة البلدين.

وأضاف أن "الدور الريادي للولايات المتحدة أساسي في الجهود الرامية إلى حل سياسي للأزمات المأسوية في سوريا واليمن وليبيا أو إلى ضمان القضاء على الإرهاب بصورة تامة". وأكد أنه "ببساطة لا يمكن الاستغناء عن [هذا الدور]".

وتابع أن "هذه تحديات صعبة ونعرف أننا لا نستطيع أن نتغلب عليها ما لم نعمل معا"، مشيرا إلى أن "الأردن سيستمر في القيام بدوره".

وقال إن "شراكتنا قوية ودائمة واستراتيجية. وإنها شراكة تستمر في فعل الكثير من الخير، ليس فقط لبلدينا بل أيضا للمنطقة والسلام العالمي".

الترحيب باللاجئين السوريين

وفي هذا السياق، قال بلينكن إن الأردن أظهر "كرما فريدا وقيادة استثنائية" عبر الترحيب بالكثير من اللاجئين السوريين في المملكة.

وأشار إلى أنه منذ اندلاع الحرب السورية، قدمت الولايات المتحدة نحو 15.5 مليار دولار على شكل مساعدات إنسانية للشعب السوري بما في ذلك اللاجئين، علما أنه تم تخصيص أكثر من ملياري دولار من هذا المبلغ للأردن لدعم جهوده.

وأوضح أنه "في هذا العام وحده، أعلنا عن تقديم أكثر من 1.5 مليون دولار بما في ذلك أكثر من 750 مليون دولار خلال الأسبوع الجاري، من أجل مساعدة السوريين وبينهم من يقيمون في الأردن".

وقال الصفدي إن الولايات المتحدة "ذهبت إلى أبعد الحدود لمساعدتنا في التعامل مع التحدي الذي يمثله اللاجئون"، واصفا أزمة اللاجئين السوريين بأنها "مسؤولية عالمية" و"تحد عالمي".

وتابع "نحتاج جميعا أن نتعاون لضمان أن يعيش اللاجئون الحياة الكريمة التي يستحقونها".

وأوضح أن 50 بالمائة من 1.3 مليون لاجئ سوري في الأردن هم دون سن الـ 15 و"هم بحاجة إلى مدارس وجامعات ووظائف".

وأكد "يلزم أن نفعل كل ما بوسعنا لكي نوفر لهؤلاء اللاجئين الحياة التي يستحقونها"، بما في ذلك الأمل والتعليم والعمل وفرصة لعيش حياة كريمة.

وأضاف أنه بذلك "سيشكلون القوة القادرة على بناء بلدها في المستقبل. ولكن إذا تركناهم للكراهية واليأس والجهل، فإننا حتما ننظر إلى مستقبل قاتم جدا لهم وللمنطقة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500