إعادة نحو 6000 قطعة أثرية من المملكة المتحدة إلى البلاد بعد مرور قرن

يتم تحضير آلاف القطع الأثرية التي تم استردادها من المملكة المتحدة في أيار/مايو بعد قضائها قرن من الزمن في المتحف البريطاني، لعرضها في المتحف العراقي في بغداد.

وشكلت الشحنة ثاني أضخم عملية استرداد للآثار العراقية من الخارج.

وخلال حفل نظم في 10 حزيران/يونيو لفتح صناديق من القطع الأثرية في المتحف الوطني، شدد رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني على أن الاهتمام بالآثار الوطنية هو من أولويات حكومته.

وقال إن الحكومة ستواصل العمل من أجل استرداد القطع الأثرية العراقية من الخارج.

وفي آب/أغسطس من العام 2021، قام العراق باسترداد أكثر من 17 ألف قطعة آثار منهوبة ومهربة من الولايات المتحدة، علما أنها تشكل جزءا أساسيا من تاريخه وإرثه الثقافي وعمر غالبيتها 4000 سنة.

وذكر السوداني أنه عندما سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على محافظة نينوى قبل 9 سنوات، كان تركيزه منصبا على قتل العراقيين وسرقة آثار البلاد.

وأوضح أن الآثار تشكل أساسات الهوية الوطنية التي يفتخر بها العراقيون، مضيفا أنه يجب الحفاظ على الكنوز الثقافية للأجيال القادمة.

ودعا السوداني إلى وضع خطة عمل لجذبالسياحة الأثرية إلى العراق وتنظيم جولات وزيارات طلابية بهدف تعريف الشباب العراقي بتاريخ بلدهم.

وتابع أن زيارة المتحف العراقي، الذي يحتضن تاريخ بلاد ما بين النهرين، تشكل البوابة لكسب المعرفة وإنعاش الذاكرة الوطنية.

وفي 9 أيار/مايو وخلال جولة الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال رشيد إلى المملكة المتحدة لحضور مراسم تتويج الملك تشارلز الثالث، استعاد العراق 6000 قطعة أثرية من الحضارات العراقية القديمة وضعت في 38 صندوقا.

كذلك، استردت الحكومة العراقية 4 صناديق تحتوي على نسخ مقلدة لأعراض البحث ولوحتين و6 صناديق من الكتب.

إرث ثقافي

وفي هذا السياق، قال رئيس الهيئة العامة للآثار والتراث ليث مجيد حسين إن القطع الأثرية التي تم استردادها تمت إعارتها سابقا للمتحف البريطاني لأغراض البحث الأكاديمي والصيانة والترجمة عام 1923.

وأوضح للمشارق أن استرداد هذا الكم الكبير من الآثار الوطنية مسألة صعبة، ولكن أنجزت بفضل الجهود المنسقة بين كل الهيئات الحكومية المعنية والجانب البريطاني.

وأضاف أن الجهود الرامية إلى استرداد القطع الأثرية البريطانية لن تتوقف وستتم استعادة المزيد منها في المستقبل القريب.

وخلال مؤتمر صحافي عقد في مطار بغداد الدولي بعد تفريغ الآثار، قال رشيد إن عملية الاسترجاع "تجسد الحرص على حماية الإرث الحضاري [للعراق]".

وتابع أن هذا الإرث "يمثل الهوية الوطنية والذاكرة التاريخية والحضارية للبلد".

ومن جانبه، عزا وكيل وزارة الخارجية للشؤون متعددة الأطراف والشؤون القانونية عمر البرزنجي نجاح عملية الاسترجاع للعمل الشاق الذي نفذه السوداني ووزارتي الخارجية والثقافة والسفارة العراقية في لندن بالإضافة إلى حكومة المملكة المتحدة.

وقال إن "القطع تمثل جزءا مهما من تاريخ وثقافة البلد واستردادها يعد مكسبا جديدا للعراق على طريق استعادة ثرواته وإرثه التاريخي الذي يشكل واحدا من مصادر قوته".

ʼدبلوماسية الاستردادʻ

ووصفت وزارة الخارجية العراقية جهود إعادة القطع الأثرية إلى البلاد بأنها "دبلوماسية استرداد" نظرا للنشاط المكثف لبعثاتها الدبلوماسية في الخارج بالتواصل مع مختلف الحكومات.

وأشار البرزنجي في حديثه للمشارق إلى أنه خلال وجودها على مدى عقود في المتحف البريطاني، قدمت القطع الأثرية العراقية للباحثين والمختصين معارف واسعة أسهمت في إغناء دراساتهم وتطوير الأبحاث التاريخية والإنسانية.

وذكر مسؤولون أن المتحف العراقي يعمل حاليا على تحضير القطع الأثرية التي تم استرجاعها مؤخرا من أجل عرضها.

وقالوا إن الحكومة تنوي عرض القطع الأثرية التي تمت استعادتها في متاحف أخرى أيضا وفتح صالات عرض جديدة.

وتنوي كذلك استكمال عملية إعادة إعمار متحفي الموصل والأنبار وتزويدهما بقطع أثرية تم استرجاعها وأخرى تم اكتشافها خلال عمليات التنقيب الأخيرة لعرضها في المرافق المعاد تأهيلها.