عدالة

عقوبات أميركية جديدة على ميسري شبكة تجنيد للأطفال تابعة لداعش

فريق عمل المشارق

أطفال بمخيم الهول في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا بتاريخ 17 شباط/فبراير 2019. [بولنت كيليتش/وكالة الصحافة الفرنسية]

أطفال بمخيم الهول في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا بتاريخ 17 شباط/فبراير 2019. [بولنت كيليتش/وكالة الصحافة الفرنسية]

فرضت عقوبات أميركية يوم الاثنين، 9 أيار/مايو، على 5 أفراد من شبكة ميسرين ماليين تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) ساعدت التنظيم في تجنيد أطفال من مخيمات النازحين في سوريا إلى جانب ارتكابها جرائم أخرى.

وكان العناصر الخمسة ينتمون لشبكة تشمل عملياتها سوريا وتركيا وإندونيسيا، بحسب ما ذكرته وزارتا الخارجية والخزانة الأميركتان.

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في بيان إن الأفراد الخمسة "سهلوا سفر متطرفين عنيفين إلى سوريا ومناطق أخرى تنشط فيها داعش".

وأضاف أنه "عبر فرض عقوبات عليهم، نهدف إلى كشف وتعطيل شبكة تيسير دولية تابعة لداعش وعملت على تمويل عمليات تجنيد عناصر للتنظيم، بينهم أطفال ضعفاء في سوريا".

أطفال سوريون يتناولون الطعام في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 مع استعدادهم لمغادرة مخيم الهول في محافظة الحسكة، حيث يحتجز أقارب لمقاتلين مزعومين بتنظيم داعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

أطفال سوريون يتناولون الطعام في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 مع استعدادهم لمغادرة مخيم الهول في محافظة الحسكة، حيث يحتجز أقارب لمقاتلين مزعومين بتنظيم داعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

فتيان يبردون أنفسهم داخل مخيم الهول في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا في 2 حزيران/يونيو 2019. ويستهدف الفتيان المراهقون في المخيم من قبل مجندي بداعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

فتيان يبردون أنفسهم داخل مخيم الهول في محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا في 2 حزيران/يونيو 2019. ويستهدف الفتيان المراهقون في المخيم من قبل مجندي بداعش. [دليل سليمان/وكالة الصحافة الفرنسية]

وذكرت وزارة الخزانة أن الشبكة نفذت تحويلات مالية لدعم جهود داعش في مخيمات النزوح السورية، وذلك عبر جمع الأموال في إندونيسيا وتركيا.

وتابعت أن بعض الأموال "استخدمت للدفع مقابل تهريب الأطفال من المخيمات وتسليمهم لمقاتلي داعش الأجانب كمجندين محتملين".

ويشمل سكان المخيمات، وبينها مخيم الهول مترامي الأطراف في صحراء محافظة الحسكة السورية، من نزحوا جراء أعمال تنظيم داعش إضافة إلى عناصر من التنظيم ومؤيدين له وعائلاتهم، وفق ما ذكرته وزارة الخزانة.

وأشارت الوزارة إلى أن المتعاطفين مع داعش في أكثر من 40 بلدا أرسلوا المال إلى أفراد مرتبطين بالتنظيم في الهول ومخيمات أخرى دعما لظهوره مجددا في المستقبل.

ʼأطفال مجندون في صفوف داعشʻ

وفي الهول وحده، وهو أكبر المخيمات ويضم 70 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، تلقى مؤيدو داعش ما يصل إلى 20 ألف دولار شهريا عبر آلية "حوالة" غير الرسمية للتحويلات المالية.

وتشمل "حوالة" شبكة من الصرافين الذين يحولون الأموال أو "القيمة" خارج النظام المصرفي التقليدي من دون تحرك ظاهري للأموال.

وقالت الخزانة الأميركية إن معظم الأموال التي تتدفق إلى جيوب مؤيدي داعش في الهول أرسلت من خارج سوريا أو عبر دول مجاورة كتركيا.

وأضافت أن التنظيم يعمل منذ العام 2019 على تهريب المتعاونين معه إلى خارج مخيم الهول، فيرسل غالبيتهم إلى محافظات إدلب ودير الزور والرقة في سوريا.

وتابعت "يركز تنظيم داعش بشكل خاص على تهريب الأطفال إلى خارج مخيمات النزوح لتجنيدهم كمقاتلين".

وكانت إحدى الذين استهدفوا بالعقوبات، وهي المدعوة دوي داهليا سوسانتي، من المسهلين الماليين للتنظيم منذ العام 2017 على أقل تقدير وقد ساعدت عناصر آخرين في داعش بواسطة تحويلات مالية.

وقالت الخزانة إنه في أواخر العام 2017، ساعدت سوسانتي زوجها على تسليم 4000 دولار تقريبا وأسلحة لقيادي بالتنظيم، محولة بذلك نحو 500 دولار لمؤيدي داعش ضمن شبكتها الخاصة.

وذكرت الخزانة أنه "بدءا من مطلع العام 2021، سهلت سوسانتي تحويل الأموال من إندونيسيا إلى سوريا من أجل تأمين التمويل لأفراد في مخيمات النزوح".

وأشارت إلى أنه "في بعض الأحيان، كانت تستخدم تلك الأموال لتهريب المراهقين من المخيمات إلى الصحراء، حيث كان يستقبلهم مقاتلون أجانب من داعش بصفتهم أطفال مجندين على الأرجح لصفوف التنظيم".

استهداف الضعفاء

ووصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مخيم الهول بأنه "مكان قاس على الأطفال" الذين يشكلون نصف عدد سكان المخيم تقريبا.

ولا تتجاوز أعمار معظم أطفال المخيم سن الـ 12.

وفي تقرير صدر في 23 آذار/مارس، قالت منظمة إنقاذ الطفولة إن 74 طفلا لقوا حتفهم في الهول خلال الأشهر الـ 12 الماضية، علما أن 8 منهم قتلوا في حوادث عنيفة.

وفي أعقاب هزيمة داعش في العام 2017، ظل المخيم بيئة حاضنة للفكر المتطرف ومحط اهتمام لداعش لإعادة تجميع الصفوف والتجنيد.

وفي هذا السياق، شكلت نساء داعش المتشددات في مخيم الهول وحدات "الحسبة" (الشرطة الدينية)، وهي عبارة عن مجموعات تطوعية تطبق تفسير داعش المتشدد للشريعة وتفرض العقوبات، كما تعمل على تلقين أطفال المخيم الفكر المتشدد.

ورغم الجهود التي بذلتها الإدارة الكردية للمخيم من أجل الحفاظ على النظام، ساد العنف والتطرف والفوضى في الهول.

وأكد الضابط في قوات سوريا الديموقراطية (قسد) فرهاد خوجة للمشارق في كانون الثاني/يناير 2021، أن المخيم يبقى "الفرصة الأخيرة لتنظيم داعش لتجنيد الأطفال وتحويلهم إلى قنابل موقوتة يحركها كيفما يشاء".

وأضاف أن العديد من الأطفال لا يزالون يعيشون مع أمهاتهم اللواتي اعتنقن الفكر الداعشي العنيف "ويحلمن بعودته وانتشاره مجددا".

وبدورها، لفتت العاملة في قسم الإغاثة بالهلال الأحمر الكردي في مخيم الهول نرمين عثمان إلى أنه بعد ظهور عدد من الأطفال حديثي الولادة في الهول حيث تتواجد قلة من الرجال، تم الكشف عن ظاهرة مقلقة.

وذكرت أن التحقيقات الأولية كشفت أن النساء المتشددات في المخيم يجبرن المراهقين على الزواج لإنجاب الأطفال وتربيتهم على فكر تنظيم داعش للاعتماد عليهم لاحقا "لإعادة بناء الخلافة".

وحتى في الوقت الذي يخضع فيه هؤلاء المراهقين للتلقين الفكري والاستغلال وظروف صعبة كغياب الخدمات الأساسية والحماية داخل مخيم الهول، عمل عناصر داعش من الخارج إلى سحبهم إلى صفوف التنظيم المتهالكة.

وشملت جهود داعش الأخيرة لإعادة تجميع صفوفه هجوما داميا نفذه التنظيم في كانون الثاني/يناير على سجن غويران في الحسكة حيث حاول إطلاق سراح متطرفين بينهم "مئات الأطفال" من السجن.

واتهمت قوات قسد داعش باحتجاز الأطفال و"استخدامهم كدروع بشرية لحماية أنفسهم" من هجوم مضاد خلال الحادثة.

واستعادت قوات قسد السيطرة على السجن بعد مواجهة دامت أياما عديدة، وذلك بمساعدة الولايات المتحدة وقوات أجنبية أخرى تدخلت دعما لوحدات النخبة الكردية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500