أمن

الصواريخ الإيرانية تبقي الشرق الأوسط في توتر دائم

وليد أبو الخير

أعلنت إيران البدء بإنتاج مكثف للصواريخ الجديدة بعيدة المدى المعروفة باسم صياد-4 بي في تشرين الثاني/نوفمبر. [تسنيم للأنباء]

أعلنت إيران البدء بإنتاج مكثف للصواريخ الجديدة بعيدة المدى المعروفة باسم صياد-4 بي في تشرين الثاني/نوفمبر. [تسنيم للأنباء]

رغم تباهي إيران بـ "شبكتها الصاروخية المتكاملة" وتطورها في مجال الصواريخ، إلا أن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها القوات الإيرانية مؤخرا تثير الشكوك بشأن قوة تلك الأسلحة ودقتها.

وبعد أكثر بقليل من 3 سنوات على إسقاطها الرحلة بي أس 752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية بصاروخين وقتل جميع الركاب الذين كانوا على متنها وعددهم 176 شخصا، لم توافق إيران بعد على المشاركة في مفاوضات حول التعويضات مع الدول التي ينحدر منها الضحايا.

وفي هذه الأثناء، يستمر وكلاء الحرس الثوري الإيراني في المنطقة الذين يستخدمون الصواريخ والمسيرات الإيرانية بقتل المدنيين واستهداف البنية التحتية الحيوية.

ولكن في أواخر الشهر الماضي، نشرت صحيفة طهران تايمز الموالية للنظام مقالا تفاخرت فيه بعمليات تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة وتوزيعها على الوكلاء في الشرق الأوسط.

لقطة شاشة تظهر يمنيين أمام منزلهم بعد أن دمره صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون على حي سكني في الحديدة في تشرين الأول/أكتوبر 2020. [المركز الإعلامي لألوية العمالقة]

لقطة شاشة تظهر يمنيين أمام منزلهم بعد أن دمره صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون على حي سكني في الحديدة في تشرين الأول/أكتوبر 2020. [المركز الإعلامي لألوية العمالقة]

وقدم المقال لمحة عن التهديدات الصاروخية لإيران، فيما شكّل ظاهريا موجزا تاريخيا عن العقدين الفائتين حيث ساعدت إيران حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحزب الله والحوثيين المدعومين من إيران في اليمن والميليشيات العراقية والنظام السوري بتطوير الصواريخ.

ويمجد المقال "شبكة الصواريخ المتكاملة" للنظام ويعدد الطائرات المسيرة والصواريخ التي تشملها ترسانته، إلى جانب المسيرات والصواريخ التي ساعد وكلاؤه على تطويرها استنادا إلى نماذجه.

ولكن محللين قالوا إن الصواريخ الإيرانية تشكل خطرا أكيدا وفعليا لا بد من التخلص منه، محذرين من أن تلك الأسلحة تبقي الشرق الأوسط في حالة من التوتر الدائم.

استخدام عشوائي للصواريخ

وفي هذا السياق، قال فتحي السيد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية إن "الاستراتيجية الإيرانية الخاصة بنشر الصواريخ بكافة أنواعها والطائرات المسيرة المتفجرة لها هدف واحد، ألا وهو تمكين الحرس الثوري وأذرعه من السيطرة الدائمة".

وتابع أن ذلك "يخلق حالة من عدم الاستقرار الدائمة تتمكن إيران من خلالها التوغل مع أذرعها في هذه الدول بالمنطقة".

وذكر أن حوادث سابقة أثبتت "بالأدلة القاطعة" أن الصواريخ والأسلحة الإيرانية مسؤولة إلى حد كبير عن قتل المدنيين والدمار الحاصل على يد الجماعات الإرهابية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط.

وعلى سبيل المثال، استهدفت مسيرات وصواريخ الحوثيين بصورة متكررة المطارات والمنشآت النفطية في دولة السعودية المجاورة. أما في الإمارات، فقتل 3 أشخاص في سلسلة غارات في كانون الثاني/يناير الماضي.

كما أطلقت إيران أيضا صواريخ ومسيرات قاتلة ضد جماعات معارضة كردية في العراق.

ووقع الهجوم الأحدث في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، عندما استهدفت 5 صواريخ إيرانية مبنى كان يستخدمه الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.

وأسفر هجوم آخر نفذه الحرس الثوري الإيراني في أواخر أيلول/سبتمبر عن مقتل أكثر من 12 شخصا في إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي في العراق.

ومن المعروف أن حزب الله يملك عددا كبيرا من الصواريخ التي تزوده بها إيران.

وذكر محللون أن الحزب يقوم بتصنيع وتجميع الصواريخ وقطع الطائرات المسيرة التي تصل من إيران عبر مطارات وموانئ سوريا، ويتم نقلها إلى قواعد الحزب في لبنان عبر مسارات مموهة.

قبضة الحرس الثوري على دول الشرق الأوسط

وبدوره، قال شيار تركو الباحث المتخصص في الشأن الإيراني للمشارق إن "الحرس الثوري الإيراني ينفذ مخططا لإحكام سيطرته على بعض دول الشرق الأوسط كلبنان وسوريا والعراق واليمن وبعض المجموعات الفلسطينية من خلال الأذرع التي أنشأها منذ استلامه للحكم".

وأوضح أن الحرس الثوري أنشأ مصانع لتجميع الصواريخ في تلك الدول، لافتا إلى أن وكلاء إيران يتبعون السياسة نفسها التي تعتمدها إيران والتي تقضي باستهداف المدنيين وتجاهل القوانين الدولية.

وقال إن غالبية الهجمات الصاروخية تستهدف المدنيين ويشنها الحوثيون في اليمن، علما أن هؤلاء "يستعملونها لإيذاء السعودية والإمارات، بالإضافة إلى استعمالها في الداخل اليمني".

وذكر تركو أن "الخسائر البشرية بين المدنيين في اليمن تعتبر الأعلى من بين جميع الدول التي نشرت فيها إيران هذه الصواريخ".

ومن جهته، قال الخبير العسكري السعودي منصور الشهري إن تواجد مستودعات الصواريخ في المناطق المأهولة يشكل مصدر قلق.

فقد عبّر مواطنون يقطنون بمناطق نفوذ حزب الله في لبنان عن تخوفهم من احتمال أن تنفجر مستودعات الذخيرة والصواريخ بتلك المناطق.

وقال محللون إنه في اليمن أيضا، حوّل الحوثيون مدينة صنعاء المكتظة بالسكان والتي تضم أكثر من 2.5 مليون شخص، إلى "منطقة عسكرية" حيث يتم تخزين الأسلحة الفتاكة وتجميعها في أحياء سكنية.

وأكد الشهري أن صواريخ إيران هي "أداة إجرامية تماما كونها تفتقر إلى دقة التصويب وتصيب أماكن وصولها بشكل عشوائي".

وأضاف أنها "تتعرض للأعطال الكثيرة لتصيب المدنيين والمنشآت المدنية".

ولفت إلى أنه "لا يجب الانجرار" وراء الإعلام الإيراني الذي يفاخر بجودة هذه الصواريخ ودقتها، إذ أثبتت أنها "رديئة الصنع وتفتقر للتكنولوجيا".

وأضاف "إنها مجرد قنابل عشوائية طائرة مهمتها إحداث القتل والخراب".

إيران تتهرب من المساءلة

وبحسب ما ذكره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تملك إيران نحو 20 نوعا من الصواريخ البالستية، بالإضافة إلى صواريخ كروز وطائرات مسيرة.

وفي شباط/فبراير، كشف الحرس الثوري عن صاروخ خيبر شيكان متوسط المدى، وزعم أنه قادر على "ضرب أهداف ضمن دائرة نصف قطرها 1450 كيلومترا".

ولكن محللين أشاروا إلى أن الصواريخ الإيرانية قصيرة ومتوسطة المدى تقدم قدرات ضرب وردع محدودة وقد أدت الإخفاقات والنكسات المتكررة إلى تقويض أي حديث بشأن تطوير ذي معنى للأسلحة.

وفي هذا الإطار، أسقطت قوات الحرس الثوري الرحلة بي أس 752 بعد لحظات من إقلاعها من طهران في 8 كانون الثاني/يناير 2020.

وبعد 3 أيام من ذلك، أقرت إيران بأن الحرس الثوري استهدف الطائرة، وهي من طراز بوينغ 737-800، التي كانت متجهة إلى كييف عن طريق الخطأ.

وتسعى كل من كندا وبريطانيا والسويد وأوكرانيا إلى الحصول على تعويضات لصالح أهالي الضحايا.

واتهمت الدول الأربعة الحرس الثوري "بإطلاق [صاروخين جو-أرض] بصورة غير قانونية ومتعمدة" على الطائرة.

وفي 28 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت الدول الأربعة عملية لملاحقة إيران قانونيا في ملف إسقاط الطائرة.

وطالبت الدول بتسوية الشكاوى ضد إيران، في تحرك يشكل أول خطوة باتجاه احتمال رفع قضية ضد طهران في محكمة العدل الدولية، وهو ما يطالب به أهالي الضحايا منذ فترة طويلة.

وقالت وزيرة الخارجية الكندية في تغريدة إن "من خسروا أحباءهم في عملية إسقاط الطائرة بي أس 752 يستحقون العدالة".

وتابعت "لقد اتخذنا خطوة مهمة للتقدم في سعينا لتحقيق العدالة على المستوى الدولي خلال الأسبوع الجاري، وسنواصل العمل سويا لمحاسبة إيران في هذه المأساة".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

قاتلكم الله يا اعداء الانسانيية ، يا قتلة اطفال العراق واليمن وسوريا وما زلتم تخدعون العامه من الناس وتخادعون الله ورسوله

الرد