بعد أن ماطلت في البداية في إرسال الصناديق السوداء الخاصة بالطائرة الأوكرانية،التي أسقطتها قواتها عن طريق الخطأ في كانون الثاني/يناير إلى الخارج، تقول إيران الآن إن جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19) تؤخر هذه الخطط.
وقد اعترفت إيران بتلف الصندوقين الأسودين وافتقارها إلى القدرة التقنية على استخراج البيانات منهما، ولكن بعد شهرين من حدوث المأساة ماطلت إيران بشأن ما يجب فعله بهما.
وانتقدت الدول التي مات مواطنوها في الكارثة - والتي شملت في الغالب إيرانيين ولكن أيضا أفغان وبريطانيين وكنديين وسويديين وأوكرانيين - رفض إيران تسليم الصناديق السوداء الخاصة بالطائرة إلى أوكرانيا أو إحدى الدول القليلة القادرة على استرداد وتحليل البيانات التي تحتوي عليها.
ومع ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي يوم الاثنين 15 حزيران/يونيو "منذ الأيام الأولى لهذا الحادث المؤلم، أعلنا استعدادنا للتعاون في التحقيق في الصناديق السوداء للطائرة الأوكرانية".
وأضاف "اذا كان من الممكن قراءتها في اوكرانيا .. فسيتم ذلك في اوكرانيا. والا ستقرأ الصناديق السوداء في فرنسا".
لكنه أعلن من جهة أخرى أن العملية تأخرت بسبب جائحة فيروس كورونا التي أدت إلى إلغاء معظم الرحلات الدولية.
وقال ربيعي "إن توقف الرحلات الدولية المرتبطة بوباء فيروس كورونا تسبب في تأخير لا إرادي في تسليم الصناديق".
وأردف قائلا "سنستأنف هذه العملية (إرسال الصناديق السوداء) مع الاستئناف التدريجي للرحلات الدولية وتوضيح نتائج المفاوضات" بين إيران والجهات الأخرى المشاركة في العملية.
الكلمات لا تكفي
تعرضت طائرة الرحلة 752، وهي طائرة نفاثة تابعة للخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، للقصف بصاروخين وتحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران يوم 8 كانون الثاني/يناير.
وقد اعترفت الجمهورية الإسلامية بعد أيام بأن قواتها أسقطت بطريق الخطأ الطائرة المتجهة إلى كييف، مما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 176 شخصًا.
وكانت الدفاعات الجوية لطهران في حالة تأهب قصوى في ذلك الوقت في حالة رد الولايات المتحدة على الضربات الإيرانية التي استهدفت في وقت سابق مواقع القوات الأمريكية المتمركزة في العراق.
وقد نفذت تلك الضربات رداً على مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني في غارة لطائرة أميركية بلا طيار بالقرب من مطار بغداد.
ومن المتوقع أن تحتوي الصناديق السوداء على معلومات حول اللحظات الأخيرة قبل أن قصف الطائرة وتحطمها.
وطالبت كندا لشهور أن ترسل إيران، التي لا تملك الوسائل التقنية لفك تشفير الصناديق السوداء، الصناديق إلى الخارج حتى يتمكن الخبراء من تحليل محتواها.
وقد أعلنت كندا قبل شهرين أنها قامت بالإضافة إلى دول أخرى بتقديم طلب إلى طهران بتأجيل تنزيل البيانات من الصناديق السوداء بسبب قيود السفر الناتجة عن جائحة فيروس كورونا.
وقد جاء ذلك بعد أن قالت طهران في شهر آذار/مارس إنها مستعدة لنقل الصناديق السوداء إلى فرنسا أو أوكرانيا، فيما رحب وزير الخارجية الكندي فرانسوا فيليب شامبان بحذر بالقرار واصفا إياه "بالخطوة في الاتجاه الصحيح".
لكنه أشار إلى أنه سيحكم على السلطات الإيرانية بناء على "أفعالها وليس فقط كلماتها".
من جهتها تقول إيران إن تفشي الفيروس الجديد تسبب في وفاة 8950 شخصا وإصابة ما يقرب من 190 ألف شخص منذ الإبلاغ عن أولى الحالات المصابة به في شهر شباط/فبراير.