عدالة

حزب الله ينقل الصواريخ إلى المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان

نهاد طوباليان

صورة غير مؤرخة تظهر الصاروخ الإيراني طراز فجر. [جانغافاران]

صورة غير مؤرخة تظهر الصاروخ الإيراني طراز فجر. [جانغافاران]

بيروت -- قالت مصادر في لبنان لموقع المشارق إنها تستطيع تأكيد صحة تقرير نشر في 20 تشرين الثاني/نوفمبر عبر قناة الحدث الإخبارية حول نقل حزب الله للصواريخ من مدينة مصياف السورية إلى القصير.

وفي تقريرها المفصل، كشفت قناة الحدث أن حزب الله المدعوم من إيران نقل 110 صواريخ من طراز فجر وأكثر من 300 صاروخ من طراز فاتح من المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية في مدينة مصياف بمحافظة حماه إلى قاعدته في القصير.

وقال عدد من السوريين الذين عادوا إلى لبنان من بلدة القصير التي تقع عبر الحدود مباشرة من مدينة الهرمل اللبنانية خلال الصيف الماضي للمشارق إنهم لاحظوا حركة شاحنات ضخمة في المنطقة.

وأوردت الحدث أن حزب الله يخزن بصورة مؤقتة مئات الصواريخ المزودة برؤوس كيميائية في مستودع بالقصير لنقلها في وقت لاحق إلى منطقة بنت جبيل جنوبي لبنان.

أنصار حزب الله يحملون نعشا وهميا للقيادي الراحل عماد مغنية خلال حفل أقيم لإحياء الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت بتاريخ 22 آب/أغسطس. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنصار حزب الله يحملون نعشا وهميا للقيادي الراحل عماد مغنية خلال حفل أقيم لإحياء الذكرى الأربعين لتأسيس الحزب في الضاحية الجنوبية ببيروت بتاريخ 22 آب/أغسطس. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

وذكرت القناة أن حزب الله صنّع الصواريخ في مصياف، حيث حقنها خبراء من كوريا الشمالية بمواد كيميائية سامة بإشراف خبير إيراني متخصص بالأسلحة الكيميائية يدعى قاسم عبد الله مسعوديان.

وتابعت أن الوحدة 2250 بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تولت نقل الصواريخ إلى القصير بإشراف عنصر من الحرس الثوري يعرف باسم الحاج صادق.

مستودعات للصواريخ تحت الأرض

وفي هذا الإطار، قال الباحث السوري المتخصص بحزب الله تركي مصطفى إن إيران كانت تشغل سابقا معملا للأسلحة الكيميائية في مركز للأبحاث العلمية بمنطقة السفيرة جنوبي حلب.

وتابع للمشارق أنه كان في مرحلة معينة يتم تصنيع الصواريخ الدقيقة في تلك المنشأة.

ولكنه أضاف أنه بعد تعرض المركز للقصف بصورة متكررة، نقلت إيران نشاطها الخاص بتصنيع الصواريخ إلى مركز الدراسات والبحوث العلمية بمصياف.

وأوضح مصطفى أنه "يتم تصنيع الصواريخ المحملة برؤوس كيميائية بوتيرة عالية بمساعدة مباشرة من خبراء كوريين".

ولفت إلى أن "إيران تمتلك ترسانة أسلحة تخزنها بمستودعات تحت الأرض برعاية خبراء من إيران وكوريا الشمالية وعناصر من حزب الله".

وأكد مصطفى أنه "ليس هنالك من شك بأن حزب الله نقل مؤخرا أنواعا متعددة من الصواريخ ذات الرؤوس الكيميائية من مصياف إلى منطقة القصير القريبة من الحدود السورية-اللبنانية".

وأضاف "نفذت عملية نقلها الوحدة 2250 التابعة للحرس الثوري الإيراني".

وبحسب موقع إيران إنترناشيونال، فإن الوحدة 2250 عبارة عن وكالة لوجستية خاصة يديرها الحرس الثوري.

وتم تأسيسها كفرع للوحدة 2000، ويقع مقرها الرئيسي في دمشق، في حين تنتشر مكاتبها في مواقع مثل اللاذقية وحماه وحلب ودير الزور.

وذكر الموقع أنه أوكلت إلى الوحدة مهمة استلام المعدات والأسلحة والعناصر من إيران إلى جانب دعم حزب الله اللبناني، مشيرا إلى أن مهمتها تتمثل بمواكبة واستضافة كبار المسؤولين الإيرانيين وعائلاتهم فور وصولهم إلى سوريا.

ولفت مصطفى إلى أن عملية نقل وتهريب تلك الصواريخ تتم على مراحل، وتشمل المرحلة الأولى نقلها من مصياف إلى القلمون الخاضعة لسيطرة حزب الله.

أما المرحلة الثانية، فتشمل تهريب الصواريخ على متن البغال والحمير إلى مخازن حزب الله المنتشرة بسفوح جبال لبنان وهضابه، ولا سيما في معقل حزب الله في بعلبك-الهرمل.

وقال مصطفى إن معلومات تحدثت عن وجود نفق يستخدم لتخزين الأسلحة في السفوح المطلة على مدينتي عنجر ومجدل عنجر في لبنان بالقرب من الحدود السورية.

وأضاف أنه توفرت له معلومات مفادها أن حزب الله سينقل قريبا الصواريخ إلى منطقة بنت جبيل في جنوب البلاد.

تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة

وبدوره، قال منسق حراك جنوبيون للحرية حسين عطايا إن لدى حزب الله خبراء يمتلكون المعرفة والخبرة بتصنيع وتجميع قطع الصواريخ والمسيرات.

وأوضح أن "القطع تصل من إيران عبر المطارات والموانئ السورية وتنقل لورش الحزب بلبنان عبر طرق مموهة ".

وتابع أن حزب الله وبالتعاون مع إيرانيين ومع خبراء من كوريا الشمالية أحيانا "ينتج المسيرات والرؤوس الدقيقة لصواريخ بعيدة المدى منذ ما قبل 2011 تاريخ اندلاع الحرب السورية".

وأشار عطايا إلى أن حزب الله عمل بالتنسيق مع النظام السوري على تصنيع المعدات العسكرية لخدمة عملياته في سوريا.

وتابع أن بعض صواريخه مصنعة في مركز الدراسات والبحوث العلمية بالقرب من مصياف، في حين يتم تصنيع البعض الآخر في ورش تصنيع بمنطقة البقاع والضاحية الجنوبية ومواقع محصنة بالجنوب.

ومن جانبه، اعتبر المحلل العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني يعرب صخر أن "علة وجود حزب الله هي إثارة القلائل والأزمات وزرع عدم الاستقرار".

وأضاف أن الحزب المدعوم من إيران ينفذ أوامر طهران لزعزعة الاستقرار وإشعال الصراع في لبنان وسوريا والعراق واليمن.

وأشار إلى أن الحزب القادر على القيام بأعمال خارجة عن القانون كتصنيع وتهريب وتجارة المخدرات وتنفيذ التصفيات والتفجيرات، "يرتكب أيضا جريمة تصنيع السلاح الكيميائي".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500