عدالة

تحول صنعاء إلى ʼمنطقة عسكريةʻ على يد الحوثيين والحرس الثوري

نبيل عبد الله التميمي

مقاتلون موالون للحوثيين المدعومين من إيران يؤمنون الحراسة أثناء استماع مؤيديهم لكلمة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في صنعاء بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

مقاتلون موالون للحوثيين المدعومين من إيران يؤمنون الحراسة أثناء استماع مؤيديهم لكلمة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في صنعاء بتاريخ 2 أيلول/سبتمبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- قال محللون إن الحوثيين وحلفاءهم r] حولوا مدينة صنعاء المكتظة بالسكان، والتي تضم أكثر من 2.5 مليون شخص، إلى "منطقة عسكرية" حيث يتم تخزين الأسلحة الفتاكة وتجميعها في أحياء سكنية.

وأضافوا أن تواجد مستودعات الأسلحة وورش تصنيعها في صنعاء، إلى جانب مستشارين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، يعرّض السكان المدنيين في المدينة لخطر كبير.

وقد أدى استهداف التحالف العربي مؤخرا لمقرات مرتبطة بأسلحة الحوثيين إلى تسليط الضوء على الخطر الذي يواجهه المدنيون في تلك المناطق.

وفي 6 كانون الأول/ديسمبر، قالت السعودية إنها شنت غارات جوية ليلا على أهداف في اليمن في رد انتقامي على صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون، مما أدى إلى تدمير موقع إطلاق الصواريخ في صنعاء، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

أنصار الحوثيين في اليمن يرفعون السلاح أثناء تلاوتهم شعارات خلال تظاهرة في صنعاء بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

أنصار الحوثيين في اليمن يرفعون السلاح أثناء تلاوتهم شعارات خلال تظاهرة في صنعاء بتاريخ 18 كانون الثاني/يناير. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقالت وكالة الأنباء السعودية عبر موقع تويتر، "دمرنا مواقع في صنعاء مرتبطة بصواريخ بالتسية وطائرات مسيرة".

وتابعت أن الجيش السعودي اعترض ودمر سابقا صاروخا بالستيا كان الحوثيون قد أطلقوه على المملكة من دولة اليمن المجاورة.

وأضافت أن هدف الغارة الانتقامية شملت منطقة من "الكهوف ومستودعات الصواريخ البالستية السرية عند أطراف صنعاء".

ودانت وزارة الدفاع السعودية إطلاق الحوثيين للصواريخ، و"سلوكهم الضار وغير المسؤول باستهداف المدنيين".

وقالت الوزارة في بيان نشرته الوكالة إنها "ستتخذ كل الإجراءات اللازمة والرادعة لحماية المدنيين وأراضيها".

مستودعات أسلحة وطائرات مسيرة

وفي 1 كانون الأول/ديسمبر، أعلن التحالف العربي عن تدمير قارب مفخخ في المياه الجنوبية للبحر الأحمر كان الحوثيون المدعومون من إيران قد أرسلوه من منطقة الحديدة الخاضعة لهم.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط اليومية العربية عن التحالف قوله إنه دمر مسبقا طائرة مسيرة للحوثيين كانت قد أطلقت من مطار صنعاء الدولي.

وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر، قال التحالف إنه ضرب "موقعا سريا" يستخدمه خبراء من الحرس الثوري في صنعاء.

واستهدف أيضا مستودعًا وورشة أسلحة في صنعاء، حيث كان يتم تجميع وتخزين الصواريخ البالستية، محذرا المدنيين بتجنب تلك المناطق.

وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين في 30 تشرين الثاني/نوفمبر أن 3 غارات جوية للتحالف العربي قد نفذت على مطار صنعاء، في حين استهدفت غارة رابعة أحد المنتزهات.

ونقل موقع عرب نيوز أن الغارات الجوية للتحالف العربي دمرت في 18 تشرين الثاني/نوفمبر مخبأ سريًا في موقع غير محدد باليمن يضم خبراء من الحرس الثوري وحزب الله.

وقد تم أيضا استهداف مواقع في صنعاء وذمار والجوف في إطار عملية واسعة النطاق، ونقلت محطة العربية أن قاعدة الديلمي المتصلة بمطار صنعاء كانت من بين المواقع المستهدفة.

وذكرت صحيفة الشرق الأوسط أن التحالف العربي كان قد حذر في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من استخدام الحوثيين مطار صنعاء كقاعدة لعملياتهم المنفذة مع الحرس الثوري وحزب الله.

ʼثكنة عسكرية للحرس الثوريʻ

وفي هذا السياق، أكد وزير الدفاع اليمني الفريق الركن محمد المقدشي مقتل عدد من خبراء الحرس الثوري الإيراني وحزب الله خلال الأيام الماضية.

وفي مقابلتين مع محطتي العربية والحدث في 1 كانون الأول/ديسمبر، لفت المقدشي إلى أن الأسلحة الموجهة للحوثيين لا تزال تُهرب إلى البلاد عبر ساحل البحر الأحمر ومرفأ الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين.

وبدوره، قال المحلل السياسي خالد أحمد للمشارق إن التحالف العربي نفذ الغارات الجوية مؤخرا "عقب عمليات استخباراتية ناجحة وقد حققت أهدافها".

وأضاف أحمد أن مقر الحرس الثوري المستهدف كان يضم قيادات عسكرية حوثية وغرفة سيطرة وتحكم بالمعارك التي تنفذها الجماعة.

ووصف الحوثيين بأنهم "مجرد أدوات" بيد الحرس الثوري.

وأشار إلى أن تواجد خبراء الحرس الثوري في صنعاء قد حوّل المدينة "لثكنة عسكرية للحرس"، مع ورش لتصنيع الطائرات المسيرة والصواريخ منتشرة في الأحياء السكنية بالمدينة.

من جانبه، قال الباحث في القضايا الاستراتيجية وضاح اليمن عبد القادر إن المدينة قد تحولت بكثافتها السكانية إلى منطقة عسكرية.

وأضاف أن سكان صنعاء يُستخدمون كـ "دروع بشرية" لمنع استهداف مستودعات وورش تصنيع الأسلحة التابعة للحوثيين.

وأكد عبد القادر أن تلك الورش "تتواجد فيها كميات كبيرة من المتفجرات والمواد القابلة للاشتعال" وتعرّض حياة المدنيين للخطر.

ʼالحوثيون في حالة ارتباكʻ

وفي هذا الإطار، قال المحلل العسكري يحيى أبو حاتم إن استهداف التحالف العربي مقرات للحرس الثوري في صنعاء قد "أربك" الحوثيين.

وأوضح أن ذلك أدى إلى تعطيل العمليات القتالية للحوثيين إذ أن الحرس الثوري يوجه المعارك على الجبهات، ولذلك خسرت الميليشيات الأرض في مناطق محددة مثل محافظات الحديدة وشبوة وتعز.

وقال "أرسلت إيران الأسلحة وخبراء من الحرس الثوري ومن حزب الله وهم من الصف الأول لرسم الخطط الاستراتيجية وإعادة تجميع السلاح المهرب من إيران وإعادة إطلاقه على أهداف مدنية".

وأضاف أن بعض الخبراء تكفل بزراعة الألغام البحرية وتفخيخ الزوارق والبعض الآخر تكفل بإعداد الخطط العسكرية والاتصالات والسيطرة الاستخباراتية، مشيرا إلى أن عددا من الخبراء عمل على إدارة المعركة في الجبهات.

وأكد أبو حاتم أن إيران تدعم الحوثيين كونها تسعى من خلال الجماعة للسيطرة على منطقة جغرافية مهمة تطل على مضيق باب المندب، وبالتالي تهدف إلى السيطرة على إمكانية الوصول إلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500