وفر استخدام القوات الأوكرانية لمنظومة صواريخ المدفعية عالية الحركة (هيمارس) ضد روسيا للمستخدمين الآخرين، ومن بينهم الإمارات، معلومات قيّمة بشأن الإمكانات المتنوعة لمنظومة قذف الصواريخ (نظام الصواريخ متعدد الانطلاق).
ويوم الاثنين، 1 آب/أغسطس، قالت أوكرانيا إنها استلمت المزيد من المنظومات الصاروخية عالية الدقة من الولايات المتحدة وألمانيا، معززة بذلك ترسانة متزايدة من المدفعية الغربية بعيدة المدى التي تؤكد أنها تغير الديناميكية في ساحة القتال.
وأعلن وزير الدفاع الأوكراني ألكسي ريزنيكوف في تغريدة عن وصول 4 قاذفات صواريخ إضافية من منظومة هيمارس من واشنطن، إضافة إلى الدفعة الأولى من أنظمة مارس-II الألمانية.
وكتب ريزنيكوف عن "امتنانه" لنظيره الأميركية لويد أوستن وللرئيس جو بايدن بفضل "تقوية" الجيش الأوكراني.
وكتب يوم الاثنين "أثبتنا أننا مشغلون فعالون لهذا السلاح. أصبح صوت وابل #هيمارس الصوت الأكثر صدى هذا الصيف في الخطوط الأمامية!".
ويعد نظام مارس II الموفر من ألمانيا المجموعة الثالثة من أنظمة قذف الصواريخ المتطورة بعد هيمارس ونظام الصواريخ متعدد الانطلاق أم 270، والذي تقرر إعطاؤه لأوكرانيا لمساعدتها على مواجهة الغزو الروسي.
وحتى اليوم، وافقت الولايات المتحدة على إرسال نحو 20 منظومة من منظومات هيمارس لأوكرانيا، وذلك ضمن برنامج واسع لتجهيز قوات كييف.
وفي تموز/يوليو، طلب ريزنيكوف من واشنطن إرسال المزيد من المنظومات، قائلا إن قوات كييف استخدمتها لتدمير نحو 30 مركز قيادة ومستودعات ذخيرة تابعة للروس، علما أن هذه الأخيرة كانت بعيدة جدا عن جبهات القتال بحيث يصعب الوصول إليها بالمدفعية التقليدية.
وقال إن هناك حاجة إلى ما لا يقل عن مائة من هذه المنظومات لشن هجوم مضاد فعال ضد قوات موسكو.
وأشادت واشنطن بالاستخدام "الممتاز" لهيمارس على يد الجيش الأوكراني، مسلطة الضوء على فعاليتها في ساحة القتال.
سلاح ناري دقيق
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي انفجارات مطولة في مستودعات ذخيرة في مدينتي لوهانسك ونوفا كاخوفكا الخاضعتين لروسيا وأماكن أخرى، وهو ما يثبت قوة الصواريخ الأميركية ودقتها.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تموز/يوليو أن "الغزاة شعروا فعلا بتأثير المدفعية الحديثة. لن يكون لهم ملاذ آمن في أية رقعة من أراضينا".
يُذكر أن منظمومة هيمارس عبارة عن قاذفة مرنة مثبتة على عجلات لصواريخ موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي بمدى يصل إلى نحو 80 كيلومترا.
وخلافا لمنظومات أخرى من أنظمة الصواريخ متعددة الانطلاق والتي استخدمها الطرفان في الحرب، يمكن توجيه صواريخ هيمارس إلى الأهداف بدقة، مما يعني أنه يمكن استخدامها بصورة مقتصدة وموثوقة.
وتم في حزيران/يونيو تسليم أول 4 قاذفات تستطيع حمل 6 صواريخ في الوقت عينه.
وللصواريخ مزايا إلى جانب الدقة. فهي تحلق على ارتفاع منخفض وسرعة عالية بما يكفي ليتعذر على الدفاعات الجوية الروسية اعتراضها بسهولة. وبفضل المرونة العالية لهذه الآليات، يصعب على الروس كشفها واستهدافها.
وفي هذا السياق، كتب الجنرال المتقاعد والمحلل العسكري الأسترالي مايك راين على تويتر في تموز/يوليو، "تغير هيمارس طابع الحرب في أوكرانيا".
وتابع "تسمح للأوكرانيين باستهداف الروس من مسافة أبعد وفي مناطق منعوا من الوصول إليها بسبب المنظومات الروسية للدفاع الجوي".
وذكر فيليبس أو براين أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا أن هيمارس هي جزء من استراتيجية أوسع نطاقا لإلحاق الضرر باللوجستيات الروسية ومواجهة دفاعاتها الجوية.
ويؤدي ذلك إلى ترك المدفعية على جبهة القتال، والتي تعد أساس الهجوم الروسي، أقل حماية في وجه القوات الجوية والبرية الأوكرانية.
وفي هذه الأثناء، تطالب كييف واشنطن بصواريخ نظام الصواريخ التكتيكية التابعة للجيش والتي يمكن إطلاقها من قاذفة هيمارس ويصل مداها إلى 300 كيلومتر.
تهديدات إيرانية
هذا واشترت الإمارات نفسها 32 قاذفة هيمارس منذ أواخر العقد الأول في القرن الواحد والعشرين.
وباستخدام أنظمة الصواريخ التكتيكية التابعة للجيش، تستطيع قاذفات الإمارات بفعالية استهداف الأصول البحرية الإيرانية أو عمليات الميناء في مضيق هرمز.
يُذكر أن إيران والحرس الثوري التابع لها ينخرطان بصورة منتظمة في أنشطة بحرية مهددة للأمن أو غير شرعية في الخليج، وتشمل تنفيذ مناورات عسكرية بالذخيرة الحية ومصادرة ناقلات النفط.
كذلك، تشكل إيران ووكلاؤها تهديدا مباشرا للأراضي الإماراتية.
وكانت الإمارات قد استهدفت بضربات صاروخية نفذها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن في مطلع العام الجاري.
واستخدم الحوثيون الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المسلحة لتنفيذ هجمات في 17 كانون الثاني/يناير على أبو ظبي، وهو ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين يعملان بشركة بترول أبو ظبي الوطنية جراء انفجار 3 خزانات بنزين بالقرب من منشأة للتخزين.
وأصيب 6 آخرون في الهجوم الذي أدى أيضا إلى اندلاع حريق في منطقة تحت الإنشاء بمطار أبو ظبي. وقالت الشرطة الإماراتية إنه تم العثور على "أجسام صغيرة متطايرة تعود على الأرجح لطائرات مسيرة".
وفي 2 شباط/فبراير، اعترضت القوات الإماراتية ودمرت أيضا "طائرات مسيرة عدائية" كانت تستهدف الإمارات. وتبنت الهجوم ميليشيا عراقية غامضة تابعة لإيران وتطلق على نفسها اسم ألوية الوعد الحق، وذلك في بيان تداوله وكلاء إيران.
وفي وقت لاحق "هنأ" الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع ألوية الوعد الحق على العملية، فيما أثنى المسؤول الحوثي البارز محمد علي الحوثي على المهاجمين في رسالة نشرها على تويتر، قبل أن يحذف التغريدة.
وكتب في رسالته "شكرا للعراق الحر وفصائله المجاهدة".
هذا وشكلت علاقات الإمارات بإسرائيل أيضا نقطة خلاف مع إيران.
فقامت الإمارات بتطبيع علاقاتها بإسرائيل في أيلول/سبتمبر 2020، وقدمت إسرائيل الدعم بالدفاع الجوي المباشر لأبو ظبي في تموز/يوليو 2020 عقب الهجمات التي نفذت في مطلع العام نفسه.
وهددت طهران بضرب الإمارات في حال سمحت لإسرائيل بوضع منشآت عسكرية في أراضيها، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال بشهر تموز/يوليو.