الميليشيات المدعومة من روسيا بسوريا تشعر بضائقة مع تحول التركيز إلى أوكرانيا

القاهرة -- قال ناشطون إن الميليشيات السورية المدعومة من روسيا تواجه أزمة بسبب انشغال موسكو بحربها على أوكرانيا وتركيز انتباهها ودعمها على تلك الساحة، ويشمل ذلك العناصر والأسلحة والمال.

وكان لهذا التحول المفاجئ تأثير ملحوظ على الوضع الذي وجدت تلك الميليشيات نفسها فيه.

ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، حصل عدد من الانشقاقات، حيث قام عناصر من الميليشيات المدعومة من روسيا بتحويل ولائهم إلى الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.

ولاستغلال هذه الموجة وجذب المزيد من المنشقين المحتملين من الجماعات التابعة لروسيا، عمدت الميليشيات الإيرانية مؤخرا إلى زيادة الرواتب التي تقدمها.

وقال الناشط الإعلامي جميل العبد، وهو من دير الزور، للمشارق إن قوات الدفاع الوطني المدعومة من روسيا بدأت بمصادرة المنازل والمحلات وغير ذلك من الممتلكات في دير الزور.

وأضاف أن الميليشيا قامت حتى الآن بمصادرة 3 منازل تعود لمدنيين سبق أن هربوا من المنطقة إلى مدينة العشارة بريف دير الزور، بالإضافة إلى عدد من المحلات التجارية التي تقع بمجمع تجاري يعرف باسم "عبارة الهرم".

وقال إن "المعروف أن المجمع الذي يقع بوسط مدينة دير الزور مملوك لأحد معارضي النظام السوري ويدعى رضوان لويس واللافت أن الميليشيات قامت على الفور بتأجير هذه الممتلكات".

وأكد أن "هذه التحركات وحسب مصادر من الدفاع الوطني نفسه تأتي لتأمين مصدر للتمويل بعد شبه انقطاع التمويل الروسي بسبب إعطاء الأولوية للحرب في أوكرانيا".

وتابع أن "كبار ضباط الميليشيا خائفون من حل الميليشيا من قبل الروس أو انهيارها بسبب عدم دفع الرواتب".

وأشار إلى أن "ذلك دفع بالعديد من عناصر الميليشيا إلى القبول بالتسويات مع النظام خوفا من فقدانهم للتغطية الأمنية التي كانوا قد حصلوا عليها من القوات الروسية بانضمامهم إلى الميليشيا".

ضيق الموارد المالية

وبدوره، ذكر الناشط السوري أيهم العلي للمشارق أن الميليشيات التابعة لروسيا في سوريا تعاني من نقص حاد في الموارد المالية.

وأوضح "يبدو الأمر واضحا حسب تأكيدات العديد من عناصر هذه الميليشيات، خصوصا الدفاع الوطني".

وأضاف أنه تسود أجواء تذمر على نحو واسع في صفوف الميليشيا "بسبب تأخر المرتبات لـ 3 أشهر حتى الآن".

وذكر أن الدعم اللوجستي والمواد الغذائية المخصصة للميليشيا بدأت هي الأخرى بالتقلص، وذلك بسبب عدم دفعها الأموال العائدة للتجار.

ولفت العلي إلى أن هذا الوضع دفع بالعشرات من العناصر إلى المغادرة والانضمام لصفوف الميليشيات التابعة للحرس الثوري أملا بتقاضي راتب شهري.

وتابع "يبدو أن إيران تستغل الأوضاع فقامت برفع الرواتب"، ووعدت برفعها أكثر خلال الفترة المقبلة لإغراء المزيد من العناصر.

والمثير للسخرية هو أنه في هذه الأثناء، يخرج الإيرانيون في مختلف أنحاء إيران إلى الشوارع للاحتجاج على مسائل متعددة، منها رواتبهم المنخفضة وعدم دفع الرواتب والبطالة.

وذكر العلي أن حالة الزعزعة والتململ هذه "لا تقتصر على عناصر الدفاع الوطني، بل شملت أيضا عناصر ميليشيا قاطرجي المدعومة من روسيا".

وأوضح أن ما لا يقل عن 400 عنصر انشقوا عن ميليشيا قاطرجي المسؤولة عن عمليات نقل النفط والسيطرة على المعابر في دير الزور، والتحقوا إلى الفرقة الرابعة المدعومة من الحرس الثوري.

وأشار إلى أن الميليشيا يتزعمها حسام قاطرجي، مضيفا أن هناك معلومات تفيد بأن "إيران تدعم المدعو محمد حمشو ليكون بديلا عن قاطرجي في المنطقة"، وقد يسبب ذلك "ضربة قوية لروسيا".

سرقة الأراضي والممتلكات

وبدوره، قال الصحافي السوري محمد العبد الله إن محافظة دير الزور الشرقية شهدت 3 مراحل في سرقة الممتلكات العائدة للمعارضين للنظام السوري.

وشملت المرحلة الأولى صدور مراسيم وقوانين على يد النظام السوري ووكلائه وتم بموجبها وضع اليد على الممتلكات والأراضي الزراعية وتسكين موالين للنظام ووكلاء له فيها.

أما المرحلة الثانية، فشملت الحرس الثوري وأذرعه المختلفة التي قامت بمصادرة عشرات المنازل والأبنية التي تم تحويلها الى مساكن لعائلات المقاتلين، كما تمت مصادرة الأراضي الزراعية لتوليد الإيرادات، ولا سيما حقول القمح.

وأشار العبد الله إلى أن المرحلة الثالثة "تجري حاليا من قبل ميليشيا الدفاع الوطني التي تضع يدها على ما تبقى من ممتلكات عائدة لمعارضين للنظام أو منشقين عن الجيش السوري".

وتابع أن أي دخل ينتج عن هذه الممتلكات مخصص "للتعويض عن ضعف التمويل الروسي وضمان مصادر تمويل إضافية لتأمين الحد الأدنى من الرواتب للعناصر".

وقال إنه يمكن اعتبار ذلك إجراء يائس "لضمان الوجود".