انتقدت البحرية الأميركية يوم الثلاثاء، 28 تموز/يوليو، إيران واصفة إياها بأنها "متهورة وغير مسؤولة" بعد تنفيذها مناورات عسكرية في مياه الخليج تضمنت إطلاق صاروخ باتجاه مجسم لحاملة طائرات، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
واعتبر خبراء عسكريون في المنطقة تحدثوا لموقع المشارق، أن المناورات البرية والجوية والبحرية التي حملت اسم "الرسول الأعظم الـ 14"، تشكل "خطوة استفزازية متوقعة" وحذروا من التأثير السلبي على التجارة العالمية.
وأجريت المناورات بالقرب من مضيق هرمز الذي يعد ممر شحن حيويا لخُمس إنتاج النفط العالمي، في وقت تتفاقم فيه حالة التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وقالت ريبيكا ريباريتش المتحدثة باسم الاسطول الخامس يوم الثلاثاء، "نحن على علم بتدريبات إيرانية على مهاجمة مجسم سفينة مماثلة لحاملة طائرات".
وأضافت "نرى دائما هذا النوع من السلوك متهورا وغير مسؤول في محاذاة الممرات الدولية الحيوية، ولم تعطل هذه المناورات عمليات التحالف الدولي في المنطقة".
وتباينت الآراء في ما يتعلق بتأثير المناورات المحتمل على التجارة الدولية.
وأشارت ريباريتش إلى أن أفعال إيران لم تعطل "حركة التجارة الحرة في مضيق هرمز والمياه المحيطة به"، في حين توقع خبراء إقليميون أن تؤدي زيادة التوتر إلى خسائر مالية.
تفجير مجسم لحاملة الطائرات
وخلال هذه المناورات، قام الحرس الثوري الإيراني بتفجير مجسم عن ناقلة طائرات أميركية محملة بالصواريخ، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي.
وبُثت لقطات عبر التلفزيون الرسمي، أظهرت القوات الجوية والبحرية التابعة للحرس الثوري وهي تستعد لهجوم. وجالت القوارب السريعة في المياه قبل أن أطلقت القوات البرية قذائف فيما أطلق صاروخ من مروحية.
وظهر مجسم من حاملة طائرات من فئة "نيميتز" مع سلسلة من الطائرات الحربية الزائفة من كل جهة من شريط الهبوط.
ثم نقل التلفزيون المحلي لقطات عن صواريخ أطلقت نحو البحر من على متن شاحنات، قبل إظهار الدمار الذي لحق بهيكل مجسم حاملة الطائرات.
كذلك، أطلق صاروخ من مروحية تاركا خلفه خطا من الدخان، قبل الهبوط على السفينة الحربية الزائفة. وظهرت بعدها القوات المسلحة وهي تصعد على متن السفينة قبل أن أحاط بها نحو 10 قوارب سريعة.
وفي هذا السياق، قال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي للتلفزيون الرسمي إن "ما ظهر اليوم في هذه المناورات على مستوى القوات الجوية والبحرية، كان كله هجوميا".
هذا ونقل عدد من المواقع الإلكترونية المتشددة داخل إيران حصول هذه المناورات.
وذكر موقع مشرق نيوز أنه تم الاستناد إلى صور من القمر الصناعي الإيراني "نور"، مما "ساعد في تنسيق المناورات بطريقة أدق".
وأطلقت إيران أول قمر صناعي عسكري لها باسم "نور" في 22 نيسان/أبريل، وهو ما زعمت الولايات المتحدة أنه غطاء لجهود إيران في تطوير الصواريخ، مع أن الجمهورية الإسلامية طلبت من المجتمع الدولي المساعدة بالتمويل لمواجهة فيروس كورونا (كوفيد-19).
ʼخطوة استفزازية متوقعةʻ
وقال خبراء عسكريون للمشارق إن المناورات العسكرية كانت خطوة استفزازية متوقعة من جانب الحرس الثوري الذي يسعى بكل الطرق إلى إبقاء الخليج في حالة من التوتر الدائم.
وجاءت هذه المناورات في ظل الجهود المتواصلة التي تبذلها دول الخليج والولايات المتحدة من أجل إعادة الهدوء وإزالة التوتر لإحلال السلام والأمن في المنطقة.
ولفت الخبير العسكري السعودي منصور الشهري إلى أن المناورات الأخيرة في مضيق هرمز كانت "استفزازا واضحا".
وقال للمشارق إن الأمر لم يكن مجرد مناورات، ويمكن اعتباره تهديدا مباشرا ذلك أن التركيز كان على على مجسم لحاملة طائرات أميركية تم تدميرها بصواريخ موجهة.
وأشار إلى مشاركة ما يعرف بـ"القوات الجوفضائية" التابعة للحرس الثوري، إلى جانب إطلاق الصواريخ قصيرة المدى نفسها التي يستخدمها هذا الأخير لتهديد ومهاجمة دول المنطقة بصورة مباشرة أو بواسطة أذرعه.
وذكر أن الحوثيين (أنصار الله) قد استخدموها لمهاجمة السعودية.
وقال الشهري إن القطعات التي شاركت في المناورات، أي القوات الجوية والصاروخية والزوارق السريعة والضفادع البحرية، هي القطعات نفسها التي يستخدمها الحرس الثوري لاستفزاز دول المنطقة، خاصة الزوارق السريعة.
يُذكر أنه في منتصف نيسان/أبريل، اتهمت الولايات المتحدة الحرس الثوري باستخدام القوارب السريعة لمضايقة سفنها الحربية في الخليج.
ʼخطوات تصعيديةʻ للحرس الثوري
من جهته، اعتبر الباحث السياسي عبد النبي بكار أن "الحرس الثوري الإيراني قام بخطوات تعتبر تصعيدية، في الوقت الذي تنصب فيه الجهود لتهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج".
وقال للمشارق إنه وجه بذلك رسالة واضحة إلى دول الخليج والقوات الأميركية التي تؤمن المياه الإقليمية.
وأوضح "عندما تقوم إيران بمناورات [...] للقضاء على أهداف تمثل السفن المتواجدة لتأمين المنطقة ومسارات السفن التجارية المدنية، فإنها تؤكد نيتها المبيتة بمهاجمة هذه الأهداف في المستقبل".
وأشار إلى أن المناورات العسكرية للحرس الثوري في مضيق هرمز أشعلت توترات سيكون لها أثر متوسط وطويل الأمد على الاقتصاد العالمي.
وأكد أنها ستربك إلى حد كبير حركة الملاحة التجارية العالمية.
ورجح أن يدفع ذلك شركات التأمين وشركات الملاحة إلى إعادة النظر في المخاطر بطريقة قد تزيد من الأعباء المالية، في وقت تنصب فيه الجهود العالمية باتجاه إنعاش التجارة بعد أن أثر عليها انتشار فيروس كورونا.
لا تتعاملوا على محمل الجد مع وكالات إخبارية مثل تسنيم وفارس وغيرها مما لها أسماء مختلفة، وأيضا هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية (IRIB). فهذه ليست وكالات أنباء إذ أنها تنشر أغلب الأحيان آراءها وآراء أقلية من الشعب. وهي لا تقدم أي معلومات قيمة ولا تحظى بشعبية أو بقبول الناس. وعادة ما تكون وظيفتها هي وضع الناس تحت المجهر والترويج. إلا أن الوضع لم يعد كما كان لأن الترويج فشل كما فشلت الرقابة الحكومية، وأغلب هذه المناورات لسيت سوى دعاية. أنا إيراني، وأسأل أين الطائرات الأميركية لكي تأتي وتستهدف حفنة الملالي هذه؟ أنا مستعد لأشاركهم في عمليات الاستهداف هذه، وحين يأتي هذا اليوم، ستكون طبعا حفنة الملالي كما وكالة تسنيم، مختبئين في سابع أرض.
الرد1 تعليق