أمن

وكلاء إيران في العراق واليمن ينسقون هجماتهم لتهديد أمن الخليج

فارس العمران

طيور النورس تطير فوق منتزه أبو ظبي الساحلي في العاصمة الإماراتية يوم 24 كانون الثاني/يناير 2022. وكانت الإمارات هدفا في الأسابيع الأخيرة للميليشيات المدعومة من إيران في اليمن والعراق. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

طيور النورس تطير فوق منتزه أبو ظبي الساحلي في العاصمة الإماراتية يوم 24 كانون الثاني/يناير 2022. وكانت الإمارات هدفا في الأسابيع الأخيرة للميليشيات المدعومة من إيران في اليمن والعراق. [كريم صاحب/وكالة الصحافة الفرنسية]

قال محللون إن التنسيق العملياتي الظاهر بين وكلاء إيران في اليمن والعراق يتسبب أكثر فأكثر بتقويض أمن دول الخليج والمنطقة.

وقد انطلقت موجة جديدة من أعمال العنف التي تستهدف الإمارات في كانون الثاني/يناير، مع سلسلة من الهجمات التي نفذت بالطائرات المسيرة والصواريخ من اليمن وتبناها الحوثيون.

والآن دخلت جماعة جديدة في المعركة.

ويوم 2 شباط/فبراير، اعترضت القوات الإماراتية "مسيرات معادية" استهدفت الإمارات ودمرتها. وتبنت الهجوم ميليشيا عراقية غير معروفة ومرتبطة بإيران تطلق على نفسها اسم ألوية الوعد الحق، بحسب بيان تداوله وكلاء إيران.

وضعت ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران صناديق في الأضرحة بالعراق لجمع الأموال لصالح الحوثيين. ولكن لم تحظ هذه الحملة بدعم واسع. [صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

وضعت ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران صناديق في الأضرحة بالعراق لجمع الأموال لصالح الحوثيين. ولكن لم تحظ هذه الحملة بدعم واسع. [صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

وضعت ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران صناديق في الأضرحة بالعراق في إطار حملة لجمع الأموال لصالح الحوثيين لدعم هجماتهم بالطائرات المسيرة ضد السعودية والإمارات. [صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

وضعت ميليشيا كتائب حزب الله العراقية المدعومة من إيران صناديق في الأضرحة بالعراق في إطار حملة لجمع الأموال لصالح الحوثيين لدعم هجماتهم بالطائرات المسيرة ضد السعودية والإمارات. [صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي]

ولاحقا، "هنأ" الناطق العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع، ألوية الوعد الحق على العملية، فيما أثنى المسؤول الحوثي البارز محمد علي الحوثي على المهاجمين في رسالة نشرها على تويتر، قبل أن يحذف التغريدة.

وكتب في رسالته "شكرا للعراق الحر وفصائله المجاهدة".

وفي بيانات علنية مختلفة، أشار زعيم ميليشيا عصائب أهل الحق العراقية المرتبطة بإيران قيس الخزعلي إلى تأييده الهجمات.

وكانت ألوية الوعد الحق قد تبنت هجوما شن في كانون الثاني/يناير 2021 على السعودية، حيث أطلقت طائرات مسيرة على قصر اليمامة ومواقع أخرى في الرياض.

وهددت الجماعة باستهداف الإمارات، فنشرت صورا مفبركة لناطحة السحاب العملاقة برج خليفة وهي تتعرض لضربات من طائرات مسيرة.

ويُنظر للميليشيا غير المعروفة على أنها واجهة لكتائب حزب الله.

وفي بيان صدر في أعقاب هجوم 2 شباط/فبراير، قالت وزارة الدفاع الإماراتية إنها على أهبة الاستعداد للتعامل مع أية تهديدات وإنها "تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الدولة".

وتعهدت الولايات المتحدة بتعزيز أمن الإمارات، وقامت بنشر مدمرة صواريخ موجهة ومقاتلات متطورة في إطار "مجموعة من الإجراءات" للمساعدة في الدفاع عن حليفها الخليجي.

هجمات منسقة

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري جليل خلف المحمداوي إنه من الواضح أن وكلاء إيران ينسقون عملياتهم للإضرار بالأمن الإقليمي والخليجي بناء على أوامر مباشرة من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وأضاف في حديث للمشارق أن "الهجمات ضد الإمارات وقبلها السعودية تدل على ذلك بوضوح".

وأكد أن وكلاء إيران "يتلقون الدعم والتمويل والسلاح من الإيرانيين ليواصلوا أعمالهم الإرهابية وأنشطتهم التخريبية في المنطقة".

ونوه إلى أن الفصائل العراقية الخارجة عن القانون لا تعنيها مصلحة العراق وما تشكله هجماتها على دول الخارج من ضرر كبير على سمعة البلاد وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

هذا وقد قوبل إعلان ألوية الوعد الحق مسؤوليتها عن الهجوم الأخير على الإمارات باستهجان شعبي واسع في العراق.

فاستنكر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الهجمات، مشددا على رفضه محاولات زج العراق في "حرب إقليمية خطرة".

وأكد في بيان على أهمية ألا يكون العراق منطلقا لشن اعتداءات على دول الجوار والمنطقة، داعيا الحكومة للتعامل بحزم مع من يسعون لإقحام العراق بمثل هذه النزاعات.

واستدرك قائلا إن "العراق بحاجة للسلام والهيبة وعدم التبعية لأوامر الخارج"، في إشارة لولاء الميليشيات لإيران.

وفي تغريدة على تويتر، وصف مستشار الشؤون الدبلوماسية للرئيس الإماراتي أنور قرقاش موقف الصدر بأنه يتسم بـ "العقلانية"، مشيرا إلى أنه "ينسجم مع مبدأ قدسية سيادة الدول واستقلالها".

وبدوره، ذكر المحلل السياسي أحمد شوقي أن الميليشيات العراقية الموالية لإيران يحركها إخفاقها في تحقيق مكاسب سياسية بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وأكد للمشارق أن الهجمات الأخيرة "جزء من سياسة التصعيد وخلط الأوراق التي تتبعها الميليشيات بتخطيط من الإيرانيين".

وأشار إلى أن هذه الميليشيات ومن خلال أفعالها، "تثقل العراق بالمزيد من الأزمات والمشاكل وتشعل صراعا إقليميا مدمرا في المنطقة".

وتابع أن العراقيين متحدون اليوم في رغبتهم "بإدانة سلوك تلك الميليشيات وعبثها المتواصل بسيادة ومصالح بلادهم".

حملة لجمع التبرعات للحوثيين

وفي 23 كانون الثاني/يناير الماضي، أطلقت كتائب حزب الله حملة لجمع التبرعات من أجل مساعدة الحوثيين على تصنيع الطائرات المسيرة لاستهداف الإمارات والسعودية.

وجرى الترويج للحملة على أنها "حملة من شباب العراق" يقودها أمير الموسوي التابع لتجمع شباب الشريعة الذي تسيطر عليه كتائب حزب الله.

ولكن لم يساهم العراقيون رغم جهود الترويج للحملة والحث على التبرع بواسطة قنوات فضائية مملوكة للميليشيات كالاتجاه والعهد والنجباء وبواسطة مواقع بوسائل التواصل الاجتماعي كصابرين نيوز.

وقال محللون إن هذا الإخفاق يعكس تصاعد الاستياء الشعبي العام من تصرفات وكلاء إيران واستنزافهم لثروات البلاد من أجل تأجيج الصراعات.

وأعلن زعيم كتائب حزب الله أبو علي العسكري في 28 كانون الثاني/يناير أن الميليشيا تبرعت بمليار دينار عراقي (685 ألف دولار) كـ "هدية" للحملة.

وعلّق الصحفي شاهو القره داغي على حسابه في تويتر على "الهدية"، قائلا إن حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن والنظام السوري يموَلون بأموال العراقيين، بينما الشعب العراقي نفسه محروم من موارد البلاد وثروتها.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500