أمن

تصعيد إيران ومصادرتها للسفن يعزز الخطر على ممر أساسي لشحن النفط

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

عناصر مسلحون من الحرس الثوري الإيراني يظهرون في هذه الصورة بعد هبوطهم بمروحية على متن ناقلة نفط لاحتجازها. [وزارة الدفاع الإيرانية]

عناصر مسلحون من الحرس الثوري الإيراني يظهرون في هذه الصورة بعد هبوطهم بمروحية على متن ناقلة نفط لاحتجازها. [وزارة الدفاع الإيرانية]

أثار الرد الإيراني العدائي على المناشدات الدولية بإطلاق سراح سفينتين تحملان العلم اليوناني كان الحرس الثوري الإيراني قد احتجزهما الأسبوع الماضي، مخاوف بشأن أمن الممرات الأساسية المعتمدة لشحن النفط.

واحتجز الحرس الثوري ناقلتي النفط يوم الجمعة، 27 أيار/مايو، في الخليج العربي، ما قوبل باستنكار سريع من قبل اليونان التي تعد الدولة التي تملك أكبر أسطول من الناقلات، وجهات أخرى، بينها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت أثينا إن المروحيات التابعة للبحرية الإيرانية أنزلت مسلحين على متن الناقلتين، وهما الناقلة برودانت ووريور التي تشغلها شركة بولمبروس العائلية للشحن وإدارة السفن ومقرها أثينا والناقلة دلتا بوسيدون.

وكانت الناقلة دلتا بوسيدون تبحر في المياه الدولية عند احتجازها.

وكانت كل من الناقلتين تحمل نحو مليون برميل من النفط، وكانتا قد شحنتا حمولتهما في العراق، حسبما ذكر موقع بلومبرغ.

وأشار الموقع إلى أنه تم أخذ الناقلة برودانت ووريور إلى مرفأ بندر عباس الإيراني.

وفي إعلان نشر يوم الاثنين على موقعها الإلكتروني، ذكرت شركة بولمبروس للشحن أن برودانت ووريور "لا تزال محتجزة في المياه الإقليمية الإيرانية".

وقالت شركة الشحن إن قبطان السفينة وطاقمها "تمكنوا من التواصل مع بولمبروس"، مضيفة أنها تبقى "في تعاون وتواصل دائم مع الجهات والسلطات المعنية".

وذكرت وزارة الخارجية اليونانية أن الطاقم يضم 9 أشخاص من الجنسية اليونانية، من دون تحديد عدد البحارة الآخرين الذين كانوا على متن السفينة.

وفي هذا السياق، قالت هيئة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية إنه لم يتم "احتجاز" طاقمي السفينتين، بل هما حاليا "في حماية" إيران، حسبما ذكرت مجلة ماريتيم إكزكيوتيف يوم الاثنين.

ʼأعمال قرصنةʻ

ودانت اليونان احتجاز إيران للسفينتين، قائلة إن هذا الفعل "يرقى إلى أعمال القرصنة" ومحذرة مواطنيها من السفر إلى إيران.

وطلبت من سفنها تجنب المياه الإيرانية، إلا أنها امتنعت عن أمرها بعدم الإبحار في الخليج.

وبدوره، دان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يوم الأحد احتجاز السفينتين "بأشد العبارات" وطالب بإطلاق سراحهما على الفور مع شحنتهما وطاقمهما، حسبما ذكرت وزارة الخارجية.

واستنكر المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس "اعتداء [إيران] المتواصل على السفن وتدخلها في حقوق وحرية الملاحة".

وأشار إلى أن ذلك يشكل خطرا "على الأمن البحري والاقتصاد العالمي".

كما دانت وزارتا الخارجية الألمانية والفرنسية العملية معتبرة إياها انتهاكا خطيرا وغير مبرر للقانون الدولي، وطالبتا إيران بإطلاق سراح السفينتين وطاقمهما فورا.

ولكن إيران استمرت بتشبثها يوم الأربعاء، متهمة ألمانيا وفرنسا بـ "تدخل غير مناسب" عقب إدانتهما للحادثة.

ونقلت مجلة ماريتيم إكزكيوتيف يوم الاثنين أن الحرس الثوري كان قد أصدر سابقا تهديدا إضافيا لليونان فذكر أن "ناقلات يونانية إضافية موجودة في مياه الخليج ومن الممكن أن يتم احتجازها من قبل القوة النخبوية".

وقالت المجلة إن "التصعيد في الخطاب يثير مخاوف جديدة بشأن الشحن وسوق النفط العالمي بشكل خاص، علما أن هذا الأخير يتعرض أصلا للضغط جراء غزو روسيا لأوكرانيا".

وفي هذا الإطار، ذكر ريتشارد ماثيوز مدير الأبحاث في شركة إي.أي غيبسون شيببروكرز لصحيفة فاينانشال تايمز أن "أي صاحب سفينة يوناني سيفكر جيدا قبل التوجه إلى الشرق الأوسط"، لافتا إلى احتمال حدوث تعطيلات إضافية في شحنات النفط الخام.

ونقلت بلومبرغ يوم الاثنين أن احتجاز إيران للسفينتين "يزيد من خطر حصول توقف إضافي في حركة الشحن من منطقة تشكل مصدرا حيويا لإمدادات الطاقة العالمية".

وقال مات ستانلي، وهو تاجر ووسيط مع شركة ستارفيولز في دبي، لبلومبرغ إنه "سيتوجب على جهات الشحن أن تكون أكثر يقظة".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500