واشنطن -- أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الجيش الأميركي نفذ يوم الثلاثاء، 23 آب/أغسطس، غارات جوية دقيقة في شرقي سوريا، مستهدفا منشآت تستخدمها الميليشيات المدعومة من إيران.
حيث قال المتحدث باسم القيادة المركزية الكولونيل جو بوتشينو إن الغارات التي نفذت في محافظة دير الزور "استهدفت منشآت بنية تحتية كانت تستخدمها جماعات تابعة للحرس الثوري الإيراني".
وذكر بوتشينو أن "هذه الغارات الدقيقة تهدف إلى الدفاع عن القوات الأميركية وحمايتها من هجمات كتلك التي نفذتها في 15 آب/أغسطس جماعات مدعومة من إيران ضد عسكريين أميركيين"، مشيرا بذلك إلى عملية استهدفت خلالها قاعدة التنف بعدد من الطائرات المسيرة ولم يسفر عنها سقوط ضحايا.
وتنتشر القوات المدعومة من إيران بالقرب من التنف، وهي قاعدة صحراوية جنوبي سوريا على الطريق الاستراتيجي الممتد بين بغداد ودمشق بالقرب من الحدود السورية مع العراق والأردن.
وتضم القاعدة قوات أميركية ضمن تحالف يركز على محاربة فلول تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، إلى جانب قوات جيش مغاوير الثورة المناهضة للمتشددين.
وقال بوتشينو إن القوات الأميركية "اتخذت إجراء متناسبا ومتعمدا هدف إلى الحد من خطر التصعيد وسقوط الضحايا".
وتابع أن "الولايات المتحدة لا تسعى وراء النزاعات، بل ستستمر باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل حماية أفرادنا والدفاع عنهم".
وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا في بيان نشر على تويتر إن "الضربة... تعكس نيتنا الدفاع عن القوات الأميركية ومعداتها".
وذكر بوتشينو لمحطة سي.أن.أن أنه بعد عمليات استطلاع استمرت أكثر من 400 ساعة، استهدفت الغارات الجوية يوم الثلاثاء 9 ملاجئ في مجمع كانت تستخدمه الجماعات المدعومة من إيران لتخزين الذخيرة واللوجستيات.
وقال إن الجيش الأميركي كان ينوي أساسا استهداف 11 من الملاجئ الـ 13 في المجمع، إلا أن القيادة المركزية الأميركية قامت بإلغاء عملية ضرب ملجأين بعد رصد مجموعات من الأشخاص بالقرب منهما، مضيفا أن تقييما أوليا أشار إلى عدم سقوط قتلى.
واستهدفت الغارات مخيما كان يديره لواء فاطميون التابع للحرس الثوري الإيراني، ويضم بشكل أساسي مقاتلين أفغان من الطائفة الشيعية، حسبما ذكر المرصد يوم الأربعاء.
ولفت المرصد إلى أن المواقع التي استهدفت شملت مستودعا للأسلحة ومخيم تدريب لمقاتلي الجماعة.
ميليشيات مدعومة من إيران
يُذكر أن الحرس الثوري الإيراني يشكل الذراع الأيديولوجي للجيش الإيراني وقد أدرجته الولايات المتحدة على قائمة "التنظيمات الإرهابية".
وقالت إيران إنها نشرت عناصرها في سوريا بصفة مستشارين، بدعوة من دمشق.
هذا وقد أغرقت الطائرات المسيرة التي تصنعها وتزودها إيران بلدان المنطقة التي تنتشر فيها الميليشيات المدعومة من إيران.
ويقوم متخصصون من حزب الله اللبناني بتدريب عناصر من ميليشيا فاطميون على كيفية تشغيل الطائرات المسيرة في منطقة البادية السورية (الصحراء الشرقية) بالقرب من تدمر، بحسب ما أوردته تقارير صدرت مؤخرا.
وفي اليمن، استخدمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران الطائرات المسيرة في مناسبات عدة لضرب منشآت في السعودية والإمارات.
أما في العراق، فاستخدمت الميليشيات المدعومة من إيران الطائرات المسيرة الإيرانية على مدى سنوات لضرب قواعد عسكرية وأهداف أجنبية في الخليج العربي.