ذكرت مصادر سورية أن الحرس الثوري الإيراني أطلق في كانون الثاني/يناير جولة تدريب جديدة لتعليم عناصر الميليشيات التابعة له في شرقي سوريا كيفية تشغيل المسيرات.
وفي محافظة دير الزور شرقي سوريا، أكمل نحو 70 عنصرا من الميليشيا الأفغانية التي يقودها الحرس الثوري، لواء فاطميون، دورة تدريبية حول كيفية استخدام المسيرات امتدت على فترة شهرين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التدريب شمل أيضا استخدام أسلحة متوسطة وخفيفة.
وأشار المرصد إلى أن 26 عنصرا من متدربي لواء فاطميون أرسلوا إلى إيران بهدف إخضاعهم للمزيد من التدريبات العسكرية في مجال الطيران المسّير والاستخبارات.
وتزود إيران وكلاءها الأفغان والباكستانيين ولواء زينبيون ووكلاءها العراقيين بالمسيرات لتهديد الأمن الإقليمي. وتؤمن المسيرات كذلك لحزب الله اللبناني وللحوثيين الذين هم وكلاؤه في اليمن.
وإضافة إلى تزويد وكلائها بالمسيرات التي تستخدم كأسلحة، عملت إيران على تعليمهم كيفية تشغيلها عن بعد وتوجيهها والتحكم بها واستخدام تقنية الاستطلاع الجوي وتنفيذ هجمات على أهداف محددة.
تدريب على استخدام المسيرات في الصحراء
وفي آذار/مارس الماضي، أطلقت إيران عمليات تدريب مكثفة على استخدام المسيرات في المنطقة الصحراوية المحيطة بالتبني غربي محافظة دير الزور تحت إشراف خبراء من الحرس الثوري.
وشارك في التدريبات قادة وعناصر من حزب الله ولواء فاطميون وميليشيا حركة النجباء العراقية.
وذكرت مصادر شبكة عين الفرات آنذاك أنه "تم استقدام 10 طائرات مسيرة إيرانية الصنع من مستودعات مدينة تدمر وسط البادية السورية لغرض استخدامها في التدريب".
وخلال العامين المنصرمين، نقلت إيران عشرات المسيرات، لا سيما من نوعي مهاجر وأبابيل، بواسطة طائرات شحن من طراز يوشن من طهران إلى دمشق، ومنها إلى مطارات عسكرية سورية.
وتشمل هذه الأخيرة قاعدة التياس الجوية العسكرية في ريف حمص وقاعدة الشعيرات الجوية في حمص وقاعدة حماه الجوية العسكرية.
وفي حزيران/يونيو، كشفت عين الفرات عن قيام الحرس الثوري بنقل شحنة من مسيرات الجيل السابع جوا من دمشق الى مدينة القامشلي بالحسكة.
ومن المرجح أن يكون بعض هذه المسيرات قد استخدم لأغراض التدريب.
وذكرت عين الفرات أن الحرس الثوري أوفد إلى سوريا 30 من ضباطه وقادته، بينهم خبراء في مجال الطائرات المسيرة، ليتمركزوا في مقرات الميليشيات المدعومة من إيران في دير الزور.
كذلك، زعم أن الحرس الثوري أرسل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي نحو مائة عنصر من ميليشياته العراقية إلى الصحراء المحيطة بالتبني للمشاركة في دورة تدريبية مكثفة امتدت على فترة أسبوعين لتعلم كيفية تشغيل الطائرات المسيرة، وأشارت معلومات إلى أنه تم تهريب 15 منها من العراق.
وإضافة إلى العراقيين، شارك في التدريب 50 عنصرا من الميليشيات السورية التابعة للحرس الثوري.
هجمات على قاعدة التنف
هذا وتعتمد إيران إلى حد كبير على المسيرات لشن هجمات في مختلف أنحاء المنطقة بواسطة وكلائها.
وغالبا ما تهاجم المسيرات المشغلة من الوكلاء الإيرانيين قاعدة التنف في جنوبي شرقي سوريا، حيث تتمركز قوات التحالف الدولي التي تحارب تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).
ويهدد هذا النوع من الهجمات المساعي الدولية لمكافحة خطر داعش في سوريا، كما يقوض جهود استعادة الاستقرار وعودة الحياة الطبيعية إلى المنطقة.
واستخدمت في الهجوم الأخير الذي نفذ في 20 كانون الثاني/يناير 3 مسيرات مفخخة.
وقال مضر الأسعد المتحدث باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، إن "الهجوم الأخير على قاعدة التنف انطلق من قواعد الميليشيات الإيرانية في دير الزور".
وأوضح للمشارق "يندرج ذلك ضمن خطط إيران لبسط سيطرتها على سوريا من خلال نشر المزيد من جماعاتها وفتح قواعد ومعسكرات جديدة لها على الأراضي السورية".
وتابع أن "الحرس الثوري ينشط بشكل متواصل في استقدام الطائرات المسيرة من إيران إلى قواعده في سوريا لتدريب عناصر الميليشيات عليها وعلى استخدام بقية الأسلحة".
وحذر من خطورة التدفق المستمر للمسيرات والصواريخ الإيرانية إلى سوريا ومما تقدمه إيران من إغراءات للمجندين الجدد المحتملين.
وذكر أن "الهدف هو خلق الفوضى ومنع سوريا من الوصول للاستقرار والسلام ونشر الدمار في المنطقة".