أمن

محللون: الحرس الثوري مسؤول مباشر عن الهجوم على قاعدة التنف جنوبي سوريا

وليد أبو الخير

تظهر في هذه الصورة بقايا إحدى الطائرتين المسيرتين اللتين تم إسقاطهما في آب/أغسطس قبل استهداف قاعدة التنف جنوبي سوريا. [جيش المغاوير/فيسبوك]

تظهر في هذه الصورة بقايا إحدى الطائرتين المسيرتين اللتين تم إسقاطهما في آب/أغسطس قبل استهداف قاعدة التنف جنوبي سوريا. [جيش المغاوير/فيسبوك]

قال محللون إنه رغم محاولاته إلصاق اللوم بأطراف أخرى، يتحمل الحرس الثوري الإيراني المسؤولية مباشرة عن الهجوم الذي نفذ مؤخرا على قاعدة التنف الجوية جنوبي سوريا.

وفي 15 آب/أغسطس، قامت القوات الأميركية بإسقاط طائرتين مسيرتين كانتا تستهدفان قاعدة التنف في المنطقة ثلاثية الحدود على طول الحدود السورية والأردنية والعراقية. ولم يسفر الهجوم عن أية إصابات أو أضرار.

وأشارت نتائج وردت لاحقا إلى أن الطائرتين المسيرتين اللتين حددتا بأنهما من طراز صماد الإيراني، قد أطلقتا من مجمع جرف الصخر في محافظة بابل جنوبي بغداد.

يُذكر أن المجمع هو "منطقة عسكرية" مغلقة بالكامل وخاضعة لكتائب حزب الله الذراع الأساسي للحرس الثوري الإيراني في العراق.

أطفال في مخيم الركبان الواقع بالقرب من قاعدة التنف يحيون أحد الجنود الأميركيين في 18 آب/أغسطس. [قوات الكوماندوز الأميركية/فيسبوك]

أطفال في مخيم الركبان الواقع بالقرب من قاعدة التنف يحيون أحد الجنود الأميركيين في 18 آب/أغسطس. [قوات الكوماندوز الأميركية/فيسبوك]

وفي هذا السياق، قال فتحي السيد الباحث المتخصص في الشأن الإيراني بمركز الشرق الأوسط للدراسات الإقليمية والاستراتيجية إن "الهجوم الذي استهدف قاعدة التنف هو هجوم إيراني صريح على قاعدة عسكرية أميركية".

وأضاف أن الهجوم "إن دل على شيء فهو رغبة الحرس الثوري باستمرار توتير منطقة الشرق الأوسط لخدمة أغراضه ومخططاته".

وذكر أن الحرس الثوري وكتائب حزب الله حاولا التملص من المسؤولية عبر توجيه اللوم في الهجوم إلى المعارضة السورية، لافتا إلى أن هذا "أمر اعتدنا عليه من قبل الحرس الثوري".

وأضاف "تم اللجوء إلى هذه التسميات سابقا في لبنان والعراق واليمن، في محاولة للتهرب من المسؤولية التي ستترتب [على الصعيد السياسي أو العسكري] على الأعمال الإرهابية التي يقومون بها".

وتابع أن التملص من المسؤولية يدعم أيضا سردية الإعلام التي مفادها أن الهجوم كان "مقاومة من قبل الشعب السوري" في وجه الغرب وحلفائه.

وأكد أن "هذا أمر غير دقيق تماما خاصة بعد الدور الكبير والجهد والتضحيات التي قدمتها القوات الأميركية وحلفاؤها المحليون في مواجهة تنظيم ʼالدولة الإسلامية' (داعش) وتخليص الشعب السوري منه".

احتمال كبير بحصول هجمات في المستقبل

وبدوره، قال شيار تركو المتخصص في عمليات تمويل وانتشار الحرس الثوري وميليشياته، إن مسؤولية الهجوم الذي نفذ على قاعدة التنف لا يتحملها إلا الحرس الثوري "بشكل مباشر".

وأضاف أن هذه هي الحال "حتى لو كانت فصائل تابعة له هي التي نفذت الهجوم من الأراضي العراقية، فهذه الطائرات المسيرة هي صناعة إيرانية وتم توزيعها على كل الأذرع في لبنان وسوريا والعراق واليمن".

وتابع "أما القرار النهائي والأساسي باستعمالها فيصدر من طهران من قبل قيادة الحرس نفسه".

ولفت تركو إلى ارتفاع نسبة احتمال أن تتواصل مثل هذه الهجمات، وربما من أذرع أخرى للحرس الثوري غير كتائب حزب الله.

وأشار إلى تقارير مؤكدة صدرت مؤخرا عن "نقل [الطائرات المسيرة] إلى سوريا وتسليمها إلى لواء فاطميون".

وقال إنه في صحراء (بادية) سوريا الشرقية، تلقى عناصر لواء فاطميون المؤلف من مقاتلين أفغان، التدريب على كيفية إطلاق الصواريخ على يد متخصصين إيرانيين ومدربين تابعين لحزب الله اللبناني.

وأشار إلى أن حزب الله نفسه يمتلك "ترسانة من هذه الطائرات"، مضيفا أنه من غير المستبعد "أن يستعملها في سوريا بأي وقت من الأوقات".

إشعال المنطقة

من جانبه، قال ناصيف الخالدي وهو من عناصر جيش مغاوير الثورة إن قاعدة التنف تضم القوات الأميركية المشاركة في التحالف الدولي وعناصر جيش مغاوير الثورة، وهي ميليشيا معارضة سورية مناهضة للتطرف.

وذكر أنه عبر استهداف التنف، يبدو أن "الحرس الثوري يريد إشعال هذه المنطقة وإضعافها عسكريا أو تحوير الأنظار والعمليات عن تنظيم داعش وتوجيهها نحو هذه العمليات التي يقوم بها تنظيم كتائب حزب الله".

وأضاف الخالدي أن المنطقة التي تعرف بمنطقة الـ 55 كيلومترا والتي تضم مخيم الركبان وقاعدة التنف، تعتبر "منطقة آمنة جدا ومن المناطق السورية القليلة المطهرة كليا من تنظيم داعش".

وأشار إلى أن "مهمة حماية المدنيين لها أولوية قصوى إن كان بالنسبة للقوات الأميركية أو جيش مغاوير الثورة".

ولفت إلى أن الطائرات المسيرة تشكل "تهديدا بالنسبة للمدنيين في المخيم".

وأوضح "لو اخطأت إحداها هدفها وسقطت في المخيم، سيسقط العديد من الضحايا المدنيين كون منازل المخيم متواضعة والمخيم نفسه غير مجهز بملاجئ لحالات الطوارئ".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500