تواصل الولايات المتحدة دعم جيش سوريا الحرة، المعروف سابقا باسم جيش مغاوير الثورة ، وذلك من خلال تقديم الدعم اللوجستي والتدريبات المكثفة التي أهلته للوصول الى مستوى عال من الجهوزية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أعلن جيش مغاوير الثورة المكلف بالحفاظ على الأمن في منطقة خفض التصعيد التي يبلغ نصف قطرها 55 كيلومترا حول قاعدة التنف في منطقة المثلث الحدودي، عن تغيير اسمه إلى جيش سوريا الحرة.
وفي حديثه للمشارق، قال المسؤول في جيش سوريا الحرة ناصيف الخالدي إن "جيش سوريا الحرة، الذي كان يعرف سابقا بجيش مغاوير الثورة، يحظى بدعم كامل من التحالف الدولي والولايات المتحدة".
وتابع أن جيش سوريا الحرة يتلقى الأسلحة والدعم اللوجستي والتقني من التحالف.
وأوضح أن المدربين الأميركيين يؤمنون تدريبا متواصلا على جميع الأصعدة، كالتدريب على الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة وإطلاق القذائف المباشرة وغير المباشرة وأساليب القتال والدفاع والهجوم والتفتيش والتمشيط".
وأضاف أن التدريب النظري يشمل تقديم الشروحات اللازمة عن السلاح المستخدم وتقنيات الانتشار، بالإضافة الى دروس في سلوكيات القتال والتعاطي مع المدنيين، فيما يشمل الجزء العملي التدريبات الحية والمناورات والدوريات المشتركة.
ولفت الخالدي إلى أن "وجود قاعدة التنف وجيش سوريا الحرة والقوات الاميركية مهم جدا كون كون القوات الروسية والإيرانية تطمح للإستيلاء على المنطقة بهدف السيطرة على المناطق الحدودية".
وكان الحرس الثوري الإيراني قد شن هجمات بواسطة الطائرات المسيرة المتفجرة، وآخرها كان في 20 كانون الثاني/يناير لكن لم يسفر إلا عن خسائر مادية، حسبما ذكر.
وأكد أن ذلك يفرض على قوات جيش سوريا الحرة تدريبات إضافية للرصد الجوي والتعامل مع الأهداف الطائرة بواسطة مضادات الطائرات، مما يشكل عبئا اضافيا على قواتنا".
منطقة مهمة استراتيجيا
وقال العامل في المجال الإغاثي بالمنطقة طارق النعيمي إن منطقة خفض التصعيد المعروفة باسم 55 كلم حول التنف تتمتع بقيمة استراتيجية لأنها تقع على طول الحدود الأردنية والعراقية.
وإلى جانب قاعدة التنف، تضم المنطقة مخيم الركبان، وهو مخيم عشوائي للنازحين السوريين.
وأشار إلى أن "مهمة القوات الأميركية وجيش سوريا الحرة لا تقتصر فقط على الأعمال العسكرية والمراقبة بل تشمل أيضا منع عمليات التسلل على الحدود وإحباط تهريب المواد المخدرة وتقديم مساعدات للأهالي".
وكشف أن مساعدة الأهالي تشمل تقديم المواد الغذائية ومياه الشرب ومواد نفطية للتدفئة ومولدات كهربائية وتجهيز المدارس والأفران.
"هذا بالإضافة إلى تأمين الخدمات الصحية في العيادات الثابتة والمتنقلة مجانا"، وفقا لما أضاف.
وقال إن ضباط التحالف الدولي وجيش سوريا الحرة يلتقون بانتظام مع سكان مخيم الركبان ووجهاء القبائل والبدو والرعاة في المنطقة لمناقشة مشاكلهم والعمل على حلها.
وتابع أن "عناصر جيش سوريا الحرة تدربوا على إزالة الألغام الأرضية، وتم تشكيل فريق متخصص لمسح المنطقة بانتظام وإزالة الألغام التي خلفها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
خبرة الحرب في المناطق الصحراوية
بدوره قال الضابط السابق في الجيش الكويتي العميد ناصر راشد للمشارق إن "تدريب فرق قتالية للقيام بمهاتها في مناطق صحراوية شاسعة كمنطقة الـ 55 كلم يعتبر من أصعب أنواع التدريب".
وأوضح أن "هذه المناطق هي مناطق مفتوحة وذات تضاريس وعرة تجعل أعمال المراقبة صعبة جدا"، مضيفا أن العواصف الرملية التي تشهدها تحجب الرؤية وتفرض نوعا خاصا من التدريب.
وتابع أن "أصعب عنصر يواجهه مقاتلو الصحراء هو الطقس". "فهم يواجهون البرد القارس والرطوبة العالية والحرارة الشديدة وضعف الرؤية بسبب كثرة العواصف الرملية".
وأضاف راشد أن "التدريب يتكل على تكتيكات سلاح الفرسان، أي التنقل السريع عبر عربات نقل تم تعديلها لتتناسب مع البيئة الصحراوية".
وأردف أن هذه العربات تنقل المقاتلين بسرعة فائقة وتمتلك إمكانية المناورة السريعة والانتشار على الأرض وتغطية أوسع منطقة ممكنة في وقت قياسي.
ولفت إلى أن هذا التكتيك يختلف عن تكتيك حرب الصحراء للجيوش والذي يعتمد على المدرعات، كون "الهدف الأول هو مواجهة الارهابيين المنخرطين في حرب العصابات مستخدمين تكتيكات متغيرة وسريعة".
وختم حديثه بالقول "يبدو أن القوات الأميركية نجحت فعليا في إعداد جيش سوريا الحرة" لهذه المهمة، مؤكدا أن "أكبر دليل على ذلك هو اختفاء عناصر داعش من المنطقة".