إرهاب

حزب الله يجند العائدين السوريين في القلمون للعمل في زراعة الحشيشة

نهاد طوباليان من بيروت

رجال ينخلون القنب المجفف لتحضير الحشيشة في مرآب بقرية اليمونة في منطقة البقاع شرقي لبنان، يوم 29 آذار/مارس 2021. [ديلان كولينز/وكالة الصحافة الفرنسية]

رجال ينخلون القنب المجفف لتحضير الحشيشة في مرآب بقرية اليمونة في منطقة البقاع شرقي لبنان، يوم 29 آذار/مارس 2021. [ديلان كولينز/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت - أوردت منصة إعلامية سورية معارضة في حزيران/يونيو الفائت أن حزب الله اللبناني يجند العمال في منطقة القلمون الغربي والشرقي وبينهم نساء وأطفال للعمل في زراعة القنب، وقد أكدت مصادر أخرى هذه المعلومات.

وأوضحت منصة أس.واي 24 الإعلامية أن هؤلاء يعملون بأجر يومي لا يتجاوز الـ 25 ألف ليرة سورية (أي 10 دولارات)، في استغلال واضح للفقر السائد وحالة اليأس الطاغية في مناطق سيطرة النظام.

وأشارت المنصة إلى أن حزب الله استطاع بواسطة عملاء له من أبناء منطقة القلمون، تجنيد عشرات الأشخاص لتشكيل فريق عمل في مناطق أخرى تقع تحت سيطرة الحزب أيضا وأبرزها القصير في محافظة حمص.

وتم تحويل مساحات كبيرة من هذه المنطقة لعمليات زراعة القنب تحت إشراف حزب الله، وقد أنشأ الحزب أيضا مع الميليشيات التابعة له معامل لتصنيع المخدرات في المنطقة نفسها.

جرار يدمر محاصيل القنب تحت إشراف الشرطة اللبنانية في منطقة بعلبك بسهل البقاع شرقي لبنان، يوم 18 آب/أغسطس 2009. [وكالة الصحافة الفرنسية/مراسل مستقل]

جرار يدمر محاصيل القنب تحت إشراف الشرطة اللبنانية في منطقة بعلبك بسهل البقاع شرقي لبنان، يوم 18 آب/أغسطس 2009. [وكالة الصحافة الفرنسية/مراسل مستقل]

عامل سوري يراقب آلة تفصل القنب المفروم عن الأغصان في قرية اليمونة في منطقة البقاع شرقي لبنان، يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2013. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عامل سوري يراقب آلة تفصل القنب المفروم عن الأغصان في قرية اليمونة في منطقة البقاع شرقي لبنان، يوم 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2013. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

ونقلت المنصة عن مصدر بالقلمون أن عملاء حزب الله وعدوا العمال الراغبين بالذهاب إلى منطقة القصير للعمل، بنقلهم إلى هناك بأسرع وقت ممكن.

وأبلغهم الحزب بحسب معلومات أنه سيتكفل بكلفة النقل والإقامة، علما أن الأجور المقدمة لهم تعد زهيدة.

وفي حديثه للمشارق، قال أحد أبناء بلدة رنكوس بالقلمون للمشارق إنه تمكن من التحقق مما أوردته منصة أس.واي 24 بشأن عمل حزب الله في المخدرات، طالبا عدم ذكر اسمه بسبب حساسية وضعه الشخصي.

وذكر أنه كان لاجئا في لبنان بين عامي 2014 و2020 وعاد مع عائلته إلى بلدته في منتصف العام 2020 حيث دفعته الصعوبات الاقتصادية للعمل لحساب حزب الله.

وعمل في رنكوس بزراعة الحشيشة لصالح الحزب المدعوم من إيران مدة 14 شهرا، قبل أن يعود إلى ممارسة مهنته الأساسية.

استغلال العمال السوريين

وقال "تخضع بلدتنا كما كل بلدات وقرى القلمون الغربي والشرقي لسيطرة حزب الله الكاملة، ما دفعني عام 2014 لاستقدام عائلتي للبنان".

وتابع "لكني بسبب ظروف لبنان الاقتصادية والصحية وطمأنة والدتي لي بأمان البلدة عدت وعائلتي لبلدتي لأجد نفسي بوضع مادي معدوم".

وأردف "وجدت نفسي محاصرا بسماسرة يحاولون إقناعي بالعمل في الزراعة لصالح حزب الله".

وقال "قبلت بعد تردد كبير لأكتشف أني من بين مئات، لا بل آلاف السوريين من نساء ورجال وأطفال يعملون بزراعة القنب الهندي بمناطق قريبة من بلدتي".

وذكر "بأوقات معينة ننقل لريف حمص الغربي القريب من نهر العاصي"، مشيرا إلى أنه كان يتقاضى بداية 25 دولارا يوميا، قبل أن تم تحويل الأجور نهاية العام 2021 إلى العملة السورية.

بدوره، أوضح اللاجئ السوري في لبنان عبد الله أبو أحمد أن أقاربه عادوا إلى ربلة والقصير منذ بضعة أشهر وبدأوا العمل في حقول حزب الله "الذي يسيطر على الممتلكات والأراضي الزراعية".

وذكر للمشارق "باتصالنا مع النساء العائدات، أبلغونا أنهن يعملن بزراعة الممنوعات لتوفير الطعام، لقاء بدل مالي يومي لا يشبع بطونهن".

وتابع "اضطرت النساء للعودة مع أطفالهن بسبب ظروف لبنان الاقتصادية ليقعن فريسة حزب الله".

حزب الله وصناعة المخدرات

وفي تقرير صدر عام 2015، قالت المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف) إن زراعة وتجارة المواد المخدرة في لبنان من الأعمال الرائجة في مناطق نفوذ حزب الله.

وجاء في التقرير أن مركز هذه الصناعة غير القانونية يكمن في منطقة بعلبك-الهرمل بمنطقة البقاع الشمالي في لبنان والقريبة من الحدود السورية.

ولفت التقرير إلى أن مناطق عديدة على الحدود غير محددة رسميا بين الدولتين، ويصعب على الأجهزة الأمنية اللبنانية ضبطها بشكل محكم نظرا لوعورة المناطق حيث تقع المعابر الحدودية.

وبعد اندلاع الحرب في سوريا وقد تدخل فيها حزب الله دعما للنظام رغم سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية التي يعتمدها لبنان، نقل حزب الله عمليات زراعة الحشيشة إلى القلمون والقصير وريف حمص الغربي.

ونقلت مؤسسة لايف عن أحد العاملين اللبنانيين في زراعة القنب، أن الطلب السوري على الحشيشة ارتفع بنسبة كبيرة بعد اندلاع الحرب وتشتري عصابات سورية كميات كبيرة من المحصول لتهريبها إلى الدول المجاورة.

وفي هذا السياق، أشار المدير التنفيذي لمؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي للمشارق، إلى صحة ما أوردته منصة أس.واي 24 بشأن انخراط حزب الله في العمليات المرتبطة بالمخدرات.

وقال "يستغل حزب الله اليد العاملة السورية التي عادت للقلمون والنازحة للبنان بزراعة الحشيشة والقنب الهندي وحصاده وتوضيبه برواتب متدنية جدا".

وأوضح أنه منذ أن سيطر حزب الله على أراض سورية حدودية عام 2014 وتحديدا على طول نهر العاصي وفي القلمون والقصير وريف حمص الغربي، "باشر بزراعة الحشيشة وأنواع أخرى من الزراعات المخدرة".

وأشار الحلبي إلى أن حزب الله الذي اعتاد منذ فترة طويلة على زراعة هذه المحاصيل في لبنان، بدأ أولا في تعزيز زراعتها في سوريا لينتقل بعد ذلك إلى إنشاء معامل لتصنيع المخدرات.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500