إرهاب

حزب الله ينقل محور إنتاج وتجارة المخدرات إلى سوريا بسبب الضغوطات عليه في لبنان

نهاد طوباليان

القوى الأمنية اللبنانية تتلف رزما من الحشيش ومخدرات مختلفة أخرى بعد مصادرتها، وذلك في مكب للنفايات في سهل البقاع. [وكالة الصحافة الفرنسية/مراسل مستقل]

القوى الأمنية اللبنانية تتلف رزما من الحشيش ومخدرات مختلفة أخرى بعد مصادرتها، وذلك في مكب للنفايات في سهل البقاع. [وكالة الصحافة الفرنسية/مراسل مستقل]

بيروت - قالت مصادر لبنانية إن حزب الله الذي لديه باع طويل وموثق في إنتاج المخدرات والإتجار بها بصورة غير قانونية في مناطق سيطرته في لبنان، قد نقل محور عملياته المرتبطة بهذه المواد إلى الداخل السوري.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الحزب المدعوم من إيران والميليشيات المتحالفة معه قد استغلت الفوضى في مناطق سيطرة النظام في سوريا وانخفاض تكلفة التشغيل لإنشاء مراكز لتصنيع المخدرات والإتجار بها في بعض المناطق.

ويتاجر حزب الله وحلفاؤه علنا بالحشيشة وأنواع أخرى من المخدرات ومن بينها الكبتاغون الذي يعد منشطا أشبه بالأمفيتامين في ريف دمشق، حيث يمكن الحصول عليها بسهولة وبأسعار منخفضة.

وبحسب تقديرات حديثة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، هناك نحو 14 مصنعا لإنتاج المخدرات في سوريا، منها 3 في بلدة سرغايا الجنوبية الغربية والقريبة من الحدود مع لبنان.

حبوب الكبتاغون معروضة مع كوب من الكوكايين في مكتب شعبة مكافحة المخدرات التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبنانية في بيروت، في صورة التقطت يوم 11 حزيران/يونيو 2010. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

حبوب الكبتاغون معروضة مع كوب من الكوكايين في مكتب شعبة مكافحة المخدرات التابعة لقوى الأمن الداخلي اللبنانية في بيروت، في صورة التقطت يوم 11 حزيران/يونيو 2010. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

وتقع منشآت تصنيع المخدرات الـ 11 المتبقية في رنكوس وعسال الورد والجبة وتلفيتا والبخعا والطفيل ومضايا والصبورة.

وأشار المرصد إلى أن المخدرات المنتجة في سوريا تُباع على نطاق واسع، لافتا إلى استهلاك كثيف وظاهر في مناطق سيطرة النظام علما أنه يتم من خلال عمليات التهريب تسليم المخدرات إلى مناطق أخرى من سوريا وإلى خارجها.

تزايد في تجارة المخدرات

وأوضح ناشط معارض في مضايا طلب عدم ذكر اسمه، أنه بعد رفع النظام حصاره عن مضايا التي كانت بأيدي المعارضة في نيسان/أبريل 2017، فرض حزب الله سيطرته على ريف دمشق.

وأضاف أن حزب الله "له محسوبون عليها يديرون مصالحهم بحماية الحزب، فازدهرت صناعة وتجارة وتهريب المخدرات".

ولفت إلى وجود ورش لتصنيع الكبتاغون والكوكايين في المدينة، يملكها أفراد محسوبون على الحزب، كل منها "عبارة عن غرفة واحدة في منطقة المزارع وفي أحياء بعيدة عن الأعين".

وتابع أن المخدرات تُصنع وتُباع محليا بمنطقة دمشق، و"يعد الفائض منها للتصدير".

ونقل المرصد عن مصادر في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان قولها إن تجارة المخدرات "تتصاعد بعموم المنطقة من قبل مسؤولين وعناصر بحزب الله"، بمشاركة ميليشيات محلية موالية للنظام.

وأكدت هذه المصادر أن حزب الله والميليشيات الموالية له مسؤولون عن انتشار المخدرات بكثافة في مناطق سيطرة النظام وعن دخول شحنات الحشيش من لبنان عبر المعابر غير الرسمية التي يسيطر عليها الحزب.

وتابعت أن هذه المعابر تقع في منطقة سرغايا وعسال الورد بريف دمشق، وثمة معابر غير رسمية أخرى تسيطر عليها الميليشيات الموالية للنظام في القصير بريف حمص.

ضغوطات في لبنان

وفي هذا الإطار، قال وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، إن حزب الله والنظام السوري حولا لبنان "إلى مصنع لتصدير الإرهاب والمخدرات".

وعزا ارتفاع وتيرة إنتاج المخدرات في سوريا إلى الضغوطات التي يتعرض لها الحزب في لبنان، والناتجة إلى حد كبير عن ارتباطه بإيران التي تواجه بدورها أزمة اقتصادية.

وأوضح ريفي، "كان يتلقى حزب الله تمويلا ضخما من إيران" وتمكن عبر مجموعة من المشاريع المشروعة وغير المشروعة في لبنان، من تخصيص أموال طائلة لتمويل عملياته العسكرية.

ولكن مصادر إيرادات حزب الله وإيران قد جفّت "بشكل شبه كامل"، على حد قوله.

وأردف أن هذا الأمر دفع بالحزب إلى تكثيف تصنيعه للمخدرات داخل سوريا وفي مناطق حدودية لبنانية قريبة من معاقله بلبنان.

ولفت إلى أن زيادة تصنيع المخدرات في سوريا أدى إلى تنشيط عمليات تهريبها من سوريا إلى دول عربية وأوروبية عبر لبنان، وهذا ما أظهرته مؤخرا عمليات التهريب التي تم إحباطها في إيطاليا ومصر.

تورط النظام بعمليات المخدرات

من جانبه، أوضح الناشط المعارض الشيعي حسين عطايا أن حزب الله "أقام دويلته لتصنيع المخدرات داخل سوريا".

وأضاف أن الحزب يتقاسم السيطرة على أعمال تصنيع المخدرات مع وحدات الفرقة الرابعة التابعة للعميد ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.

وقال "افتتح حزب الله مصانع متوسطة الحجم لتصنيع الكبتاغون بعد سيطرته على منطقة القصير والقلمون الغربي ومنطقة مطار الضبعة شمال مدينة القصير، وصولا لمنطقة القنيطرة بالجنوب السوري".

وتابع أن الحزب أقام أيضا بعض ورش التصنيع الصغيرة في الزبداني وبلودان وسرغايا ويبرود في ريف دمشق.

ولفت إلى أن أكبر المصانع التي تنتج نوعا من الكبتاغون يعرف باسم أبو هلالين، توجد بالقصير والطفيل وفليطة إضافة إلى مقرات الفرقة الرابعة في السومرية ورأس المعرة.

وتحدثت معلومات عن عمل هذه المصانع تحت إشراف رجل الأعمال السوري خضر علي طاهر، الذي فُرضت عليه عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي ووزارة الخزانة الأميركية عام 2020 بتهمة استغلال الحرب.

وفي هذا السياق، ذكر عطايا أن المصانع الكبرى تشمل مصنعا في ريف حمص ومعملا في البصة بريف اللاذقية يعتبر الأكبر حجما. وزعم أنه يعمل بإشراف الفرقة الرابعة ويديره مقربون من النظام.

وكشف عطايا أن الفرقة الرابعة تشرف أيضا على معمل التضامن إضافة إلى "بعض الورش الصغيرة بمنطقة حسياء على الطريق الدولية بين دمشق وحمص" .

ولفت إلى أن القصير ومحيطها الذي يصلها بمنطقة الهرمل اللبنانية "هي مقر عسكري [لحزب الله] وممر لتهريب كافة أنواع المخدرات".

وختم قائلا إن تهريب المخدرات يتم عبر هذا الممر "من سوريا إلى لبنان وبعض الدول العربية، أو عبر مرفأ اللاذقية في سوريا أو مرفأ بيروت".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500