عمدت إيران إلى تزويد وكلائها في العراق بصواريخ كاتيوشيا بدائية من انتاجها، ولا تمت بصلة إلى السلاح الروسي الشهير كما قد يدل عليه اسمها.
واستخدمت الميليشيات العراقية المدعومة من إيران هذه الصواريخ المنخفضة والقصيرة المدى في هجماتها ضد السفارة الأميركية والبعثات الدبلوماسية في بغداد، وضد مطار العاصمة والقواعد العسكرية.
وفي حديثه للمشارق، قال الخبير الأمني واللواء المتقاعد ماجد القيسي، إن هذه الصواريخ تعرف باسم "فجر1" وعيارها 107 ملم، وهي استنساخ لصواريخ الكاتيوشيا تُصنعها إيران.
وأضاف أن "هذه الصواريخ التي تستخدم منذ عقود، تعتبر اليوم أسلحة بدائية إذ لا يصل مداها إلى أبعد من 18 كيلومترا ولا تمتلك دقة كبيرة في إصابة الأهداف".
وأوضح أنه لهذا السبب، يتعمد المهاجمون "إطلاق رشقات منها على دائرة الهدف".
وذكر أنه على الرغم من عدم دقتها، "فهي سهلة الإخفاء والحمل من مكان إلى آخر ويمكن إطلاقها من منصات محمولة على متن شاحنة صغيرة".
وأكد القيسي أن الخاصية الأخطر لهذه الأسلحة هي في كونها "تعمل بنظام التوقيت الآلي، أي أنها تنطلق تلقائيا بمجرد تحديد الزاوية والارتفاع ووقت التشغيل".
وتابع أن هذا الأمر يعطي المهاجمين فرصة كافية للفرار، مشيرا إلى أنه في كل مرة تصل القوات الأمنية إلى مكان الهجوم لا تعثر سوى على المنصة.
ولفت إلى أن "تلك المواصفات تجعل من هذه الصواريخ سلاحا فعالا بيد الجماعات الإرهابية والمتمردة التي تشن حرب العصابات، وذلك على الرغم من أنها غير متطورة مقارنة بالصواريخ الحديثة".
استخدام هذه الصواريخ على نطاق واسع
واستخدمت صواريخ فجر1 في أفغانستان ولبنان وسوريا واليمن وليبيا.
ويمكن تحديدها عبر لونيها الأخضر والأسود أو البني والأسود، ورقمها التسلسلي المكتوب بخط اليد.
وتابع القيسي أن الفصائل المدعومة من إيران تستخدم تلك الصواريخ في مهاجمة المصالح الدولية بالعراق، ويستعين عناصرها بمنصات مصنعة محليا وتقنيات بدائية في تحديد ارتفاع إطلاقها وزواياه.
وأشار القيسي إلى أن الافتقار إلى التدريب وعدم دقة الصواريخ تسببا في سقوط ضحايا مدنيين.
وأكد أن تلك الصواريخ تشكل خطرا حتى دون استخدامها، موضحا أنها في الغالب تخزن في مستودعات للذخيرة داخل الأحياء السكنية لا تستوفي معايير السلامة أو التحكم في درجة الحرارة.
وأكد أن هذا الأمر ليس سوى كارثة ينتظر وقوعها، مذكرا "بانفجارات هائلة وقعت سابقا في بغداد نتيجة التخزين المستهتر هذا، ذهب ضحيتها مئات الأبرياء".
بدوره، قال الخبير العسكري والاستراتيجي علاء النشوع للمشارق، إن إيران تنتج أنواعا مختلفة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى تحمل أسماء عدة مثل فجر وشهاب وقدر.
وأضاف أن إيران اعتمدت على "خبرات من روسيا وكوريا الشمالية والصين في بناء وتطوير ترسانتها من الصواريخ بما فيها الصواريخ البالستية البعيدة المدى"، واستخدمت هذه الأسلحة في المعارك بالوكالة التي تشنها بالمنطقة.
الأسلحة المستنسخة غير دقيقة
وذكر النشوع أن "إيران دأبت على تهريب تلك الصواريخ لوكلائها كحزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين (أنصار الله)"، لافتا إلى أنه تم خلال السنوات الماضية ضبط شحنات كثيرة من الأسلحة كانت متوجهة بحرا إلى تلك الجماعات.
ففي شباط/فبراير الماضي، ضبطت البحرية الأميركية شحنة أسلحة في بحر العرب كانت متوجهة إلى الحوثيين في اليمن وضمت عشرات الصواريخ المضادة للدروع من نوع دهلاوية، وهي استنساخ إيراني لصواريخ كورنيت الروسية.
وتابع النشوع أنه يوجد أيضا نسخة إيرانية من صواريخ غراد الروسية.
وأوضح أن "الإيرانيين نشطوا منذ عام 2014 في تزويد ميليشياتهم في العراق بالكاتيوشا التي يصنعوها بنسبة 100%، إضافة إلى أنواع أخرى من الصواريخ المعروفة باسم الصواريخ الميدانية".
وكشف أن مدى تلك الصورايخ يتراوح بين 12 و80 كلم.
وأكد أن الصواريخ الإيرانية "خطيرة لتستخدم في المناطق الآهلة بالسكان، لأن نسبة الخطأ في إصابة أهدافها ودقة التصويب تتأثر بالظروف الجوية ومؤثرات أخرى كالتشويش الإلكتروني".
وشدد على أن الفصائل العراقية التي تدعمها إيران "تسببت في قتل الكثير من العراقيين نتيجة لاستخدام تلك الأسلحة الرخيصة التي ينتجها الإيرانيون بكثرة، وأنها ما تزال تخاطر بأرواحهم عبر مواصلتها شن الهجمات الصاروخية".
لم تقدموا أي مصدر موثق وموثوق لادعائكم بأن هذا صاروخ إيراني الصنع. لا يوجد دليل على مثل هذا الادعاء. فلو كانت هذه المزاعم موثقة فعلا، لكان الأميركيون قد اشتكوا وحشدوا الأمم المتحدة للتصويت على عقوباتهم.
الرد1 تعليق