أمن

منشق عن حزب الله يشرح تفاصيل عمليات شحن الأسلحة الإيرانية عبر مطار بيروت

جمال سليمان

صور للقائد العسكري الإيراني القتيل قاسم سليماني على الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، يوم 11 كانون الثاني/يناير 2020. ويواصل حزب الله في استخدام المطار لاستقبال طائرات من إيران تنقل عناصر وأسلحة. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

صور للقائد العسكري الإيراني القتيل قاسم سليماني على الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار رفيق الحريري في بيروت، يوم 11 كانون الثاني/يناير 2020. ويواصل حزب الله في استخدام المطار لاستقبال طائرات من إيران تنقل عناصر وأسلحة. [جوزيف عيد/وكالة الصحافة الفرنسية]

كشف منشق عن حزب الله للمشارق أن الحزب تسلم الشهر الماضي عبر مطار رفيق الحريري الدولي شحنة صواريخ مضادة للطائرات ومواد مختلفة تستخدم في تصنيع الأسلحة.

وعلى مر السنين، خضعت سيطرة حزب الله على عمليات المطار الرئيسة لتوثيق دقيق، وظهر ذلك في عدد من تقارير المخابرات الدولية التي كشفت نقل الحزب لأسلحة ومقاتلين من لبنان وإليه على متن طائرات مدنية إيرانية.

فبحسب تقرير موقع إندبندنت عربية نشر في شباط/فبراير 2020، تستخدم هذه الطائرات مسارات طيران غير مألوفة عبر الأجواء العراقية والسورية لتتجنب رادارات مراقبة الحركة الجوية قبل الهبوط في مطار بيروت.

وقال المنشق، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن الرحلات الجوية بين إيران ولبنان "لم تتوقف يوما"، مشيرا إلى أن "معظمها محصور بحزب الله".

صورة جوية لمطار رفيق الحريري في بيروت التقطت في 7 آذار/مارس الماضي. [باتريك باز/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة جوية لمطار رفيق الحريري في بيروت التقطت في 7 آذار/مارس الماضي. [باتريك باز/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأضاف أن الحزب يستغل هذه الرحلات الجوية "لإرسال كوادره لتلقي دورات تدريبية في إيران وتهريب المواد الغذائية والأسلحة الخفيفة والمتوسطة، فضلا عن رحلات سياسيي الحزب وأعضائه بين البلدين".

وتابع أن "نقل السلاح الخفيف ذي التقنية العالية من إيران إلى لبنان مستمر دون توقف عبر المطار اللبناني، وتحديدا عبر المدرج رقم 17 الموازي لجدار المطار الذي يعتبر مدرجا خاصا بحزب الله".

وتنقل الطائرات الإيرانية بضائع وأسلحة مهربة، بينها شحنة صواريخ مضادة للطائرات هبطت على هذا المدرج وسلمت في كانون الثاني/يناير، على حد قوله.

مركز إيراني للتهريب

إلى هذا، أثارت الرحلات الجوية غير المعلنة لطائرات الخطوط الجوية الإيرانية المملوكة للدولة وشركة ماهان للطيران الإيرانية الخاضعة للعقوبات تساؤلات حول الأنشطة المريبة للشركتين والتي نفذت في السنوات الأخيرة لصالح النظام الإيراني. واتُهمت الشركتان بنقل أسلحة ومقاتلين إلى مناطق الصراع في جميع أنحاء المنطقة.

وأكد المنشق أن حزب الله "حوّل مطار [بيروت] إلى مركز تهريب إيراني، ليس فقط للأسلحة والمقاتلين، بل أيضا للبضائع الخاضعة للعقوبات الأميركية".

وأوضح أن "البضائع تُفرّغ وتُنقل مباشرة إلى مقرات الحزب والتجار [الموالين له]، دون أن تمر عبر نقاط التفتيش الأمنية والجمركية الرسمية".

"وبذلك، أوجد الإيرانيون طريقا جديدة للتهريب إلى الشرق الأوسط عبر مطار بيروت كي لا يتم تعقبهم".

ولفت المنشق إلى أن إيران أرسلت إلى لبنان عبر المطار في آذار/مارس 2020 موادا لتصنيع صواريخ ورؤوس حربية.

وبالنسبة إلى الصواريخ الضخمة ومتوسطة الحجم، كشف أن "تهريبها من إيران يتم عبر سوريا لتصل إلى حزب الله من خلال المعابر البرية غير الشرعية بين البلدين، وذلك وسط مواكبة أمنية مشددة تؤمنها الوحدة 4400 المعروفة بأنها فرقة النقل البري".

قنوات برية

من جهة أخرى، قال الخبير الأمني ناجي ملاعب إنه "لا شيء يؤكد أن حزب الله يدخل أسلحة من إيران عبر مطار رفيق الحريري الدولي".

وأوضح أن "المطار وأمنه هما بعهدة الجيش اللبناني وكل المواد التي تدخل عبر الشحن الجوي تخضع للتفتيش من قبل دائرة الجمارك".

ورجح ملاعب أن تكون معابر لبنان البرية القناة الرئيسة لعمليات التهريب التي يقوم بها حزب الله، لأنها "ما تزال مفتوحة أمام عبور أشخاص ومعدات دون الخضوع للتفتيش".

ويعني ذلك، وفقا له، أن "كل الأسلحة والتجهيزات الدقيقة الإيرانية تمر عبرها، بدءا من معبر الزبداني السوري، مرورا بالمعابر غير الشرعية بالقرب من بريتال ووصولا إلى معابر جنتا ويحفوفا-معربون والنبي شيت".

بدوره، لم يستبعد الصحافي يوسف دياب احتمال أن تكون إيران "تواصل تسيير رحلات إلى لبنان تحمل بضائع مشبوهة، لأن المنطق وتطور علاقتها مع حزب الله يقولان إنها لن تتوقف".

وأوضح للمشارق أن "هذا النوع من الرحلات لا يدرج على لائحة المطار".

وتابع أن "الرحلات الجوية من إيران إلى لبنان استمرت بعد 4 آب/أغسطس كما كانت قبل ذلك التاريخ، وهي رحلات غير مرئية لا يستطيع برج المراقبة رصدها كون المطار تحت سيطرة حزب الله أمنيا وعسكريا"، في إشارة إلى انفجار مرفأ بيروت المدمر في 4 آب/أغسطس.

الحكم دون حزب الله

ولفت الخبير الأمني ملاعب إلى أنه حتى بعد استقالة رئيس الوزراء حسان دياب وحكومته في آب/أغسطس عقب انفجار مرفأ بيروت، واصل حزب الله إحكام قبضته على عملية صنع القرار في لبنان.

وأكد أن تشكيل أية حكومة تضم حزب الله لن يفيد في حل أزمات لبنان.

وقال "طالما حزب الله يفرض هيمنته وسطوته على لبنان، لن ينفع تشكيل أي حكومة جديدة".

فأية حكومة "ستكون عاجزة عن تحقيق المطلوب منها من إصلاحات لأن حزب الله سيكون جزاء منها بسبب هيمنته على عملية صنع القرار اللبناني"، حسبما أوضح.

أما دياب فسأل "كيف يمكن للبنان تشكيل حكومة من تكنوقراط تكون مهمتها معالجة الأزمات التي يغرق فيها، طالما أن حزب الله هو المسيطر على الحكومة؟".

وختم قائلا إن "حكومة حسان دياب استقالت، ومع ذلك ما يزال حزب الله هو المسيطر على الوضع".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500