عدالة

الجيش اللبناني يلاحق أباطرة المخدرات في بعلبك بمداهمات متواصلة

نهاد طوباليان

الجيش اللبناني يلقي القبض على عدد من المشتبه بهم على خلفية تهم تتعلق بالمخدرات خلال مداهمات في حي الشراونة شمال بعلبك بدأت تنفذ في 3 حزيران/يونيو. [مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني]

الجيش اللبناني يلقي القبض على عدد من المشتبه بهم على خلفية تهم تتعلق بالمخدرات خلال مداهمات في حي الشراونة شمال بعلبك بدأت تنفذ في 3 حزيران/يونيو. [مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني]

بيروت - يشن الجيش اللبناني حملة مداهمات واسعة النطاق تستهدف خلايا شبكات تهريب المخدرات في محيط بعلبك في منطقة البقاع الشرقية منذ 3 حزيران/يونيو، عندما استهدفت منزل أحد أباطرة المخدرات المعروفين.

وأكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يوم الجمعة، 10 حزيران/يونيو، أن "الحرب ضد المخدرات لم تنته بعد وهي ما تزال مستمرة".

وأضاف خلال زيارة قام بها إلى منطقة البقاع حيث هنأ الجنود على تقدمهم في هذه المنطقة، أن الحملة ضد تهريب المخدرات تنبع من "إحساس الجيش بالمسؤولية تجاه شعبنا ووطننا".

وفي 3 حزيران/ يونيو، شن الجيش مداهمة استمرت ساعات عدة في الجزء الشمالي من حي الشراونة في بعلبك، وهو حي يسيطر على معظم أنحائه المطلوب والهارب من العدالة علي منذر زعيتر الملقب بـ "أبو سلة".

الجيش اللبناني يعرض مخدرات تم ضبطها خلال مداهمات ينفذها في حي الشراونة في بعلبك منذ 3 حزيران/يونيو. [مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني]

الجيش اللبناني يعرض مخدرات تم ضبطها خلال مداهمات ينفذها في حي الشراونة في بعلبك منذ 3 حزيران/يونيو. [مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني]

الجيش اللبناني يعرض أسلحة وذخائر تم ضبطها خلال مداهمات في حي الشراونة في بعلبك. [مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني]

الجيش اللبناني يعرض أسلحة وذخائر تم ضبطها خلال مداهمات في حي الشراونة في بعلبك. [مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني]

يُذكر أن زعيتر، 42 عاما، مطلوب على خلفية تهم عدة مرتبطة بالمخدرات، إلى جانب حيازة أسلحة وتنفيذ اعتداءات ضد الجيش.

وذكر الجيش في بيان أنه استولى خلال المداهمة على معملين لتصنيع المخدرات إضافة إلى كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.

وقال الجيش إن اشتباكات مسلحة اندلعت بعد مداهمة منزل زعيتر، قتل خلالها جندي وأصيب آخرون مع اعتقال العديد من المشتبه بهم.

وأفادت صحيفة الشرق الأوسط أن زعيتر لاذ بالفرار رغم إصابته بالرصاص في ساقه وبطنه.

وبحسب تقارير محلية، يعتقد أنه فر إلى الكنيسة الواقعة تحت حماية حزب الله المدعوم من إيران.

ويواصل الجيش تنفيذ المداهمات وعمليات البحث عن زعيتر ومطلوبين آخرين في المنطقة، رغم تلقيه تهديدات لوقف عملياته من رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك.

وفي غضون ذلك، شنت الأجهزة الأمنية سلسلة من المداهمات استهدفت تجار المخدرات والمهربين في محيط معقل حزب الله بضاحية بيروت الجنوبية.

وقال مصدر أمني للشرق الأوسط، إن الضاحية الجنوبية تشهد فورة في عمليات الخطف والاعتداء والسرقة وتزدهر تجارة المخدرات في المنطقة "على أيدي مشتبه بهم على صلة بخارجين عن القانون بارزين في الشراونة".

تحت حماية حزب الله

وأوضح الناشط السياسي حسين عطايا أن تجار المخدرات "يحظون بحماية حزب الله المسيطر على البقاع الشمالي (بعلبك- الهرمل) وضاحية بيروت الجنوبية".

وقال للمشارق إن "حزب الله يستفيد من خدمات تجار المخدرات وأبو سلة أبرزهم".

وكشف عطايا أن زعيتر الملقب بأبو سلة بدأ تجارة المخدرات في منطقة الزعيترية- الجديدة في قضاء المتن، وأخذ لقبه من السلة التي كان يسلم بها المخدرات لزبائنه من شرفة شقته.

وانتقل بعدها إلى حي الشراونة في بعلبك حيث تقيم عشيرته.

وبنى لنفسه منزلا هناك داهمه الجيش في مناسبات عدة، وأنشأ معملا لتصنيع المخدرات وتوضيبها إضافة إلى ديوانية كان يستضيف فيها تجار المخدرات بحسب المعلومات.

وأكد عطايا أن أبو سلة " يُعد من أخطر مروجي المخدرات والجريمة المنظمة في لبنان".

وأشار إلى أنه بدأ في الإتجار ببعض الحبوب المخدرة التي تباع عادة في الصيدليات بوصفة طبية، فكان يؤمنها للزبائن بسعر مرتفع.

ووسع بعد ذلك مروحة تجارته لتشمل الحشيشة، والكبتاغون والكوكايين والكراك ومختلف أنواع الحبوب مثل الترامادول الممنوع بيعه من دون وصفة طبية والبنزكسول والريفوتريل ومخدر السلفيا المهلوس.

مكافحة المخدرات أولوية للجيش

وفي هذا السياق، أوضح مصدر بقيادة الجيش طلب عدم الكشف عن اسمه، للمشارق أن ملاحقة تجار ومهربي المخدرات هي "أولوية" بالنسبة للجيش والمؤسسة العسكرية ككل.

وأضاف أن الجهود المبذولة للحد من تجارة المخدرات "لا تقتصر على ما ينفذه الجيش راهنا في حي الشراونة ببعلبك"، لافتا إلى أن الجيش نفذ عمليات مداهمة وقام بملاحقة المهربين وتفكيك معامل تصنيع المخدرات الخاصة بهم.

وكشف أن مداهمة منزل أبو سلة تمت بناء على معلومات استخبارية، لكن استخدام المستهدفين للنساء كدروع بشرية عرقل العملية.

وتابع أن "وابلا من الرصاص أطلق على الجنود" مما أدى إلى مقتل جندي وإصابة آخرين، مردفا أن الجيش ألقى القبض بعد الاشتباك على عدد من المشتبه بهم ويقوم حاليا باستجوابهم.

وأشار المصدر إلى أن "الملفت هو وضع تجار ومهربي المخدرات النساء والأطفال في وجه الجيش كدروع بشرية"، مشددا على أن "ملف المخدرات أولوية لنا مع ما تتطلب معالجته من احترام لحقوق الإنسان".

ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي أنطوان فرح للمشارق إن "الحكومة اللبنانية اتخذت القرار بوقف عمليات تهريب المخدرات لتحسين علاقتها بدول الخليج، فنجحت جزئيا بذلك".

وأوضح أن هدف الجيش الرئيس حاليا هو "القضاء على الرؤوس الكبيرة في تجارة المخدرات في لبنان"، مؤكدا أن أي محاولة لمنع الجيش من تنفيذ هذه المهمة تعد تصرفا "مشبوها".

وأضاف فرح أن "من يتصدى للجيش هو إما مستفيد مباشرة من تجارة المخدرات ويمول نفسه منها، وإما لا يريد للبنان وقف الانهيار وعودة العلاقات الجيدة مع الخليج".

خدمة لمصالح إيران

ولحزب الله تاريخ طويل وموثق توثيقا محكما في إنتاج المخدرات والإتجار بها من مناطقه في لبنان.

وفي السنوات الأخيرة، نقل الحزب حلقة عملياته المرتبطة بالمخدرات إلى داخل سوريا بعد تعرضه لضغوط متزايدة في لبنان، ويعود ذلك إلى حد كبير لارتباطه العضوي بإيران التي تواجه أزمة اقتصادية.

وقال الباحث السوري المتخصص بالشؤون الإيرانية وحزب الله تركي مصطفى، إن إيران تستخدم عمليات تهريب المخدرات لتقوية حزب الله كونه أقوى وأخطر ذراع لها في المنطقة ويعمل على تنفيذ مشروعها التوسعي.

وفي هذا السياق، قال وزير العدل السابق اللواء المتقاعد أشرف ريفي، "كان يتلقى حزب الله تمويلا ضخما من إيران"، وتمكن عبر مجموعة من المشاريع المشروعة وغير المشروعة في لبنان من تخصيص أموال طائلة لتمويل عملياته العسكرية.

ولكن أردف ريفي أن مصادر إيرادات حزب الله وإيران "قد جفّت بشكل شبه كامل". وأشار إلى أن هذا الواقع دفع الحزب إلى تكثيف إنتاجه من المخدرات داخل سوريا وفي المناطق الحدودية المتاخمة لمعاقله في لبنان.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500