عدالة

جنوب سوريا محور لعمليات تهريب حزب الله للمخدرات عبر المنطقة

نهاد طوباليان

صورة التقطت في 17 شباط/فبراير خلال جولة نظمها الجيش الأردني تظهر جنودا يجرون دورية على طول الحدود مع سوريا لمنع التهريب. ولفت خبراء إلى ازدياد حركة تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 17 شباط/فبراير خلال جولة نظمها الجيش الأردني تظهر جنودا يجرون دورية على طول الحدود مع سوريا لمنع التهريب. ولفت خبراء إلى ازدياد حركة تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن. [خليل مزرعاوي/وكالة الصحافة الفرنسية]

بيروت -- قال خبراء إن محافظتي السويداء ودرعا في سوريا أصبحتا مركزا أساسيا لعمليات تهريب المخدرات التي ينفذها حزب الله اللبناني في المنطقة، والتي تطال الأردن ودول الخليج.

وبالإضافة إلى تصنيع مخدرات أخرى، أقام حزب الله عددا من مصانع الكبتاغون في هاتين المحافظتين وفي مناطق سورية أخرى، حيث يهرب منها الحبوب المنشطة وغير القانونية الشبيهة بالأمفيتامين.

وأعلنت القوات الأردنية في 22 أيار/مايو عن إحباط عملية تهريب كبيرة على الحدود الشرقية للمملكة مع سوريا، فصادرت 637 ألف حبة كبتاغون و181 كف حشيش و39600 حبة ترامادول.

وقتل 4 من المهربين أثناء الاشتباك الذي لحق ذلك، فيما انسحبت بقية المجموعة بعد جرح عدد من أفرادها إلى سوريا.

ضابط من المديرية السعودية العامة لمكافحة المخدرات يفرغ كيسا فيه حبوب كبتاغون تمت مصادرته خلال عملية نوعية نفذت في مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر في 1 آذار/مارس. ويُتهم حزب الله بأنه الجهة الأساسية وراء تصنيع المخدرات وتهريبها من سوريا إلى الخليج عبر الأردن. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

ضابط من المديرية السعودية العامة لمكافحة المخدرات يفرغ كيسا فيه حبوب كبتاغون تمت مصادرته خلال عملية نوعية نفذت في مدينة جدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر في 1 آذار/مارس. ويُتهم حزب الله بأنه الجهة الأساسية وراء تصنيع المخدرات وتهريبها من سوريا إلى الخليج عبر الأردن. [فايز نورالدين/وكالة الصحافة الفرنسية]

وفي هذا السياق، اتهم العميد الركن أحمد هاشم خليفات الذي يرأس مديرية أمن الحدود في الجيش الأردني قوات "غير منضبطة" من الجيش السوري بالتعاون مع مهربي المخدرات وتسهيل أنشطتهم.

وقال إن الميليشيات التابعة لحزب الله وإيران متورطة في عمليات تهريب مخدرات في جنوبي سوريا، وهو ما أدى إلى تغيير سريع في قواعد الاشتباك على طول الحدود التي تمتد على 375 كيلومترا بين البلدين.

وعبّر الملك عبدالله مؤخرا عن مخاوف من تصعيد محتمل على حدود الأردن مع سوريا في مقابلة جرت مؤخرا مع معهد هوفر البحثي.

وفي هذه الأثناء، حذر المرصد السوري لحقوق الإنسان في 22 أيار/مايو من قيام حزب الله بتكثيف أنشطة نقل المخدرات من لبنان إلى جنوبي سوريا بواسطة جماعات مرتبطة بالحزب.

وذكر المرصد أن الجماعات التابعة لحزب الله والفرقة 4 التابعة للنظام السوري بقيادة شقيق بشار الأسد ماهر تواصل نقل المخدرات من لبنان إلى مناطق في محافظتي درعا والسويداء.

وقال خبراء إن هدفهم هو تهريب هذه المواد من سوريا إلى الأردن ومنه إلى دول الخليج، لافتين إلى أنه مع انسحاب روسيا من الحدود الجنوبية لسوريا، دخلت إيران ووكلاؤها لملء الفراغ.

استغلال الشباب السوري

وقال مواطن من السويداء عرف نفسه بأن اسمه مروان للمشارق إن تعاطي المخدرات والإتجار بها بات "رائجا جدا ومنتشرا بصفوف الشباب" في المحافظة الجنوبية السورية.

واتهم حزب الله باستغلال الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها الشباب "لتوريطهم في تهريب المخدرات".

وذكر مروان "نسمع عن وجود عدد كبير من شبكات التهريب الناشطة بجنوب شرق السويداء، وتقدر بالعشرات، ويتم تجنيد أبناء العشائر مستغلين ظروفهم المعيشية السيئة".

وقال إن "شبكات تهريب المخدرات يتزعمها أشخاص من المنطقة، تربطهم علاقات قوية بحزب الله ومسؤولي أجهزة أمنية سورية".

وبحسب المواطن مازن غانم الذي ينحدر من السويداء، فإن الاشتباكات التي حصلت مؤخرا بين مهربين والقوات الأردنية "جرت شمالي شرقي قرية خربة عواد".

وقال إن "المهربين الأربعة القتلى كانوا ينتمون إلى عشيرة الرمثان في قرية الشعب، وبينهم طفل لا يتجاوز عمره 15 سنة".

وأضاف أنه "للأسف، تشهد السويداء تنامي ظاهرة تعاطي أبنائها المخدرات وتهريبها لصالح حزب الله، المسؤول الأول عن الترويج للمخدرات وتهريبها عبر العشائر للأردن".

مصانع الكبتاغون

وأشار الباحث السوري تركي مصطفى المتخصص في الشأن الإيراني وحزب الله إلى أن عمليات تهريب المخدرات في جنوب سوريا "مرتبطة بحزب الله الذي يستهدف الأردن ودول الخليج".

وقال إن "عملياته تأخذ أبعادا سياسية وأمنية على صلة بمجريات الحرب بسوريا وما تشهده من فلتان أمني، وأبعادا استراتيجية متعلقة بإيران، المحرك العسكري الفاعل لحزب الله".

وتابع أن إيران تستغل عمليات تهريب المخدرات لتقوية ميليشيا حزب الله، كونه أقوى وأخطر أذرعها الاستراتيجية بالمنطقة ويقوم بدعم مشروعها التوسعي.

وذكر مصطفى أن القرى الموجودة على الحدود الأردنية، ولا سيما تلك الموجودة في ريف السويداء الجنوبي، "تمثل ممرات عبور ساخنة للاتجار وتهريب المخدرات للأردن".

وقال إن "حزب الله وعناصر أمنية تابعة للنظام السوري يوظفون مهربين من أهالي محافظة السويداء لإدخال المخدرات للعمق الأردني".

وذكر مصطفى أنه بحسب مصادر في المنطقة، فإن "مجموعة من حزب الله نقلت آلة المكبس المخصصة لإنتاج الكبتاغون من ريف حمص للسويداء".

وقال إنهم أشرفوا هنا على إنشاء وإطلاق عمل مصنع تلقوا من أجله أكثر من 75 ألف دولار، لافتا إلى أن نحو 6 مصانع صغيرة لإنتاج الكبتاغون تعمل حاليا في درعا.

وذكر مصطفى أن صلخد هي من المدن التي تنتشر فيها الأنشطة المرتبطة بالمخدرات إلى حد كبير، في حين أن مدينة بصرى الشام هي إحدى القنوات الرئيسية في درعا.

ولفت إلى أن مصادره تشير إلى وجود "أكثر من عشرين مجموعة متخصصة بتهريب المخدرات يتمتع زعماؤها بنفود اجتماعي وأمني، وتربطهم علاقات قوية بمسؤولي أجهزة أمنية سورية وحزب الله".

أما عن سبب تورط حزب الله في صناعة وتهريب المخدرات من سوريا إلى أماكن أخرى في المنطقة، فقال مصطفى إن الأمر واضح للجميع، وهو "جني المال بغض النظر عن أساليب جنيها".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500