عدالة

خامنئي يشيد بالأسد في ظل ظهور جرائم حرب جديدة

فريق عمل المشارق

المرشد الإيراني علي خامنئي يحيي الرئيس السوري بشار الأسد في طهران يوم 8 أيار/مايو. [Khamenei.ir]

المرشد الإيراني علي خامنئي يحيي الرئيس السوري بشار الأسد في طهران يوم 8 أيار/مايو. [Khamenei.ir]

عاد الرئيس السوري بشار الأسد مؤخرا من طهران حيث التقى يوم الأحد، 8 أيار/مايو، الزعيم الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي، في زيارة نادرة لم يعلن عنها مسبقا.

وعلى الرغم من أن أجندة الأسد كانت غامض، إلا أن زيارته تأتي في وقت تسعى فيه إيران إلى تعزيز تغلغلها داخل الأراضي السورية والاقتصاد السوري، مستغلة انشغال "حليفتها" ومنافستها روسيا بالحرب في أوكرانيا.

وذكرت وسائل إعلام سورية يوم الثلاثاء أن الأسد فتح خطا ائتمانيا جديدا مع إيران لشراء الطاقة وغيرها من الضروريات، في خطوة ستجعل سوريا مدينة بشكل أكبر بعد للجمهورية الإسلامية.

ومنذ بداية الحرب في سوريا التي ذهب ضحيتها حتى الآن نحو 350 ألف مدني سوري، توجه الأسد إلى إيران مرة واحدة فقط في العام 2019.

الرئيس السوري بشار الأسد يلتقي بالمرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في طهران يوم 8 أيار/مايو. [Khamenei.ir]

الرئيس السوري بشار الأسد يلتقي بالمرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي في طهران يوم 8 أيار/مايو. [Khamenei.ir]

الرئيس السوري بشار الأسد يلتقي مسؤولين إماراتيين في آذار/مارس الماضي. [دنيا الاقتصاد]

الرئيس السوري بشار الأسد يلتقي مسؤولين إماراتيين في آذار/مارس الماضي. [دنيا الاقتصاد]

وانتهز خامنئي الفرصة للإشادة علانية بالأسد، علما أن هذا الأخير منبوذ دوليا ويواجه حاليا عقوبات واتهامات جديدة بارتكاب جرائم حرب.

وأشاد بـ "مقاومة النظام وإصراره في حرب دولية"، مضيفا أن ذلك "يزيد من مصداقية سوريا" على الساحة الدولية.

إيران تنفق المليارات على سوريا

ومنذ اندلاع الحرب في سوريا، شكلت طهران الحليف الإقليمي الأقرب للنظام السوري، فأنفقت مليارات الدولارات لدعم الأسد في الحرب التي شنها ضد السوريين المطالبين بالحرية والكرامة والديموقراطية.

وبحسب بعض التقديرات، أرسلت إيران آلاف جنودها للقتال إلى جانب القوات العسكرية للنظام السوري. وتشمل هذه القوات الميليشيات التي دربها وسلحها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وأشار خامنئي إلى دور فيلق القدس التابع للحرس الثوري في مساعدة الأسد على مواصلة الحرب ضد شعبه، ووصف القائد المقتول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، بأنه "أحد الأسباب الأساسية لانتصار سوريا في الحرب".

وقال إن "سلوك [سليماني] في سوريا" يشبه "سلوكه خلال الحرب العراقية-الإيرانية"، لافتا إلى أن الجنرال الراحل "ونخبة الحرس الثوري" اعتبروا أن "مساعدة الأسد في الحرب السورية واجب ومسؤولية مقدسة".

وألمح خامنئي أيضا إلى زيارة الأسد للإمارات في آذار/مارس والتي التقى خلالها بمسؤولين إماراتيين، وكانت أول زيارة له إلى البلاد منذ بدء الحرب في سوريا.

وكانت الإمارات قد حذت حذو غالبية الدول العربية، فقطعت علاقاتها مع سوريا بعد فترة وجيزة من اندلاع الحرب، ودعمت في إحدى مراحلها فصائل المعارضة السورية.

وأثنت وسائل الإعلام الإيرانية المتشددة التي غطت الزيارة على الأسد لجهة "انتصاره على الغرب".

ولكن حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في كلمة له الدول التي لربما قد تفكر في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد.

وقال برايس في حينه "نحث الدول التي تفكر في التعامل مع نظام الأسد على أن تزن بعناية الفظائع المروعة التي ارتكبها النظام بحق السوريين خلال العقد الماضي".

المدنيون السوريون والإيرانيون في حالة معاناة

وتواصل طهران دعم دمشق بالمال والميليشيات والذخيرة، إلى جانب تسليح وتدريب الميليشيات لدعم نظام الأسد الوحشي حتى في الوقت الذي يعاني فيه الإيرانيون في الداخل من ظروف اقتصادية صعبة.

فيواجه الشعب الإيراني ارتفاع الأسعار وانخفاض الدخل والبطالة وغيرها من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، في وقت تشرف فيه الحكومة على الإفلاس.

وفي غضون ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) يوم الأحد من أن الأطفال السوريين هم بحاجة اليوم للإغاثة أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب.

وقالت المتحدثة باسم اليونيسف جولييت توما لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مجموعة 9.3 مليون طفل سوري بحاجة إلى المساعدة سواء داخل البلاد أو في المنطقة التي فروا إليها.

وذكرت المنظمة أن "أكثر من 6.5 مليون طفل في سوريا هم بحاجة إلى المساعدة، وهو أعلى رقم مسجل منذ بداية الأزمة".

وفي البلدان المجاورة، يعتمد 2.8 مليون طفل سوري لاجئ على المساعدات.

ولكن خلال زيارة الأسد الأخيرة، وصف خامنئي سوريا بأنها باتت اليوم "مكانا أفضل" مقارنة بعام 2011، قائلا إنه قبل الحرب "لم تكن سوريا تحظى بالاحترام والمصداقية اللذين تتمتع بهما الآن".

ومضى يثني على الأسد لما يتمتع به من "معنويات قوية وعالية"، متعهدا بتوسيع العلاقات مع سوريا.

انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان

ومنذ عقد من الزمن تقريبا، وجهت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان آنذاك نافي بيلاي، تحذيرا شديد اللهجة إزاء الفظائع التي ارتكبها الأسد وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان في سوريا.

وقالت في 2013 إن لجنة تحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا "جمعت كما هائلا من الأدلة... [على] وقوع جرائم خطيرة للغاية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".

وأضافت بيلاي في اشارة إلى الأسد إلى أن "الأدلة تشير إلى أن المسؤولية تقع على جهات في أعلى مستوى في الحكومة، بما في ذلك رئيس الدولة".

واليوم، يتواصل اكتشاف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبها النظام السوري والتي تشمل استخدام الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.

وقد أظهر فيديو عن مذبحة نفذت في نيسان/أبريل 2013 بحق مدنيين سوريين في منطقة التضامن الواقعة في ضواحي دمشق، ضباط مخابرات بالنظام السوري وهم يسخرون من مدنيين معصوبي الأعين قبل إطلاق النار عليهم.

ولم يظهر تصوير المجزرة إلا في نيسان/أبريل من العام الجاري، بعد أن فضحتها صحيفة الغارديان ومجلة نيو لاينز الإلكترونية.

وكشف تحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز في آذار/مارس عن مقبرتين جماعيتين مليئتين بجثث آلاف السوريين، قتل الكثير منهم تحت التعذيب على يد النظام.

وقال شاهد عيان على عملية الدفن للصحيفة، إن العديد من الجثث ظهرت عليها آثار كدمات وجروح وأظافر مفقودة. وكان لدى البعض ما يشبه علامات حبال حول أعناقهم أو جروح ناجمة عن طلقات نارية.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500