أمن

إعادة انتشار الميليشيات التابعة لإيران في سوريا

وليد أبو الخير

عناصر من ميليشيا لواء فاطميون يظهرون في هذه الصورة بمركز تدريب في الصحراء بالقرب من بلدة البوكمال السورية الحدودية. [موقع ديفا برس]

عناصر من ميليشيا لواء فاطميون يظهرون في هذه الصورة بمركز تدريب في الصحراء بالقرب من بلدة البوكمال السورية الحدودية. [موقع ديفا برس]

القاهرة -- قال ناشطون سوريون للمشارق إن الميليشيات التابعة لإيران العاملة في سوريا تقوم بعملية إعادة انتشار في الأسابيع الماضية، تاركة معاقلها السابقة ومتمركزة من جديد في مواقع جديدة.

وذكروا أن هذا التحرك يظهر بشكل خاص في مدن تدمر والميادين ودير الزور والمدن المحيطة بها، وذلك في منطقة تمتد من تدمر عبر البادية الشرقية وإلى دير الزور والميادين وريف حمص الشرقي.

وفي هذا السياق، قال الناشط الإعلامي السوري عمار صالح إن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني غيرت مواقعها خوفا من استهدافها بالغارات الجوية الأميركية أو الإسرائيلية.

وتابع أن عملية إعادة الانتشار شملت كل الميليشيات التابعة لإيران "دون استثناء"، علما أن إعادة التمركز نفذت خلسة باستخدام مركبات مدنية ومع ارتداء عناصر الميليشيات ملابس مدنية.

عناصر من حركة النجباء يظهرون في هذه الصورة عند نقطة جديدة أقامتها الميليشيا في قرية الرصافة السورية. [نداء الفرات]

عناصر من حركة النجباء يظهرون في هذه الصورة عند نقطة جديدة أقامتها الميليشيا في قرية الرصافة السورية. [نداء الفرات]

منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله أقيمت مؤخرا في ريف دير الزور الغربي. [تلفزيون سوريا]

منصة لإطلاق الصواريخ تابعة لحزب الله أقيمت مؤخرا في ريف دير الزور الغربي. [تلفزيون سوريا]

وأوضح أن من بين هذه الميليشيات حزب الله اللبناني ولواء فاطميون وميليشيا أبو الفضل العباس وحركة النجباء ولواء الباقر وكتائب حزب الله ولواء زينبيون.

وأضاف أنه بعد مغادرة لواء القدس المدعوم من الحرس الثوري منطقة تدمر، سيطر لواء فاطميون الذي يتكون من مقاتلين أفغان على المراكز الشاغرة.

وذكر أن عملية الانتشار الأكبر حصلت في مدينة تدمر "وطالت قادة الصف الأول".

وقال إن المراكز الجديدة ضمن المدينة شملت حسب المعلومات مركز المؤسسة الاستهلاكية ومبنى هيئة البادية والمدرسة الصناعية.

وأشار صالح إلى أنه في إطار عملية إعادة الانتشار، أفرغت مستودعات الأسلحة القديمة من محتوياتها، "بما في ذلك الذخيرة والأسلحة المتوسطة وراجمات الصواريخ ونقلت هذه الأخيرة إلى مستودعات جديدة في البادية".

انتقال الميليشيات إلى مراكز جديدة

وقال إن مراكز جديدة رصدت في منطقة حميمة الواقعة شرقي دير الزور وبالقرب من الحدود مع العراق، وقد نقل إليها عناصر ميليشيات كانوا متمركزين داخل مدينة تدمر.

ولفت صالح إلى أن التعزيزات وإعادة الانتشار شملت أيضا ريف حلب الشرقي بما في ذلك السفيرة ومسكنة ودير حافر، كما رصدت تعزيزات في قاعدة عسكرية جديدة بالقرب من قرية حبوبة حيث يتمركز لواء فاطميون.

وقال إنه يبدو أن القاعدة أنشأت في هذه المنطقة تحديدا نظرا لقربها من معاقل قوات سوريا الديموقراطية في الضفة المقابلة لنهر الفرات.

وأشار إلى أن ذلك من شأنه أن يؤمن للميليشيات التابعة لإيران بعض الحماية، ذلك أن أية غارة جوية ضد هذه المراكز الجديدة ستطال قوات سوريا الديموقراطية أيضا.

وفي مطلع آذار/مارس، قال الناشط جميل العبد، وهو من دير الزور، إن سكان دير الزور والميادين ومحافظة حمص بدأوا يلاحظون "شبه اختفاء للميليشيات التابعة لإيران".

وأوضح للمشارق أنه يتم إخلاء المراكز القديمة، وأن غياب عناصر الميليشيات من الشوارع والأسواق بات ملحوظا.

وقال إنه حينما يقابل الأهالي عناصر الميليشيات، فإنهم يشاهدوهم وهم يتنقلون بسيارات مدنية وبثياب مدنية.

وتابع أن "عملية نقل الأسلحة والذخائر كانت تتم بواسطة شاحنات مدنية مخصصة لنقل الخضار والمواد الغذائية".

ورجح أن الميليشيات التابعة لإيران تستخدم بعض الأنفاق التي حفرها تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في البادية، "إذ لم ترصد أية عمليات حفر أو إنشاءات قبيل عملية إعادة الانتشار".

شاحنات ذخائر تدخل منطقة الشبلي

ومن جانبه، قال الناشط الإعلامي أيهم العلي وهو من مدينة البوكمال إن "الميليشيات الموالية لإيران تقوم بعملية تبديل لمراكزها في مدينة البوكمال وباديتها، بالإضافة إلى الميادين والمنطقة المحيطة بها".

وتابع أن شاحنات الذخائر رصدت وهي تدخل منطقة الشبلي وهي منطقة أثرية وضريح قديم خارج الميادين.

وأضاف أنه على ما يبدو، تتعمد الميليشيات الاختباء في المناطق الأثرية لأنها تعتقد أن "لا أحد قد يقوم بقصفها تجنبا لوقوع خسائر لا تقدر بثمن".

وقال إنه في هذه الأثناء، تم إخلاء مراكز سابقة في الصحراء بمحيط بادية معدان ونقلت إلى عمق البادية.

وأشار العلي إلى أن "الميليشيات تعمد إلى إبقاء مراكزها الجديدة بعيدة عن الأعين وتغلق كافة الطرقات المؤدية إلى هذه المناطق وتبتعد عن رفع الأعلام والرايات"، وهو ما يختلف عن أسلوبها الاعتيادي.

وقال إن العلم السوري شوهد وهو يرفرف فوق بعض المقرات للإيهام بأنها مراكز تابعة للجيش السوري النظامي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500