بغداد - قالت مصادر أمنية إن 3 صواريخ سقطت الجمعة، 23 نيسان/أبريل، على قاعدة بمطار بغداد تضم قوات عراقية وأميركية.
ولم تتبن أية جهة المسؤولية عن الهجوم على الفور، لكن اللائمة عادة ما تلقى على الميليشيات العراقية الموالية لإيران في مثل هذه الهجمات المنفذة على أهداف عسكرية ومدنية.
وقد أصابت الصواريخ قسما من القاعدة الجوية تشغله القوات العراقية التي تتشارك القاعدة مع القوات الأميركية المنتشرة تحت مظلة التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وقال مصدر أمني إن جنديا عراقيا أصيب في الهجوم.
وهذا هو الهجوم الثاني على التحالف ضد داعش في أقل من أسبوع. فيوم الأحد، استهدفت 5 صواريخ قاعدة البلد الجوية شمالي العاصمة، مما أسفر عن إصابة 3 جنود عراقيين و2 من المقاولين الأجانب.
ويعد هجوم الجمعة الهجوم الـ 23 بالقنابل أو الصواريخ على التحالف ضد داعش بالعراق، بما في ذلك الجنود أو السفارة الأميركية ببغداد أو قوافل الإمدادات العراقية للقوات الأجنبية، وذلك منذ أواخر شهر كانون الثاني/يناير.
وفي منتصف شهر نيسان/أبريل، سقطت طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات على مطار أربيل في إقليم كردستان بشمال العراق، وهو أول استخدام مُسجل لمثل هذا السلاح ضد قاعدة تستخدمها قوات التحالف الدولي في البلاد، بحسب المسؤولين.
وفي شباط/فبراير، استهدف أكثر من 12 صاروخا المجمع العسكري داخل المطار نفسه، وذلك في هجوم تبنته جماعة غامضة تطلق على نفسها اسم "أولياء الدم"، وهي جماعة يعتقد أنها واجهة لميليشيات بارزة موالية لإيران.
وفي العام الماضي، قتل 8 مدنيين عراقيين ومقاول عراقي ومقاولان أجنبيان في الهجمات التي تبنتها أحيانا جماعات غامضة يقول عنها الخبراء إنها غطاء للميليشيات المدعومة من إيران والمتواجدة في العراق منذ وقت طويل.
الميليشيات والبرنامج النووي
هذا ويأتي هجوم الجمعة في ظل تصعيد الميليشيات التي تدعمها إيران من خطابها وسط تزايد التوترات حول برنامج إيران النووي.
وقد عبرت القوى العالمية في 14 نيسان/أبريل عن "قلقها البالغ" إزاء إعلان إيران أنها ستزيد من تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المائة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تقرب إيران من عتبة الـ 90 في المائة من مستوى النقاء اللازم للاستخدام العسكري، كما أنها ستقصر "وقت الانطلاق" المحتمل لبناء قنبلة نووية.
وفي هذه الأثناء، يواصل الحرس الثوري الإيراني إمداد أذرعه في العراق بالصواريخ ومساعدتها في تنفيذ هجمات تنتهك سيادة العراق وتضر بمصالحه، بحسب محللين عراقيين.
فمنذ 2019، أطلقت الجماعات التي يدعمها الحرس الثوري الإيراني عشرات الهجمات الصاروخية على أهداف مدنية وعسكرية في العراق، بما فيها البعثات الدولية.
وقد نفذت 6 هجمات هذا العام باستخدام صواريخ عيار 107 مليمترا تصنعها إيران وتعرف باسم "فجر 1".
وفي 4 نيسان/أبريل، سقط صاروخان بالقرب من قاعدة البلد الجوية التي تضم مستشارين عسكريين أميركيين وتحتوي على الأسطول العراقي من مقاتلات أف-16 والذي يتألف من 34 طائرة. وقد تعرضت القاعدة نفسها لهجومين منفصلين يومي 15 آذار/مارس و20 شباط/فبراير.
وقد أسفرت هجمات صاروخية أخرى في العراق، بما في ذلك هجمات استهدفت المنطقة الخضراء ببغداد، عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين وتدمير منازلهم وممتلكاتهم.
وفي هذه الأثناء، قال القائد العسكري الأميركي الأعلى للمنطقة يوم الثلاثاء، 20 نيسان/أبريل، إن إيران لا تزال تشكل التهديد الأكبر للاستقرار في المنطقة.
وحذر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، متحدثا أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي في واشنطن، من أن إيران تستخدم على نحو متزايد الطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة لمهاجمة التحالف ضد داعش، لكنه أضاف أنها "قد فشلت" في مسعاها لإخراج القوات الأميركية من المنطقة.