أربيل -- قال مسؤولون يوم الخميس، 15 نيسان/أبريل، إن طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات ضربت مطار أربيل في المنطقة الكردية بالعراق، في أول عملية يسجل فيها استخدام هذا النوع من السلاح ضد قاعدة تستخدمها قوات التحالف الدولي في البلاد.
ولم يسجل وقوع إصابات على الرغم من أن الضربة ألحقت أضرارا بمبنى في الجزء العسكري من المطار.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن شهدت الأشهر القليلة الماضيةشن نحو 20 هجوما بالقنابل والصواريخ على منشأت يستخدمها جنود التحالف الدولي أو الدبلوماسيون، وجهت أصابع الاتهام بالوقوف ورائها إلى الميليشيات العراقية الموالية لإيران .
هذا وقد تبنت مجموعة جديدة من الميليشيات الغامضة المتحالفة مع إيران كانت قد ظهرت في العراق خلال العام الماضي المسؤولية عن معظم هذه الهجمات، التي يبلغ عددها الإجمالي 15 هجوما على الأقل.
ومن المتعارف عليه أن هذه الميليشيات "الغطاء"هي واجهات لأبرز ثلاث ميليشيات مدعومة من إيران تعمل في العراق، وهي كتائب حزب الله وحركة النجباء وعصائب أهل الحق.
وأوضحت وزارة الداخلية في إقليم كردستان في بيان أن "طائرة مسيرة محملة بمادة تي إن تي استهدفت قاعدة للتحالف في مطار أربيل".
هذا ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي سمع دوي انفجاره في جميع أنحاء أربيل.
لكن مجموعة واجهة غامضة موالية لإيران تطلق على نفسها اسم سرايا أولياء الدم أشادت بالهجوم عبر تطبيق الرسائل تيليغرام، وكانت قد أعلنت مسؤوليتهاعن هجوم سابق على المطار عينه في شباط/فبراير الماضي.
وفي الهجوم الذي وقع في شباط/ فبراير، استهدف أكثر من 12 صاروخا المجمع العسكري داخل المطار، ما أسفر عن مقتل مدني عراقي ومقاول أجنبي يعمل مع قوات التحالف الدولي.
وأعربت واشنطن عن "غضبها" من أعمال العنف الأخيرة.
حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن "الشعب العراقي عانى لفترة طويلة جدا من هذا النوع من العنف ومن انتهاك سيادته".
الطائرات المسيرة مرتبطة بإيران
وصرح مسؤول أميركي بارز في مجال الشؤون الدفاعية لوكالة الصحافة الفرنسية أنه في الوقت الذي سجل فيه هجوم يوم الأربعاء أول استخدام لطائرة مسيرة لاستهداف القوات الأميركية داخل العراق، كان حلفاء إيران في البلاد قد أظهروا بالفعل أنهم يمتلكون التكنولوجيا.
وقالت واشنطن إن هجوما بطائرة مسيرة في كانون الثاني/يناير على العاصمة السعودية الرياض نفذ من جنوب العراق نيابة عن جماعة الحوثي اليمنية (أنصار الله) المدعومة من إيران.
وقال المسؤول في الشؤون الدفاعية إن "الميليشيات المدعومة من إيران لديها الآن طائرات مسيرة يبلغ طول جناحيها 15 قدما (أربعة أمتار ونصف متر)".
وأضاف "إنه صاروخ كاس-04 ايراني الصنع، وقد رأينا بالفعلكيف استخدمه الحوثيون كسلاح ضد السعودية."
وأكد المسؤول أن هذه التكنولوجيا يتم تحسينها بشكل متواصل.
وتابع "يمتلكون الآن مقذوفات مدعومة بالصواريخ، يتراوح مداها بين 1200 و1500 كيلومتر (750 إلى 930 ميلا) إذا أضافوا إليها خزانات وقود".
"ويمكن حتى تحميلها على متن سفينة من (ميناء) البصرة العراقي وجعلها أكثر قربا من الهدف. ويمكن برمجتها مسبقا من خلال نظام التموضع العالمي (جي بي أس)".
’تصعيد خطير‘
من جانبه، أدان الرئيس العراقي برهم صالح الهجوم الأخير، وحث جميع العراقيين على توحيد صفوفهم ضد "الإرهابيين" الذين يقفون وراءه.
وأردف "مرة أخرى، تم استهداف البنية التحتية في أربيل كما جرى من قبل في بغداد وأماكن أخرى"، مشيرا إلى أن "هذه الجرائم الإرهابية .. تتطلب منا أن نتحد خلف قوات الأمن لفرض القانون على الإرهابيين".
وألقى وزير الخارجية السابق هوشيار زيباري باللائمة في الهجوم على "ميليشيا" موالية لإيران.
حيث قال زيباري على تويتر "يبدو أن الميليشيا نفسها التي استهدفت المطار قبل شهرين هاجمته مرة أخرى"، مؤكدا أن هذا الأمر يعتبر "تصعيدا واضحا وخطيرا".
ومع تصعيد الجماعات الموالية لإيران خطابها، وقعت هجمات شبه يومية على قوافل إمداد التحالف الدولي في جميع أنحاء جنوب البلاد.
وأفادت مصادر أمنية أن قنبلتين انفجرتا في وقت سابق من يوم الأربعاء أثناء مرور قافلتين في محافظتي ذي قار والديوانية الجنوبيتين.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد استأنفت الأسبوع الماضي "حوارا استراتيجيا" مع حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وشملت المباحثات سحب جميع القوات المقاتلة المتبقية من العراق.