تبنت جماعة غامضة تطلق على نفسها اسم أولياء الدم يوم الاثنين، 15 شباط/فبراير، هجوما عنيفا نفذ في إقليم كردستان شمالي العراق وبدا أنه يستهدف مجمعا عسكريا في مطار أربيل.
وقتل مقاول مدني يعمل لصالح الجيش الأميركي في الهجوم وأصيب 9 آخرين.
وقال مسؤولون أمنيون إنهم يعتقدون أن جماعة أولياء الدم هي واجهة لميليشيات بارزة موالية لإيران ألقيت اللائمة عليها في هجمات مماثلة في السابق، ومنها كتائب حزب اللهوعصائب أهل الحق وهما جماعتان متشددتان.
ويضم مجمع أربيل فرقا أجنبية منتشرة تحت مظلة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منذ العام 2014.
ومساء الاثنين، أطلق أكثر من 12 صاروخا عيار 107 ميليمترات، وهو حجم الصاروخ نفسه الذي استخدم في هجمات ببغداد، من مسافة حوالي 8 كيلومترات غربي أربيل.
ولكن قالت مديرية الصحة في أربيل إن الضربات استهدفت مختلف أنحاء شمالي غربي المدينة، بما في ذلك الأحياء السكنية حيث أصيب 5 من المدنيين.
وكانت تلك المرة الأولى منذ نحو شهرين التي تتعرض فيها منشآت عسكرية أو دبلوماسية غربية للاستهداف في العراق، وذلك بعد سلسلة من الحوادث المماثلة التي ألقي باللائمة فيها على الميليشيات الموالية لإيران العام الماضي.
وقال الناطق باسم التحالف الدولي واين ماروتو إن 3 صواريخ ضربت مطار أربيل، ما تسبب في مصرع مقاول مدني أجنبي لا يحمل الجنسية الأميركية.
وأضاف أن 9 آخرين أصيبوا، بينهم 8 مقاولين مدنيين وجندي أميركي.
وبحلول صباح الثلاثاء، تمت إزالة بقايا الصواريخ، لكنها تركت وراءها حفرا صغيرة في شوارع أربيل المعبدة وفي الجدران الجصية خارج المنازل.
وقالت ناريمان محمد، البالغة من العمر 51 سنة وهي من سكان المدينة، "بالطبع أن هذا القصف أثر علينا، فقد عرّض حياتنا للخطر".
وأضافت "لا أرى ما الغاية من كل ذلك. نحن أيضا من البشر ونريد أن نعيش".
في هذه الأثناء، قال ناطق باسم الحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية إنه بعد إغلاق المطار أمام الرحلات طيلة فترة الصباح، استأنف مطار أربيل جدوله الطبيعي عند الظهر.
ميليشيات تشكل ʼواجهةʻ
كذلك، دانت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت الهجوم في تغريدة على موقع تويتر.
وكتبت أن "مثل هذه الأعمال الشائنة والمتهورة تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار".
وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، أعرب وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن عن "صدمته" حيال الهجوم وتعهد بتقديم الدعم الأميركي في محاسبة من نفذه.
وأضاف "لقد تواصلت مع رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لمناقشة الحادث والتعهد بدعم كل الجهود للتحقيق ومحاسبة المسؤولين".
هذا ودان بارزاني الهجوم "بأشد العبارات"، في حين وصفه الرئيس العراقي برهم صالح بأنه "تصعيد خطير وعمل إرهابي مجرم".
وكانت مجموعة جديدة من الميليشيات الموالية لإيران قد ظهرت في العراق خلال العام الماضي وبلغ عددها 15 على الأقل وهي تعمل بمسميات مختلفة وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لنفسها ونشر الرسائل التحريضية.
ووصف خبراء عراقيون هذا الانتشار للميليشيات التي لم تكن معروفة شابقا بـ "الواجهة" التي تهدف إلى صرف الانتباه عن الجناة الحقيقيين، وهم كتائب حزب الله وحركة النجباء وعصائب أهل الحق.
وقال ثائر البياتي الأمين العام لمجلس العشائر العربية في محافظة صلاح الدين بالعراق إنه مع أن الميليشيات الجديدة لها أسماء مختلفة، إلا أنها من الطينة نفسها.
وأضاف أن عناصر تلك الجماعات الجديدة يأتون من "فصائل مسلحة كبيرة ومعروفة" تتبنى شكلا جديدا كتكتيك لحماية "الميليشيات الأم" من المساءلة على أفعالها.
استهداف ʼنادر جداʻ لأربيل
وقد تم استهداف المنشآت العسكرية والدبلوماسية الغربية بعشرات الصواريخ والقنابل التي تزرع على جانب الطرقات منذ أواخر العام 2019، لكن معظم الهجمات كانت على بغداد وليس على أربيل.
وقد كان عددا من تلك الهجمات مميتا، حيث أدى إلى مقتل أجانب وعراقيين.
وقال مصدر في التحالف الدولي إن معظم قوات التحالف التي بقيت في العراق تتمركز في المجمع العسكري بمطار أربيل.
واستهدفت أربيل بصورة نادرة جدا، مع أن القوات الإيرانية أطلقت صواريخ على المطار نفسه في شهر كانون الثاني/يناير من العام الماضي بعد بضعة أيام من مقتل الجنرال الإيراني البارز قاسم سليماني في غارة جوية أميركية بمطار بغداد.
وكانت إيران والميليشيات المتشددة المدعومة منها قد تعهدت مرارا وتكرارا بالانتقام على مقتل سليماني.
كما توعدت الجماعات نفسها مؤخرا بتكثيف أنشطتها العسكرية في إقليم كردستان، وذلك ظاهريا لمواجهة أي توغل تركي.