دمرت القوات الأوكرانية مسيرات إيرانية الصنع نشرتها روسيا في مختلف أنحاء البلاد، ما تسبب في إرهاب المدنيين حتى بعدما بات واضحا تراجع إمدادات روسيا من الصواريخ عالية الدقة.
واتهمت كييف يوم الاثنين، 10 تشرين الأول/أكتوبر، موسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع تم إرسالها من بيلاروسيا المجاورة ضمن الضربات القاتلة المتعددة التي شنتها القوات الروسية في جميع أنحاء أوكرانيا.
وقال الجيش الأوكراني في بيان إن "العدو استخدم المسيرات الإيرانية شاهد-136 في ضربات شنت من أراضي بيلاروسيا" وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إلى أراضيها، لافتا إلى أنه تم "تدمير" 9 منها.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن روسيا استهدفت يوم الاثنين البنية التحتية للطاقة في مختلف أنحاء أوكرانيا، وقد شمل ذلك ضربات بمسيرات إيرانية الصنع.
وأضاف زيلينسكي في كلمة بثت عبر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي "إننا نتعامل مع إرهابيين. عشرات الصواريخ ومسيرات شاهد الإيرانية. لديهم هدفان: منشآت الطاقة في مختلف أنحاء البلاد، والناس".
وتابع "يريدون نشر الذعر والفوضى، كما يسعون إلى تدمير نظام الطاقة الخاص بنا".
وتم الإبلاغ عن ضربات في عدة مدن أوكرانية، بينها هجمات استثنائية على العاصمة كييف ومنطقة لفيف الغربية.
وقال زيلينسكي إن الهجمات وقعت في مناطق متفرقة، منها في دنيبرو وفينيتسا وإيفانو-فرانكيفسك بوسط أوكرانيا وفي زاباروجيا في الجنوب وفي خاركيف وسومي في الشرق.
وأضاف "قد يحصل انقطاع مؤقت للتيار الكهربائي الآن، ولكن ثقتنا لن تتزعزع مطلقا، وهذه ثقة في الانتصار".
وأشار بيان للبيت الأبيض إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن "تعهد [يوم الاثنين] بمواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا للدفاع عن نفسها، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة".
وأكد أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ يوم الأربعاء أن الجهات الغربية الداعمة لأوكرانيا تنظر في مسألة تزويد كييف بمزيد من الدفاعات الجوية لحمايتها من الهجمات الصاروخية "العشوائية" التي تشنها روسيا في جميع أنحاء البلاد.
وقال في بداية اجتماع نظمه حلفاء أوكرانيا بشأن إمدادات الأسلحة إلى كييف، "سنتطرق إلى كيفية تكثيف الدعم لأوكرانيا، وستكون الأولوية القصوى تأمين المزيد من أنظمة الدفاع الجوي لها".
مسيرات إيرانية الصنع
وتستخدم روسيا المسيرات التي زودتها بها إيران لمهاجمة المدن الأوكرانية منذ عدة أسابيع، وذلك في تعاون يرى المحللون أنه يعزز العزلة التي تواجهها الدولتان على الساحة الدولية.
وظهرت خطط إيران لتزويد روسيا بمسيرات قتالية لاستخدامها في أوكرانيا إلى العلن للمرة الأولى في تموز/يوليو، عقب تقارير أفادت بأن الجيش الروسي يواجه تحديات في الحفاظ على أسلحته بعد الخسائر الكبيرة التي مني بها.
وبحسب تقارير إعلامية، سلمت إيران المئات من مسيراتها إلى روسيا رغم تحذيرات واشنطن.
وفي المقابل، اتخذت أوكرانيا إجراءات لتقليص الوجود الدبلوماسي الإيراني ردا على تزويد طهران موسكو بالمسيرات.
فألغت اعتماد السفير الإيراني وقالت إنها تعمل على "خفض" عدد الموظفين الدبلوماسيين في السفارة الإيرانية إلى حد كبير.
وهذا الإطار، قال حاكم منطقة كييف إن شخصا أصيب بتاريخ 5 تشرين الأول/أكتوبر في هجوم بطائرات مسيرة إيرانية الصنع في بلدة بيلا تسيركفا جنوبي غربي كييف.
وأوضح الحاكم أوليكسي كوليبا على مواقع التواصل الاجتماعي "نفذ العدو خلال الليل ضربات مستخدما مسيرات شاهد-136 الانتحارية ضد بيلا تسيركفا".
وقال كوليبا إن "6 ضربات وانفجارات" هزت المدينة وأسفرت عن إصابة شخص وأضرار بعدد من مرافق البنية التحتية.
وأعلنت قيادة العمليات الجنوبية التابعة للجيش الأوكراني على تليغرام أنها أسقطت ليلا 6 طائرات مسيرة من النوع نفسه.
وفي الشهر الماضي، أبلغت أوكرانيا عن أول هجمات روسية نفذت باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع، لكنها كانت تستهدف حتى الآن بشكل أساسي جنوبي البلاد، بما في ذلك مدينة أوديسا الاستراتيجية على البحر الأسود.
العيوب الروسية
وفي 6 تشرين الأول/أكتوبر، قال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أوليكسي هروموف إن أوكرانيا دمرت 60 في المائة من 86 مسيرة من طراز شاهد-136 استخدمتها روسيا كجزء من حملتها العسكرية، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وقال الجيش الأوكراني في وقت سابق إنه رأى زيادة في استخدام المسيرات من قبل روسيا في ظل تراجع إمدادات موسكو من الصواريخ عالية الدقة.
وأوضح المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إهنات في 26 أيلول/سبتمبر، "هذا تحد جديد، ونحتاج إلى خبرة محددة لمواجهته. ندرس حاليا جميع الأساليب لاستهداف هذه المسيرات بشكل فعال".
وذكرت وول ستريت جورنال أن القوات الجوية الأوكرانية حددت نوعية الأسلحة التي تم إسقاطها في أواخر أيلول/سبتمبر على أنها مسيرات "انتحارية" من طراز شاهد-136 ومسيرات من طراز مهاجر-6 يمكنها حمل صواريخ وتستخدم في الاستطلاعات.
وبحسب ما قاله قائد مدفعية أوكراني، بدأت "مسيرات شاهد-136 التي أعيد طلاؤها بالألوان الروسية وغيرت تسميتها إلى جيرانيوم 2"، في الظهور فوق مواقع الدروع والمدفعية الأوكرانية في أيلول/سبتمبر الفائت.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن "استخدام روسيا لمسيرات شاهد-136 في أوكرانيا يشكل التوسع الأكثر تحديا لترسانة طهران إلى خارج الشرق الأوسط، إذ استخدمت إيران طائراتها المسيرة للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة".
وأشار إلى أن ذلك "يسلط الضوء أيضا على العيوب في برنامج المسيرات الروسي نفسه، والذي عجز عن مضاهاة القوة النارية للمسيرات المسلحة التي نشرتها أوكرانيا".