لندن - أعلنت بريطانيا يوم الخميس، 7 تموز/يوليو، أن إحدى سفنها الحربية صادرت مطلع العام الجاري أسلحة متطورة كان يتم تهريبها من إيران إلى اليمن في انتهاك لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك أثناء قيامها بدورية في الخليج.
وقالت وزارة الدفاع إن السفينة إتش إم إس مونتروز اعترضت زوارق سريعة تحمل صواريخ أرض-جو ومحركات لصواريخ هجوم بري موجهة أثناء قيامها بدوريات روتينية في مناسبتين، الأولى في كانون الثاني/يناير والثانية في شباط/فبراير.
وأضافت أن مهربين كانوا يديرون الزوارق السريعة في المياه الدولية جنوبي إيران، وكانت هذه المرة الأولى التي تعترض فيها سفينة حربية بريطانية قوارب تحمل مثل هذه الأسلحة المتطورة من البلاد.
وذكرت وزارة الدفاع أن الشحنة غير المشروعة رصدت في 28 كانون الثاني/يناير بواسطة مروحية من طراز وايلدكات مجهزة بأنظمة رادار متطورة تم إطلاقها من سفينة مونتروز.
وأوضحت أن العملية الثانية التي جرت في 25 شباط/فبراير، تضمنت أيضا جهودا منسقة مع المدمرة يو إس إس غريدلي التابعة للبحرية الأميركية والتي نشرت مروحية إم إتش-60 سيهوك "لتوفير مراقبة دقيقة".
وقال الفريق براد كوبر قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية والأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية والقوات البحرية المشتركة متعددة الجنسيات، "لدينا علاقة استراتيجية تدوم منذ عقود مع البحرية الملكية".
وأضاف كوبر "يعكس تعاوننا المستمر بشأن عمليات الاعتراض البحري في الشرق الأوسط، شراكتنا الاستثنائية والتزامنا القوي بالأمن والاستقرار الإقليميين".
صواريخ يستخدمها الحوثيون
وكشفت البحرية الأميركية أن الأسلحة صودرت على طول طرق تستخدم تاريخيا لتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى اليمن.
وقالت وزارة الدفاع إن عمليات الضبط تمت بإشراف قوات مشاة البحرية الملكية البريطانية التي اقتربت من الزوارق السريعة على متن سفينتين قابلتين للنفخ وقامت بتأمينها وتفتيشها.
وتم العثور على عشرات الطرود التي تحتوي على أسلحة متطورة وتمت مصادرتها قبل نقلها إلى بريطانيا لإخضاعها لتحليل فني.
وأضافت وزارة الدفاع أن التحليل كشف احتواء تلك الأسلحة على محركات صاروخية متعددة لصواريخ الهجوم البري الإيرانية الصنع من طراز كروز 351، وصواريخ 358 أرض-جو.
يُذكر أن صاروخ 351 هو صاروخ موجه يبلغ مداه ألف كيلومتر ويستخدمه الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن بانتظام من أجل ضرب أهداف في السعودية.
وأطلقت أيضا صواريخ من هذا النوع على أبو ظبي في كانون الثاني/يناير الماضي، مما أدى إلى مقتل 3 مدنيين.
وذكرت وزارة الدفاع والبحرية الأميركية أن الشحنة انتهكت قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2216 والذي صدق عليه عام 2015 لمنع دعم الحوثيين، كما انتهكت القانون الدولي.
الالتزام بالأمن البحري
وفي هذا الإطار، أكد وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي في بيان أن "المملكة المتحدة ستواصل العمل لدعم سلام دائم في اليمن، وهي ملتزمة بالأمن البحري الدولي حتى تتمكن الشحنات التجارية من العبور بأمان دون أي تهديد بتعطيل حركتها".
أما قائدة سفينة إتش إم إس مونتروز كلير تومسون، فقالت إن "عمليات الاعتراض هذه تدل على مهنية البحرية الملكية والتزامها بتعزيز الاستقرار في هذه المنطقة".
وأشادت ببحارة البحرية الملكية وطاقمها الجوي ومشاة البحرية الملكية المشاركين في مثل هذه المساعي، مشيرة إلى "الأثر الإيجابي الكبير الذي يتركونه في الحفاظ على النظام القائم على القواعد الدولية في البحار".
وتنفذ القوات البحرية الأميركية والبريطانية بانتظام عمليات أمنية بحرية إقليمية لردع ووقف نقل البضائع غير المشروعة التي يمكن أن تدعم الإرهاب وغيرها من الأنشطة غير القانونية.
وكانت السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية العاملة في الشرق الأوسط قد صادرت عام 2021 نحو 9000 قطعة سلاح غير مشروعة.
يُذكر أن المقر الرئيسي للقيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية وقيادة العمليات البحرية البريطانية يقع في عاصمة البحرين المنامة، ويتعاون الطرفان بصورة منتظمة لتعزيز التعاون البحري الإقليمي وحماية الممرات المائية الرئيسة ودعم النظام القائم على القواعد الدولية.
وإن كلا البلدين عضوان في القوات البحرية المشتركة التي تضم 38 دولة، وهي أكبر شراكة بحرية متعددة الجنسيات في العالم.