سياسة

تورط متزايد لإيران في الحرب الروسية

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

مرافق البنية التحتية الحيوية للطاقة تحترق بعد هجوم بطائرة مسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر من 19 كانون الأول/ديسمبر، وسط الغزو الروسي للبلاد. [سيرغي سوبنسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

مرافق البنية التحتية الحيوية للطاقة تحترق بعد هجوم بطائرة مسيرة على العاصمة الأوكرانية كييف في وقت مبكر من 19 كانون الأول/ديسمبر، وسط الغزو الروسي للبلاد. [سيرغي سوبنسكي/وكالة الصحافة الفرنسية]

تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف مرة أخرى في وقت مبكر من يوم الإثنين، 19 كانون الأول/ديسمبر، لهجوم بمسيرات إيرانية أطلقتها القوات الروسية، وذلك في ظل تعزيز وزارة الخارجية الإيرانية لعلاقاتها العسكرية الموسعة مع روسيا.

ونفذ هجوم يوم الاثنين بواسطة مسيرات إيرانية الصنع وجاء بعد أيام من مقاومة كييف واحدة من أكبر الهجمات الصاروخية منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير الماضي.

وأدى وابل من أكثر من 70 صاروخا تم إطلاقها يوم الجمعة، إلى إغراق العديد من المدن الأوكرانية في ظلام دامس وأجبر السكان على تحمل برد قارص بسبب دراجات الحرارة المتدنية إلى ما دون الصفر، بلا تدفئة أو مياه جارية.

واضطرت شركة الكهرباء الوطنية إلى قطع التيار الكهربائي بشكل طارئ، بالتزامن مع إسراعها لإصلاح شبكة الطاقة المتصدعة.

سكان محليون يتفقدون الأنقاض في أعقاب الهجمات التي نفذتها روسيا بسرب من المسيرات على قرية ستاري بيزراديشي في مقاطعة كييف الأوكرانية في 19 كانون الأول/ديسمبر. [سيرغي تشوزافكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

سكان محليون يتفقدون الأنقاض في أعقاب الهجمات التي نفذتها روسيا بسرب من المسيرات على قرية ستاري بيزراديشي في مقاطعة كييف الأوكرانية في 19 كانون الأول/ديسمبر. [سيرغي تشوزافكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقبل أيام قليلة، أعلنت القوات الأوكرانية أنها أسقطت سربا من المسيرات الإيرانية الصنع التي أطلقتها القوات الروسية في كييف، الأمر الذي يضفي المزيد من المصداقية على التحذيرات الأخيرة بشأن توطيد العلاقات العسكرية الإيرانية-الروسية.

وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف على مواقع التواصل الاجتماعي، إنه خلال إطلاق صفارات الإنذار تحذيرا من غارات جوية يوم الاثنين، "تم تسجيل تحليق 23 طائرة مسيرة معادية في سماء العاصمة. ودمر الدفاع الجوي 18 منها".

وأوضحت أن القوات الروسية استخدمت أسرابا من المسيرات المسلحة الإيرانية الصنع من طراز شاهد التي استهدفت العاصمة كييف في الأسابيع الأخيرة.

وأكد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو أن "انفجارات" وقعت في منطقة شيفتشينكيفسكي الوسطى ومنطقة سولوميانسكي الغربية، ما ألحق أضرارا بمنشآت البنية التحتية الحيوية.

وفي أعقاب الهجوم، أعلنت شركة الطاقة الأوكرانية دي تي إيه كيه أن التيار الكهربائي سيقطع بشكل طارئ عن العاصمة.

وفي هذا السياق، قالت فرنسا والاتحاد الأوروبي إن هجوم روسيا على البنية التحتية المدنية هو جريمة حرب، ووصف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد عمليات القصف بأنها "بربرية".

أكبر داعم عسكري لروسيا

وفي إفادة أمنية وردت يوم 9 كانون الأول/ ديسمبر، حذر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، من أن إيران وروسيا دخلتا مرحلة من "الشراكة الدفاعية الكاملة".

وقال إن هذا الأمر يشكل تهديدا لأوكرانيا وللدول المجاورة لإيران وللعالم.

وقال كيربي "أصبحت إيران أكبر داعم عسكري لروسيا"، لافتا إلى أنها نقلت مئات المسيرات إلى روسيا، وهي مسيرات تستخدمها هذه الأخيرة لمهاجمة البنية التحتية لأوكرانيا وقتل المدنيين فيها.

وفي مقابلة أجريت يوم الجمعة مع قناة بي بي إس، أشار رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز إلى أن التعاون العسكري بين إيران وروسيا "يشكل تهديدات حقيقية" لحلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وفي رد على كلامه يوم الأحد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كناني إن طهران "تنظم علاقاتها الخارجية بسيادة مطلقة ولا تسعى للحصول على إذن من أحد"، مؤكدا أن "المصالح الوطنية" هي التي تملي عليها سياساتها.

وأضاف أن "التعاون بين إيران وروسيا في مختلف المجالات بما في ذلك الدفاع، يتوسع في إطار المصالح المشتركة... وليس ضد أي دولة ثالثة".

وعلى الرغم من نفي إيران تورطها ومحاولاتها لإخفائه، ثمة أدلة كثيرة تشير إلى استخدام روسيا لمسيرات إيرانية في تنفيذ هجمات متعددة ضد أوكرانيا.

إيران تستعد لإطلاق قمر صناعي

وعلى نحو منفصل، أعلن وزير الاتصالات الإيراني عیسى زارع بور يوم الأحد أن الجمهورية الإسلامية تستعد لإطلاق "قمرين صناعيين على الأقل" في الفضاء بحلول أواخر آذار/مارس، وذلك بعد مرور أكثر بقليل من شهر على اختبار ناجح للقاذفة التي ستطلقهما.

وأعربت الولايات المتحدة مرارا عن قلقها من أن تعزز عمليات الإطلاق هذه تكنولوجيا الصواريخ الباليستية الإيرانية، بحيث تصل قدراتها إلى إمكانية تسليم رؤوس حربية نووية.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن زارع بور قوله إنه "يجري إعداد قمري ناهد-1 وناهد-2". يُذكر أن ناهد هو الاسم الذي يطلق على سلسلة من أقمار الاتصالات التي طورها المركز الإيراني لأبحاث الفضاء.

وفي مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، أعلن التلفزيون الإيراني الرسمي عن "الإطلاق شبه المداري الناجح لقاذفة القمر الصناعي المعروفة باسم قائم-100".

وأضافت الوكالة أنه تم تصنيع صاروخ قائم-100 من قبل منظمة الطيران التابعة للحرس الثوري الإيراني، وهو أول قاذفة أقمار صناعية إيرانية تعمل بالوقود الصلب على 3 مراحل.

ووضعت إيران أول قمر صناعي عسكري لها في المدار في نيسان/أبريل 2020، الأمر الذي أثار ردة فعل حادة من جانب واشنطن.

وفي آب/أغسطس من العام الجاري، أطلقت روسيا قمرا صناعيا إيرانيا آخر باسم خيام على صاروخ سايوز-1.2 بي من ميناء بايكونور الفضائي في كازاخستان.

وقالت وكالة الفضاء الإيرانية إن القمر الصناعي هذا صنعته روسيا تحت إشراف إيران.

وقالت الولايات المتحدة إن خيام سيمنح إيران "قدرات تجسس كبيرة"، مؤكدة أن تعزيز التحالف بين روسيا وإيران يرقى إلى "تهديد كبير" للعالم.

ورفضت وكالة الفضاء الإيرانية هذه المزاعم معتبرة أن الغرض من خيام هو "مراقبة حدود البلاد" والمساعدة في إدارة الموارد الطبيعية والزراعة.

تخصيب اليورانيوم يصل إلى ʼمستويات قياسيةʻ

من ناحية أخرى، قالت إيران يوم السبت إن قدرتها على تخصيب اليورانيوم ارتفعت إلى مستويات قياسية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وقال مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، "بلغت حاليا قدرة التخصيب في البلاد أكثر من ضعف القيمة التي بلغتها في مجمل تاريخ هذه الصناعة".

وتوجه فريق تقني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران يوم الأحد لمحاولة حل مأزق على خلفية العثور على آثار مواد مشعة في مواقع لم يعلن أن ثمة أنشطة نووية فيها.

ولطالما دعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران إلى تفسير أسباب العثور على يورانيوم من صنع الإنسان في 3 مواقع غير معلنة، وطلبت "الوصول إلى هذه المواقع والمواد" وكذلك جمع العينات.

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015 والمعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وافقت إيران على تقييد تخصيب اليورانيوم إلى أقل من 4 في المائة بقليل، أي أقل بكثير من مستوى 90 في المائة الذي يعتبر ضروريا لتصنيع رأس حربي نووي.

ومقابل ذلك وقيود أخرى على أنشطتها النووية، تم وعد إيران بالتخفيف من العقوبات الدولية المفروضة عليها.

ولكن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أيلول/سبتمبر عجزها عن ضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500