فرضت الولايات المتحدة الثلاثاء، 15 تشرين الثاني/نوفمبر، دفعة جديدة من العقوبات على كيانات وأفراد إيرانيين وروس، بينهم مجموعة المرتزقة فاغنر، على خلفية دعمهم لحرب روسيا على أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ذلك يشمل نقل طهران المسيرات إلى روسيا، علما أن هذه الأخيرة تستخدمها لضرب البنى التحتية المدنية والمدن.
وتُتهم الكيانات الإيرانية الثلاثة التي خضعت للعقوبات، وهي القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني وشركة القدس لصناعة الطيران ومركز شاهد لأبحاث صناعة الطيران، بتصنيع المسيرات الإيرانية وتسليمها إلى روسيا.
ورجحت وزارة الخارجية الأميركية أن تكون القوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني قد ساعدت في تسهيل عملية تزويد إيران روسيا بالطائرات المسيرة العسكرية.
أما شركة القدس لصناعة الطيران، فتنتج المسيرات من طراز مهاجر-6.
وبدوره، يقوم مركز شاهد لأبحاث صناعة الطيران بتصنيع نسخ المسيرات من طراز شاهد، ومن بينها المسيرة الهجومية ذات الاتجاه الواحد شاهد-136 التي استخدمتها القوات الروسية في هجمات شنت مؤخرا في كييف وأوديسا ومنطقة خاركيف الأوكرانية.
وكان الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة قد فرضا عقوبات على مركز شاهد لأبحاث صناعة الطيران في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الأفراد والكيانات الروسية الخاضعة للعقوبات تشمل مجموعة فاغنر، وهي شركة عسكرية خاصة أدرجت على لائحة العقوبات على خلفية عملها في قطاع الدفاع والمواد ذات الصلة بالاقتصاد الروسي.
وقالت إنه في مطلع العام الجاري، سعت مجموعة فاغنر لشراء مسيرات إيرانية "بهدف شبه مؤكد هو دعم عملياتها في أوكرانيا".
وتابعت أن هذا "مجرد مثال واحد على استخدام الكرملين لفاغنر كأداة قليلة الكلفة ومنخفضة الخطورة لتحقيق أهدافه".
كذلك، يواجه شخصان، هما عباس جمعة وتيغران خريستوفوروفيتش سرابيونوف، عقوبات على خلفية تورطهما في شراء مجموعة فاغنر مسيرات إيرانية لدعم العمليات القتالية في أوكرانيا.
وقد خضعت مجموعة فاغنر مسبقا لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا. وكانت أصلا خاضعة للعقوبات الأميركية بسبب قيامها بتجنيد جنود وإرسالهم للقتال إلى جانب الانفصاليين في شرقي أوكرانيا.
عقوبات على كيانات خارجية
وإضافة إلى ذلك، أشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن العقوبات طالت أيضا بالتنسيق مع حكومة الإمارات "كيانات خارجية متورطة في نقل المسيرات الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا".
وأوضحت الوزارة أن شركتي ساكسيس أفييشن سيرفسز وآي جيت غلوبال دي.أم.سي.سي ومقرهما الإمارات تعاونتا مع شركة سافيران إيربورت سرفيسز الخاضعة للعقوبات الأميركية لتنسيق الرحلات بين إيران وروسيا.
وشمل ذلك رحلات لسلاح الجو الروسي، إلى جانب رحلات لنقل المسيرات والعناصر والمعدات الإيرانية ذات الصلة من إيران إلى روسيا.
وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، فقد تعاملت شركة آي جيت أيضا مع شركة أجنحة الشام للطيران الخاضعة للعقوبات ومقرها سوريا، مستخدمة بحسب معلومات فرعها في سوريا الذي يحمل اسم ترايد ميد للشرق الأوسط لدعم شركة أجنحة الشام في تسهيل نقل المقاتلين السوريين إلى روسيا.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن العقوبات المفروضة على جهات خارجية تظهر أكثر فأكثر أن "الولايات المتحدة تنوي استهداف الجهات الدولية المتورطة في دعم آلة الحرب الروسية".
وأضافت أن "الدعم العسكري المقدم من الحكومة الإيرانية لروسيا يؤجج الحرب في أوكرانيا، في حين يشكل نقلها لتلك المسيرات انتهاكا صارخا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الأممي".
وتابعت أن "الولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل إفشال وتأخير عمليات النقل هذه وجعل هذه الجهات تدفع ثمن مثل هذه الأنشطة".
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين "كما أظهرنا مرارا وتكرارا، فإن الولايات المتحدة مصممة على فرض العقوبات على الأفراد والكيانات التي تدعم الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، بغض النظر عن مواقع تواجدها".
وتابعت أن الدفعة الأخيرة من العقوبات تكشف وتحاسب الشركات والأفراد "الذين سمحوا لروسيا باستخدام المسيرات الإيرانية الصنع لقمع المدنيين الأوكرانيين".
وأوضحت يلين "يأتي ذلك في إطار جهودنا الأوسع الرامية إلى وقف الجهد الحربي لروسيا وحرمانها من المعدات التي تحتاج إليها من خلال العقوبات وضوابط التصدير".
قطاع المسيرات الإيراني
يُذكر أن موقع إيران كمركز لعمليات المسيرات على الصعيد الإقليمي، هو موقع تتفاخر به. وغالبا ما يتم استخدام المسيرات المصنوعة في إيران ووالنسخ التي تنتجها أذرعها لنشر الفوضى والدمار في المنطقة وخارجها.
ومع أن تلك الأذرع تتبنى العديد من الهجمات التي استهدفت منشآت النفط والبنى التحتية في السعودية والإمارات والعراق، فإن الأدلة المستقاة من الشظايا وأدلة الطب الشرعي الأخرى تشير إلى تورط إيران.
كما شنت إيران غارات عبر الحدود بالصواريخ والطائرات المسيرة في 14 تشرين الثاني/نوفمبر ضد جماعات معارضة كردية متمركزة في العراق.
وفي هذه الأثناء، وجهت إسرائيل الأربعاء اللوم لإيران في استهداف غارة بطائرة مسيرة لناقلة نفط مملوكة لشركة إسرائيلية كانت تحمل زيت غاز قبالة ساحل عُمان، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
حيث قالت شركة إيسترن باسيفيك للشحن التي تدير الناقلة ومقرها سنغافورة في بيان إن السفينة باسيفيك زيركون "استهدفت بقذيفة على بعد نحو 150 ميلا قبالة ساحل عُمان".
ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا أو أي تسرب من الشحنة.
وقال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل "إيريك" كوريلا إن "هذا الهجوم بطائرة مسيرة ضد سفينة مدنية في هذا المضيق البحري الحساس يعكس مرة أخرى الطبيعة المزعزعة للاستقرار التي يتخذها النشاط الإيراني الخبيث في المنطقة".