حذرت الولايات المتحدة يوم الإثنين، 17 تشرين الأول/أكتوبر، من أنها ستتخذ إجراءات ضد الشركات والدول التي تعمل مع برنامج المسيرات الإيراني بعد أن استخدمت روسيا ما استوردته منها في غارات قاتلة في كييف.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاتحاد الأوروبي إلى فرض عقوبات على إيران، بعد أن تعرضت كييف لهجمات شنتها أسراب من "الطائرات المسيرة الانتحارية".
وكان مسؤولون أوكرانيون قد أعلنوا أن الغارات أدت إلى مقتل خمسة أشخاص في كييف، بينهم زوجان كانا ينتظران طفلا، وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مئات البلدات والقرى في وقت تستعد فيه البلاد لاستقبال فصل الشتاء.
وقال محللون إن استخدام روسيا للطائرات بدون طيار الإيرانية المعروفة باسم المسيرات،يظهر ثغرات في صناعتها المحلية.
وبحسب ما ورد، فقد سلمت إيران مئات الطائرات المسيرة إلى روسيا، ويؤكد مسؤولون أوكرانيون أنها تستخدم هذه المسيرات في ضربات شبيهة لتلك التي شُنت يوم الاثنين مستهدفة المدن والبنية التحتية للطاقة.
وحتى الآن تم تحديد نموذجين من الطائرات المسيرة الإيرانية في سماء أوكرانيا: شاهد -136 ومهاجر-6، وكلاهما ينتمي إلى نوع يشار إليه على نطاق واسع باسم الطائرات بدون طيار ذات الارتفاع المتوسط المتميزة بقدرة احتمال طويلة.
وقال الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، جان كريستوف نويل، إن سبب النجاح الأولي للطائرات المسيرة يكمن "في كونها سلاحا جديدا يدخل ساحة المعركة".
من جهته، لفت الباحث في جامعة السوربون، بيار غراسر، إلى أن استخدام مثل هذه المسيرات يعتبر "بالنسبة إلى روسيا خطوة توفر المال لأنها تسمح لها بعدم استخدام صواريخ كروز القيمة والتي تتراوح قيمتها بين 1.5 مليون ومليوني دولار" لكل عملية إطلاق.
لكنه أضاف أن "عيبها الرئيس يمكن في عدم قدرتها على إصابة سوى الأهداف ثابتة".
"هذه المسيرات لا تشكل أي تهديد للقوات في الميدان، لذلك، ينبغي ألا يفرض تدخلها في الحرب تغيير مسار القتال".
’الفشل الصناعي‘ في روسيا
وتعد روسيا واحدة من أكبر منتجي الأسلحة في العالم، لكنها وجدت نفسها راهنا مضطرة للجوء إلى إيران.
ومؤخرا، قال الكولونيل الروسي إيغور إيشوك لوكالة أنباء تاس الحكومية "وضعت وزارة الدفاع معايير تكتيكية وتقنية للطائرات بدون طيار. وللأسف لا تستطيع معظم الشركات [الروسية] المصنعة تلبيتها".
وقال غراسر إنه على الرغم من عدم وجود مصنع روسي يُُصنع طائرات انتحارية بعيدة المدى مثل شاهد -136، "من المفترض أن يكون لديهم معدات على غرار" مسيرات مهاجر ذات الارتفاع المتوسط المتميزة بقدرة احتمال طويلة".
وأردف "إن مجرد استخدامهم لطائرات مسيرة إيرانيةهو اعتراف بالفشل الصناعي ... ويظهر أن [الصناعة الروسية] لا يمكنها مواكبة التقدم الحاصل".
وأثرت العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا على صناعتها، سيما وأنها تعاني أصلا من الإرهاق بسبب اضطراب سلسلة التوريد أثناء جائحة كوفيد-19.
وقال نويل إن روسيا "لم تعد قادرة على الوصول إلى مكونات التكنولوجية الغربية، وبائت محاولاتها لإنتاج كميات كبيرة من هذه الأنواع من الأجهزة بالفشل".
وبإمكان طهران بالفعل الاعتماد على بعض المشترين لمنتجاتها في الشرق الأوسط في اليمن أو لبنان أو العراق، حسبما تابع نويل.
وأضاف "لكن العقوبات الأمريكية ضد أي زبون تضع حدا صارما لعدد المرشحين الذين قد يرغبون في إضافة هذه المعدات إلى ترسانتهم".
دليل على ’يأسها المتزايد‘
وحذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل يوم الاثنين، من أن "أي شخص يتعامل مع إيران في مجال له علاقة بالطائرات المسيرة أو الاستثمار بالصواريخ البالستية أو تدفق الأسلحة من إيران إلى روسيا يجب أن يتوخى الحذر الشديد".
"لن تتردد الولايات المتحدة في فرض العقوبات او اتخاذ اجراءات ضد الجناة" حسبما أضاف.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين إن الروس "يهاجمون البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة والمستشفيات وكل ما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية والتي لا تعد أهدافا عسكرية".
وشدد على أن هذا الأمر يعتبر "دليلا على يأس روسيا المتزايد، ويظهر أيضا المستويات التي قد ينحدرون إليها عندما يتعلق الأمر باستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية والتي رأيناها مرارا وتكرارا".
وذكر باتيل أن الولايات المتحدة واثقة أيضا من أن شحنة إيران للطائرات المسيرة تنتهك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231.
وقال "نعتقد أن هذه المسيرات التي تم نقلها من إيران إلى روسيا واستخدامها من قبل روسيا في أوكرانيا هي من بين الأسلحة التي تبقى محظورة بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231".
وأضاف باتيل نقلا عن معلومات استخباراتية أميركية صدرت سابقا، إن بعض المسيرات الإيرانية التي تم بيعها لروسيا معطلة.
وأشار إلى أن عملية النقل تظهر "الضغط الهائل" الذي تتعرض له روسيا، بعد أن فقدت بحسب الإحصاءات الأميركية 6000 قطعة من معداتها العسكرية منذ غزوها لأوكرانيا.
وأكد أن موسكو "مجبرة بصراحة على اللجوء إلى دول غير موثوق بها مثل إيران للحصول على الإمدادات والمعدات".
وكان مسؤولون أميركيون قد قالوا سابقا إن روسيا التي تعد تاريخيا مُصدِرا رئيسا للأسلحة، باتت اليوم تطلب استيرادها من كوريا الشمالية، وسط رفض الصين تلبية طلبها للمساعدة.
الحزب الشيوعي الصيني يرحب بكم! أهلا وسهلا بكم في بيجين!
الرد1 تعليق